مقالات

احتمال ثالث – ايه الشافعي

عند الإجابة على أي تساؤل يوجد احتمالين للإجابة إما أن المجيب يعرف أو لا يعرف .. إلا في مصر دائما هناك احتمال ثالث فالجميع يعرف كل شيء .
المصري ليس فقط متدين بطبعه كما نزعم دائما لكنه أيضا محللا سياسيا و خبيرا اقتصاديا و رئيسا للدولة أحيانا وكل هذا بطبعه ، دائما يعرف ما لا يعرفه غيره و يجد لكل الظواهر المحيطة به تفسيرات ، هذه الطباع لا تتسم بها فئة معينة في المجتمع بل جميعها إلا من رحم ربي ، لن أكون سيئة الظن و سأرجع ذلك لشعورهم كمواطنين برغبتهم في إبداء رأيهم وليس حبهم للفتة .
إن ما نراه اليوم من شتات الأفكار فيما يتعلق بأوضاعنا الاقتصادية لا يصدق ، الكثير يدين سلوكيات الحكومة و قراراتها بجهل حتى أصبح لدينا 90 مليونا من المحللين الاقتصاديين – لن اتطرق إلي تفاصيل تلك القرارات و إذا كانت لائقة أو لا _ لكن يا من تدين و تتملق هل أنت على دراية ؟
أم أنك تتقمص دور الببغاء و تردد ما تسمعه و تزيد في نفسك مخاوفها؟ ، يا شعب مصر رفقا ببعضكم البعض كثرة اللغط تذهب بنا سريعا إلى الهاوية . بقدر قوة المصري على التحمل يفتقد الصبر ماذا سيحدث إن انتظرنا لنعرف نتيجة الأوضاع الجديدة ومن ثم نقرر ما يجب علينا فعله ، و إذا افترضنا أن قرارات الحكومة جميعها فاشلة ولن تجدي نفعا هل تسلكون ما تخافون به على بلدكم.
 اسمحوا لي ! كم منا توتر كثيرا بسبب اضطراب سعر الدولار لأنه يدخر بعضا من الدولارات ليبيعها وكأنها سلعة و ليست عملة ، أزمة الأدوية و أزمة السكر و العلف و مواد البناء و التضارب في جميع الأسعار ألا يوجد الكثير من الشركات و التجار المصريين مع الأسف ممن ينتهزون الفرص لكسب بعض الأموال الأمر الذي يزيد الأزمة تأزما . سوء إدارة الأزمات من قبل الحكومة يعمق أزمة الثقة بيننا و بينها فاختلاف أجندة أولويات الشعب عن أولويات الحكومة سببا رئيسيا للتفكك الحالى وهذا يضع عاتقا جديدا على الحكومة فهي يجب أن تتواصل مع الشعب و تعمل على تقليل فجوة الثقة.
ومما لا شك فيه أن أول وسائل الحكومة لتقليل الفجوة المنبر الإعلامي الذي يؤدي انضباطه إلى تفرغ الحكومة الكامل للقيام بأعمالها وزرع نوع من التكاتف بين أطياف الشعب ففي مثل تلك الأزمات لابد و أن يتسم الإعلام بجانب من المصداقية و الحرص على تزويد الجمهور بكافة التفاصيل و المعلومات حول القرارات التي تتخذها الحكومة دون الامتثال إلى التوجهات الشخصية أو الحزبية.
فلابد أن يكون الصالح العام للوطن في المقام الأول ، فنحن مع مرور الوقت نشعر بالتدني في مستوانا المعيشي و تكاثر الأقاويل و اختلافها يعمق المشكلة و يجعل الفرصة سانحة ببساطة لمريدين الانحطاط لدولتنا ، لا اطلب الرضا بالبخس و تحمل الضنك لكن المطلوب من كل مواطن يرغب بحياة كريمة ألا يكون سببا في تفاقم الأزمة ، لا تردد ما لا تدرك أبعاده فهناك من يتأثر بآرائك و يؤثر في غيره ، التأني يوضح الأمور أكثر يترك مساحة للفهم أكثر ويجعل معالجتها و تداركها أيسر ، عزيزي المصري فلتقل خيرا أو لتصمت .

ايه الشافعي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى