عاجل

أوباما يوسع مهمة القوات الخاصة ضد الدولة الإسلامية في سوريا

 أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما  عن أكبر زيادة في عدد القوات البرية الأمريكية في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية هناك بإرسال 250 جنديا إضافيا من القوات الخاصة لدعم النجاحات التي تحققت ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وبهذه الخطوة سيزيد عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى ستة أمثاله ليصل إلى نحو 300. وفي حين لا تزال القوة الأمريكية البرية صغيرة مقارنة بالقوات الأمريكية في مناطق أخرى قال خبراء عسكريون إنها قد تساعد في تحويل قوة الدفع في سوريا بإتاحة الدعم الجوي الأمريكي لمزيد من المقاتلين السوريين على الأرض.

وقال خبراء عسكريون إن توفير غطاء جوي أمريكي لعدد أكبر من المقاتلين على الأرض قد يقلب الموازين في الحرب. لكن عضوا بارزا في الأسرة المالكة السعودية طلب عدم ذكر اسمه رفض القرار واعتبره “إجراء تجميليا”.

وأعلن أوباما القرار في ألمانيا في ختام جولة خارجية استغرقت ستة أيام وقال إن الخطوة تأتي بعد انتصارات انتزعت خلالها أراض من تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال أوباما في خطاب بمعرض تجاري في مدينة هانوفر بشمال ألمانيا وهي المحطة الأخيرة في جولته التي زار خلالها السعودية وبريطانيا “بالنظر إلى النجاح الذي تحقق وافقت على إرسال ما يصل إلى 250 جنديا أمريكيا إضافيا في سوريا بما يشمل قوات خاصة للحفاظ على هذه القوة الدافعة.”

وأضاف “لن تقود (القوات) القتال على الأرض لكنها ستكون ضرورية لتقديم التدريب ومساعدة القوى المحلية في سعيها المتواصل لإجبار داعش على التراجع.”

ويقود الجيش الأمريكي حملة جوية ضد الدولة الإسلامية منذ 2014 في العراق وسوريا لكن فاعلية الحملة في سوريا يقيدها الافتقار إلى حلفاء على الأرض في حرب أهلية معقدة ومتعددة الأطراف مستمرة منذ خمس سنوات.

وبدأت روسيا حملتها الجوية في سوريا العام الماضي وكانت أكثر فاعلية لأنها تنسق عن كثب مع الرئيس بشار الأسد حليف موسكو وخصم الولايات المتحدة.

وأشادت حملة هيلاري كلينتون التي تتصدر السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية بقرار إرسال مزيد من القوات لسوريا. وقالت الحملة في بيان “هذه القوات الخاصة ستواصل تقديم دعم ضروري للقوات المحلية على الأرض التي سيكون عليها في النهاية حسم هذه المعركة.”

كانت كلينتون قد دعت في خطاب لها في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إلى نهج أشد في القتال ضد الدولة الإسلامية وطالبت بتكثيف الغارات الجوية وزيادة عدد القوات الخاصة.

وقال السناتور جون مكين إن القرار متأخر وغير كاف. وأضاف مكين الذي يرأس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ “خطوة مترددة أخرى على طريق التصعيد التدريجي المحفوف بالمخاطر لن تمنع الضرر في سوريا …”

ولم تذكر حملة المرشح الجمهوري البارز دونالد ترامب أي شيء عن قرار أوباما خلال تجمع انتخابي بولاية رود أيلاند. ويعتزم ترامب التحدث عن السياسة الخارجية في خطاب بواشنطن يوم الأربعاء.

* دعم جوي

كانت القوات الكردية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب الحليف الرئيسي لواشنطن وانتزعت السيطرة على كثير من مناطق الحدود السورية التركية من الدولة الإسلامية. لكن هذا التحالف مقيد لأن تركيا حليفة الولايات المتحدة تناصب وحدات حماية الشعب الكردية العداء.

وقال تيم ريبلي المحلل العسكري والكاتب في مجلة جينز ديفنس ويكلي “من المفترض أن يساعد هؤلاء (القوات الأمريكية الإضافية) أصدقاءنا في وحدات حماية الشعب الكردية لتوسيع وتكثيف هجومهم على الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا.”

وقال مسؤولون إن القوات الإضافية ستشمل مسعفين وأفراد دعم لوجيستي وإن الدعم الأمريكي للقوات الأمريكية في سوريا سيأتي من شمال العراق.

وسيكون هدفهم هو المساعدة في فحص وتسليح المقاتلين العرب الراغبين في الانضمام للقتال مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يتشكل من أغلبية كردية. ويقول مسؤولون أمريكيون إن المقاتلين العرب سيلعبون دورا محوريا في العمليات المستقبلية ضد الدولة الإسلامية في المناطق التي يسكنها العرب في سوريا.

لكن سيكون على واشنطن اتخاذ قرار سياسي بمساعدة الأكراد رغم معارضة تركيا. وتوقف تقدم الأكراد بصورة كبيرة منذ فبراير شباط في ظل معارضة تركيا لاستحواذ الأكراد على مزيد من الأراضي.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف مدعوم من الولايات المتحدة تأسس في أكتوبر تشرين الأول ويضم وحدات حماية الشعب الكردية وبعض الحلفاء العرب إنها ترحب بإعلان أوباما لكنها لا تزال تريد مزيدا من المساعدة.

وقال طلال سيلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن أي دعم تقدمه الولايات المتحدة إيجابي وعبر عن أمله في مزيد من الدعم. وقال إنهم يتلقون ذخيرة فقط حتى الآن لكنهم يتطلعون إلى إمدادهم بعتاد عسكري.

ورحبت الهيئة العليا للمفاوضات- التي تمثل فصائل معارضة للأسد لا تشمل الأكراد- بقرار أوباما المساعدة في التصدي للدولة الإسلامية لكنها قالت إن على واشنطن عمل المزيد لمواجهة الأسد.

وإذا أعطي الأكراد الضوء الأخضر للتقدم بدعم جوي أمريكي فإن الهدف الرئيسي على المدى القصير سيكون غلق الجزء الأخير من الحدود الذي لم يسيطر عليه الأكراد أو الحكومة إلى الغرب من نهر الفرات.

ومن شأن ذلك أن يعزل الدولة الإسلامية عن العالم الخارجي لكنه سيثير حفيظة تركيا التي تعتبر الحدود المدخل الرئيسي لجماعات المعارضة السنية الأخرى التي تدعمها ضد الأسد ولمساعدة المدنيين في مناطق المعارضة.

* السباق إلى الرقة

تقدم فرق القوات الخاصة الأمريكية دعما جويا قد يساعد الأكراد في نهاية المطاف على التقدم صوب الرقة المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في سوريا.

وقال ريبلي “هذا يضعهم في مأزق آخر. هل ينسقون هجومهم على الرقة مع الجيش السوري والقوات الجوية الروسية… الذين … يتقدمون صوب الرقة؟… السؤال هو من سيصل إلى هناك أولا؟”

كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بين الحضور أثناء خطاب أوباما الذي حث أوروبا وحلف شمال الأطلسي على فعل المزيد في الحرب ضد الدولة الإسلامية.

وتسيطر الدولة الإسلامية على الموصل في العراق والرقة في سوريا ومساحات من الأراضي بينهما وأثبتت أنها تهديد خطير في الخارج بعد أن أعلنت المسؤولية عن هجمات باريس في نوفمبر تشرين الثاني وهجمات بروكسل في مارس آذار.

وقال أوباما “على الرغم من مساهمات الدول الأوروبية المهمة ضد داعش فلا يزال بإمكان أوروبا بما في ذلك حلف شمال الأطلسي فعل المزيد.”

وساهمت الدول الأوروبية بأعداد قليلة من الطائرات في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وتعهد أوباما بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط عندما انتخب لفترة أولى في 2008. لكن في الفترة الثانية من رئاسته وجد أن من الضروري الاحتفاظ بقوات في أفغانستان أو إعادة قوات للعراق أو إرسال آخرين لسوريا.

وفي العراق تراجع تنظيم الدولة الإسلامية منذ ديسمبر كانون الأول عندما فقد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق. وفي سوريا طردت القوات الحكومة السورية التي يدعمها الروس مقاتلي التنظيم من مدينة تدمر الإستراتيجية.

وقال البيت الأبيض في بيان عقب اجتماع هانوفر بين أوباما وميركل وقادة إيطاليا وبريطانيا وفرنسا إن الزعماء الخمسة دعوا أطراف الحرب السورية إلى احترام اتفاق وقف الاقتتال والعمل من أجل نجاح محادثات السلام.

وتصاعد القتال في الأيام الماضية قرب حلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب والمقسمة حاليا بين المعارضة والقوات الحكومية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 60 شخصا قتلوا هناك في ثلاثة أيام من القتال بينهم مدنيون قتلوا في قصف نفذته المعارضة وضربات جوية نفذتها الحكومة.

وقال كبير مفاوضي الحكومة السورية في جنيف بشار الجعفري يوم الاثنين إن انفجارا وقع جنوبي العاصمة دمشق أصاب مستشفى وأسفر عن مقتل بعض المرضى

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى