عاجل

مقاتلون عراقيون شيعة يحتشدون قرب نقطة ساخنة غربي الموصل

عبرت قوافل مركبات عسكرية تنقل مقاتلين شيعة أراضي صحراوية في شمال غرب العراق بسرعة في طريقها لمدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية فيما ردد المقاتلون هتافات دينية وغطوا وجوههم لحمايتها من الرمال.

وبعد طرد المتشددين من قاعدة جوية جنوبي تلعفر قبل عدة أيام تستعد قوات الحشد الشعبي وهو تحالف فصائل شيعية لإتمام مهمة تطويق المدينة.

وقال قيادي يدعى أبو محمد العتابي إن هدفهم واضح وهو تحرير كل الأرض العراقية وقطع طرق الإمداد من الرقة في سوريا. وتحدث العتابي من القاعدة التي يمكن منها رؤية صومعة في وسط تلعفر بوضوح. وتسقط قذائف مورتر في محيط القاعدة من حين لآخر.

ويقطع الطريق الرئيسي بين الموصل وسوريا مدينة تلعفر وهي مركز للمتشددين في العراق منذ 2003 وخرج منها عدد من كبار قادة تنظيم الدولة الإسلامية والكثير من مقاتليه.

 وبمجرد حصار تلعفر بالكامل سيصبح المقاتلون المحليون تحت قيادة الحشد الشعبي أول من يدخل المدينة التي كان يعيش فيها مزيج من التركمان الشيعة والسنة قبل أن يجتاحها التنظيم المتشدد في 2014.

وقال العتابي الذي يقود كتيبة بمنظمة بدر أقوى فصيل في الحشد الشعبي إنه إذا لم يتمكن المقاتلون من هزيمة المتشددين بمفردهم فإن جماعات أخرى ستنضم إليهم.

وشهدت تلعفر بعض أسوأ أعمال العنف الطائفي بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في 2003 لذا أثار دور الحشد الشعبي مخاوف من أن يسعى التركمان الشيعة الذين شردتهم الدولة الإسلامية للانتقام من التركمان السنة الذين بقوا في المدينة.

وتقول منظمة العفو الدولية إن قوات الحشد الشعبي ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في عمليات سابقة بما في ذلك جرائم حرب ضد المدنيين الفارين من الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية لكن لم ترد أي تقارير مماثلة بخصوص العملية الحالية.

وتوعدت تركيا التي ترى نفسها نصير الأقلية التركمانية بالعراق بالرد إذا أثارت الفصائل الشيعية “الرعب” في تلعفر وعززت أنقرة قواتها على الحدود العراقية في الآونة الأخيرة.

وبدد العتابي المخاوف من سعي مقاتلي الحشد الشعبي للانتقام وحذر تركيا من التدخل قائلا إن العراقيين يعتبرون تدخل أي قوة أجنبية إهانة.

وحاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تهدئة المخاوف من عمليات قتل عرقية وطائفية في تلعفر قائلا إن أي قوة سترسل لاستعادة المدينة ستعكس تنوعها.

* موطئ قدم استراتيجي

يوضح هجوم تلعفر كيف يعيد الصراع مع الدولة الإسلامية تشكيل العراق إذ يمنح القوى المختلفة التي تصطف لمواجهة التنظيم المتشدد ورعاتها الإقليميين فرصة لتوسيع الأراضي الخاضعة لها وزيادة نفوذها.

وخلال شهر منذ انضمام الفصائل الشيعية لمعركة الموصل قامت بتطهير منطقة بمساحة نحو 200 كيلومتر مربع جنوب غربي المدينة تمر عبر معقل السنة القاحل ذي الكثافة السكانية المنخفضة.

وتزين الطبيعة القاحلة الآن ملصقات لأئمة الشيعة وشهدائهم وقادة فصائلهم كما ترفرف رايات الجماعات المختلفة التابعة للحشد الشعبي على جانب الطريق.

ويمر الطريق الذي شقته الفصائل عبر قرى سنية مهجورة تحولت إلى قواعد للحشد الشعبي الذي كتب أسماء كتائبه على جدران المباني ويخزن الدبابات والمدفعية وسيارات الهمفي هناك.

ثم يقطع الطريق الصحراء المفتوحة حيث تضيء السيارات أنوارها الأمامية في وضح النهار حتى تظهر وسط الرمال وصولا إلى القاعدة الجوية التي تقع على بعد نحو مئة كيلومتر غربي الحدود السورية.

وشيد المطار إبان عصر صدام حسين واستخدمته القوات بقيادة الولايات المتحدة بعد الإطاحة به في 2003 ولم يتبق الكثير من المطار بعد سيطرة الدولة الإسلامية عليه فلا يزال هناك عدد من حظائر الطائرات ومدرج طائرات معطل.

ودمر كل ما هو دون ذلك إما خلال معركة السيطرة على القاعدة في 2014 أو قبل طرد المتشددين الذين دمروا كل ما تبقى لحرمان أعدائهم من استخدامه وفقا لما قاله مقاتلو الحشد هناك.

لكن القاعدة الجوية تظل موطئ قدم استراتيجيا للحشد الشعبي التابع رسميا للحكومة العراقية لكنه يضم إلى حد كبير فصائل تدعمها إيران وموالية للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

وعلى أحد المباني القليلة التي لا تزال قائمة طمس المسيطرون الجدد على القاعدة رسوما على الجدران تابعة للدولة الإسلامية بوضع ملصق تكريما لشهدائهم وصور لخامنئي ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني.

وقال قادة الحشد من قبل إن قاعدة تلعفر ستصبح بمثابة موقع انطلاق لقتال المتشددين في سوريا لكن المقاتلين هناك نفوا أي نية لتوسيع نطاق المعركة خارج حدود العراق.

ولا تخوض قوات الحشد الشعبي القتال في سوريا رسميا لكن عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين الشيعة يحاربون هناك في صف الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من إيران.

وقال أحد المقاتلين ضمن قافلة صوب المدينة فيما لوح شخص بساطور في الهواء “نحن ذاهبون إلى تلعفر لطرد داعش من أرضنا… سندخل سوريا واليمن إن شاء الله.”

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى