ثقافه وفنون

39 عاما على رحيل صوت الملائكة

النقشبندى
النقشبندى

“مَولاي إني ببابك قَد بَسطتُ يَدي .. مَن لي ألوذ به ألاك يا سَندي؟”… فور أن تسمع كلمات هذا الابتهال بدون أن تعلم من هو صاحبها فإنك تستنتج أنها كلمات لا يقولها إلا الشيخ سيد محمد النقشبندى إمام المداحين، وأحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني.

صوته الأخاذ القوى المتميز، طالما هز المشاعر والوجدان، وهو ما دفع الدكتور مصطفى محمود فى إحدى حلقات برنامجه ” العلم والإيمان” إلى وصفه بقوله “هو كالنور الفريد الذي لم يصل إليه أحد”.

كان النقشبندى ذو قدرة فائقة في الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان، ولم يكن يتخيل وهو طفل صغير يستمع إلى المداحين أن يصل في يوم من الأيام إلى مكانتهم بل إلى أن يتفوق عليهم، وأن يتربع بعذوبة صوته على قلوب مستمعيه، خاصة فى شهر رمضان الذي ارتبط بصوت الشيخ النقشبندي في أدعية الإفطار وتسابيح الفجر .

رحلة طويلة استطاع خلال الشيخ النقشبندي أن يدون مذكراته اليومية بكل تفاصيلها، وروى فى مفكرته كيف انطبع على حب الله وعلى صفاء محمدي نادر حتى صار بحق صوت الملائكة.

ولد الشيخ النقشبندي فى قرية الدميرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية في 12 مارس 1920، ثم انتقل مع أسرته، إلى مدينة طهطا بسوهاج، حيث التحق بالكتاب واستكمل تعليمة الثانوي هناك.

بدأ النقشبندي حياته العملية مقرئا للقرآن الكريم، ثم منشدا دينيا، وهو فى الثانية والعشرين من عمره ، وبعد انتقل إلى طنطا، وذاع صيته فى السيرة النبوية والابتهالات الدينية.

قدم النقشبندي كثيرا من الابتهالات الدينية التى لحنها له كبار المحلنين من بينهم بليغ حمدي، ومحمد الموجي، وسيد مكاوي وغيرهم، كما جاب كثيرا من الدول العربية والإسلامية منذ عام 1959 لإحياء الاحتفالات الدينية في حب رسول الله.

كان للشيخ النقشبندي دور فى رفع الدور المعنوية للجنود على الجبهة أثناء حرب الاستنزاف، كما كان على علاقة صداقة بالرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث كان المنشد المفضل لديه.

رحل النقشبندي فى 14 فبراير عام 1976 وترك تراثا لم تمحه السنوات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى