عاجل

اليونانيون يعثرون على سترات نجاة للطائرة المصرية فوق البحر المتوسط

عثر عمال إنقاذ يونانيون على سترات نجاة وقطع من البلاستيك طافية في البحر المتوسط بعد اختفاء طائرة ركاب مصرية تقل 66 شخصا متجهة من باريس إلى القاهرة من على شاشات الرادار في ساعة مبكرة يوم الخميس وهو ما قالت مصر إنه يمكن أن يكون عملا إرهابيا.

وقالت وزارة الطيران المدني المصرية إن السلطات اليونانية عثرت على مواد طافية وسترات نجاة يرجح أن تكون من الطائرة. لكن مصادر عسكرية يونانية قالت لرويترز إنها وجدت قطعا من البلاستيك وسترتي نجاة في البحر على بعد 370 كيلومترا من جزيرة كريت.

وفي وقت لاحق قالت مصادر عسكرية يونانية إن الأجسام التي عثرت عليها اليونان طافية بالبحر المتوسط ليست باللونين الأزرق والأبيض المشابهين للونين المستخدمين في طائرة شركة مصر للطيران.

وقال متحدث باسم الجيش اليوناني “لم نعثر على مثل هذه الأجسام.”

وكان السفير المصري في فرنسا إيهاب بدوي قال إن السلطات اليونانية أبلغت سفارة مصر في أثينا بعثورها على حطام باللونين الأزرق والأبيض خلال بحثها عن الطائرة المفقودة.

ومضى قائلا لتلفزيون (بي.إف.إم) إن السفارة المصرية في أثينا أبلغته بأن السلطات اليونانية اتصلت بها وأشارت إلى عثورها على حطام باللونين الأزرق والأبيض يشبه ألوان الطائرة المصرية.

لكن السفير قال إنه لا يمكن تأكيد أن القطع تخص الطائرة المصرية مضيفا أن من المنطقي التفكير في أنه حطام الطائرة.

وإذا تأكد أن القطع من الطائرة المفقودة فإن ذلك يمكن أن يساعد في الوصول إلى أدلة تحدد مصيرها.

وكان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل قال إن من المبكر جدا استبعاد أي تفسير للحادث بما في ذلك تعرضها لهجوم مثل الهجوم الذي أسقط طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء العام الماضي.

وقال وزير الطيران المصري شريف فتحي إن احتمال أن يكون هجوم إرهابي وراء اختفاء الطائرة أكثر ترجيحا من وجود خلل فني.

ونشرت اليونان طائرات وفرقاطة بحرية في المنطقة للمشاركة في جهود البحث. وقالت مصر إنها ستقود التحقيق في اختفاء الطائرة وإن فرنسا ستشارك فيه. وقالت فرنسا إن ثلاثة محققين سيصلون إلى القاهرة مساء الخميس.

وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما تلقى إفادة حول اختفاء الطائرة من مستشار الأمن القومي ومكافحة الإرهاب. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن من السابق لأوانه معرفة سبب الحادث وعبر عن تعازيه في ضحايا الحادث.

وفي أثينا قال وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس إن الطائرة انحرفت في البداية بمقدار 90 درجة يسارا قبل أن تستدير بمقدار 360 درجة باتجاه اليمين. وبعد أن هوت من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 15 ألف قدم اختفت من على شاشات الرادارات اليونانية.

وأشار رئيس هيئة الطيران المدني اليونانية إلى أن الطائرة لم ترد على الاتصالات من مراقبي الحركة الجوية اليونانيين قبل مغادرتها للمجال الجوي للبلاد واختفت من على شاشات الرادار بعد ذلك بقليل.

ولا توجد أي إشارة رسمية حول ما إذا كان اختفاء الطائرة ناجم عن خلل فني أو أسباب أخرى ربما من بينها عمل تخريبي نفذه إسلاميون متشددون استهدفوا مطارات وطائرات ومواقع سياحية في أوروبا ومصر وتونس ودول أخرى في الشرق الأوسط على مدى السنوات القليلة الماضية.

وقالت مصر للطيران إن الطائرة كانت تقل 66 شخصا هم 56 راكبا بينهم طفل ورضيعان وطاقم من سبعة أشخاص بالإضافة إلى ثلاثة من أفراد الأمن.

وذكرت الشركة في بيان أن الطائرة تقل 30 مصريا و15 فرنسيا بالإضافة إلى بريطاني وبلجيكي وعراقيين اثنين وكويتي وسعودي وسوداني وتشادي وبرتغالي وجزائري وكندي.

وردا على سؤال حول ما إذا كان يستبعد وجود عمل إرهابي وراء الحادث قال رئيس الوزراء إسماعيل للصحفيين “لا نستطيع أن نستبعد أي شيء في الوقت الحالي أو نؤيد شيئا. يجب أن تنتهي كل إجراءات البحث كي نعرف ما هي الأسباب.”

وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند أيضا إن السبب لا يزال غير معروف. وأضاف “للأسف المعلومات المتوفرة لدينا… تؤكد لنا أن الطائرة سقطت وفقدت.” ومضى يقول “لا يمكن استبعاد أي فرضية أو تأييد واحدة على حساب الأخرى.”

* “الأرواح رخيصة لهذه الدرجة”

في مطار القاهرة جلس رجل على أريكة جلدية بنية وانخرط في البكاء بينما غطى وجهه بيديه. وقال “إلى متى ستعيش مصر إذا كانت الأرواح رخيصة لهذه الدرجة؟” وهرعت أم مضيفة على الرحلة من قاعة كبار المسافرين التي ينتظر فيها أقارب الركاب وقد ملأت الدموع وجهها. وقالت إن ابنتها اتصلت بها هاتفيا آخر مرة مساء الأربعاء.

وقالت “لم يحدثونا عن أي شيء (غير عادي).”

وحاول بعض أقارب الركاب ضرب مصور لمصر للطيران التقط عدة صور للأسر في القاعة. وتدخل رجال الأمن وأخرجوه من القاعة.

ومصر مقصد سياحي هام نظرا لمواقعها الأثرية والمنتجعات المطلة على البحر الأحمر. وتأثرت صناعة السياحة بشدة في أعقاب سقوط الطائرة الروسية التابعة لشركة متروجيت في أكتوبر تشرين الأول ومقتل كل ركابها البالغ عددهم 224 شخصا. وساهمت أعمال العنف وسلسلة التفجيرات التي يشنها متشددون إسلاميون في الأمر.

وعدد المقاعد في الطائرة أيه 320 يبلغ في العادة 150 مقعدا ما يعني أن ثلث مقاعد الطائرة فقط كانت مشغولة.

وقال كوستاس ليتزيراكيس رئيس هيئة الطيران المدني اليونانية إن المراقبين الجويين تحدثوا مع الطيار فوق جزيرة كيا فيما يعتقد أنه كان آخر اتصال بالطائرة ولم يتم الإبلاغ عن أي مشاكل.

وأضاف لرويترز أن الطائرة لم ترد على اتصالات قبل قليل من دخولها للمجال الجوي المصري وذلك قبل أن تختفي من على شاشات الرادار بعد قليل من خروجها من المجال الجوي اليوناني.

وتابع “خلال إجراءات التسليم قبل نحو سبعة أميال من دخول الطائرة لمجال القاهرة الجوي حاول المراقبون اليونانيون الاتصال بالطيار لكنه لم يرد.”

وقال وزير الدفاع اليوناني في مؤتمر صحفي إن عملية البحث التي بدأتها السلطات اليونانية في المنطقة جنوبي جزيرة كارباثوس لم تسفر عن شيء بعد.

وأضاف كامينوس “في الساعة 3.39 (00.39 بتوقيت جرينتش) كان مسار الطائرة جنوبي وجنوب شرقي جزيرتي كاسوس وكارباثوس… وعلى الفور بعد أن دخلت المجال الجوي للقاهرة قامت بانحراف وهبوط أصفه بأنه 90 درجة يسارا ثم 360 درجة إلى اليمين.”

وتابع أن الطائرة هوت من ارتفاع 37 ألف قدم (11280 مترا) إلى 15 ألف قدم قبل اختفائها من على الرادار.

وقال وزير الطيران المصري إن السلطات حاولت استئناف الاتصال مع الطائرة المفقودة بعد اختفائها من على شاشات الرادار ولكن لم تتمكن من ذلك.

وفي باريس قال مصدر بالشرطة إن المحققين يستجوبون ضباطا كانوا بالخدمة في مطار رواسي مساء أمس الأربعاء لمعرفة ما إذا كانوا سمعوا أو شاهدوا أي شيء مثير للشك. وأضاف المصدر “نحن لا نزال في مرحلة مبكرة هنا.”

وقالت أيرباص إن الطائرة المفقودة أيه 320 سلمت لمصر للطيران في نوفمبر 2003 وإنها عملت نحو 48 ألف ساعة طيران.

وقالت مصر للطيران أن عدد ساعات الطيران لقائد الطائرة هي 6275 ساعة من بينها 2101 ساعة على نفس طراز الطائرة المفقودة وللطيار المساعد 2766 ساعة.

وقال آدم شيف أبرز نائب ديمقراطي في لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي إن من غير الممكن الوصول إلى استنتاجات الآن لكن الإرهاب سبب ممكن جدا.

وأضاف “إذا كان الإرهاب هو السبب حقا فإن هذا سيكشف عن مستوى جديد تماما من ضعف الطيران المدني أمامه ليس فقط للرحلات المنطلقة من الشرق الأوسط إنما أيضا للرحلات المنطلقة من قلب أوروبا وذلك من الناحية النظرية على الأقل.”

وعرضت دول أخرى المساعدة في التحقيق بينها الولايات المتحدة حيث شركة برات آند ويتني المصنعة للمحركات.

وقالت روسيا ودول غربية إن طائرة متروجيت الروسية التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء يوم 31 أكتوبر تشرين الأول الماضي سقطت جراء قنبلة على الأرجح. وزعم تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.

وأثار الحادث تساؤلات بشأن فاعلية الحملة التي تشنها مصر لمكافحة الإرهاب. وكثف إسلاميون متشددون هجماتهم على قوات الأمن المصرية منذ أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي حين كان يتولى منصب وزير الدفاع عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وفي مارس آذار خطفت طائرة تابعة لمصر للطيران كانت تقوم برحلة داخلية بين مدينتي الإسكندرية والقاهرة وأجبرت على الهبوط في قبرص.

وكان الخاطف وهو مصري الجنسية يرتدي حزاما ناسفا زائفا وألقي القبض عليه بعد تسليم نفسه.

ووفقا لموقع (إير فليتس) تملك مصر للطيران أسطولا يضم 57 طائرة من طرازي إيرباص وبوينج ومن بينها 15 طائرة من طراز إيرباص أيه320.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى