عاجل

الطائرات التركية تقصف مقاتلين أكراد

دخان يتصاعد من بلدة كوباني السورية في صورة التقطت من الجانب التركي
دخان يتصاعد من بلدة كوباني السورية في صورة التقطت من الجانب التركي
اسطنبول – عرب تليجراف – تجسدت مخاطر امتداد الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا الى تركيا يوم الثلاثاء مع ورود تقارير عن قيام السلاح الجوي التركي بقصف مواقع مقاتلين أكراد غاضبين من رفض أنقرة تقديم يد العون لحماية الاكراد في سوريا.

وقتل 35 شخصا على الاقل في أعمال الشغب التي وقعت الاسبوع الماضي حين هب أفراد الاقلية الكردية التركية التي يقدر عددها بنحو 15 مليونا في غضب احتجاجا على رفض الحكومة التركية المساعدة في الدفاع عن بلدة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية والتي تتعرض لهجوم من مقاتلي الدولة الاسلامية.

وهدد الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بالانسحاب من محادثات سلام لانهاء التمرد الكردي المستمر في تركيا منذ عقود اذا لم يتحقق تقدم بحلول الاربعاء.

وقال الموقع الالكتروني الاخباري لصحيفة حريت يوم الثلاثاء إن الطيران الحربي التركي هاجم أهدافا لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا يوم الأحد في أول عملية جوية كبيرة منذ بدء عملية سلام قبل عامين. كما نقلت أنباء الغارات وسائل اعلام متعاطفة مع الحزب الكردي.

ويشن تحالف تقوده الولايات المتحدة هجمات جوية على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق كبيرة في سوريا كما استولى على مساحات واسعة في شمال العراق خلال الاشهر القليلة الماضية. وما يحدث في تركيا من اضطرابات يظهر خطر امتداد حربين أهليتين معقدتين يشارك فيهما الكثير من الاطراف وهو ما ينطوي على مخاطر لكل دول الشرق الأوسط بلا استثناء.

ورفضت أنقرة الانضمام الى التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن ضد الدولة الاسلامية الا اذا تصدى ايضا للرئيس السوري بشار الاسد. وفي ضربة للآمال الأمريكية نفت تركيا يوم الاثنين أنها توصلت لاتفاق يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجيرليك الجوية في حربها ضد متشددي الدولة الإسلامية وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي إن المحادثات بهذا الشأن لا تزال جارية.

وفي خضم كل هذا واصل مقاتلو الدولة الاسلامية تقدمهم في بلدة كوباني الحدودية السورية وقالت الامم المتحدة ان الالاف قد يذبحون على مرأى من الدبابات التركية التي لم تتدخل.

ويمكن ان يقضي مصير كوباني على جهود الحكومة التركية لانهاء 30 عاما من تمرد حزب العمال الكردستاني في صراع أودى بحياة 40 الف شخص والذي انتهى بدرجة كبيرة مع انطلاق عملية السلام عام 2012.

ولم يرد تعقيب فوري من الجيش التركي على تقرير شن غارات جوية على المواقع الكردية ولم تحدث ضربات جوية لهذه المواقع منذ نحو عامين بعد ان كانت متكررة في جنوب شرق البلاد.

وقال موقع حريت إن الضربات الجوية ألحقت “ضررا كبيرا” بحزب العمال الكردستاني. وأضاف أنها جاءت بعد قيام حزب العمال بقصف موقع عسكري في إقليم هكاري قرب الحدود العراقية على مدى ثلاثة أيام.

وقال موقع حريت “أمطرت مقاتلات إف-16 وإف-4 التي أقلعت من (قواعد في اقليمي) ديار بكر وملطية أهداف حزب العمال الكردستاني بالقنابل بعد ان هاجم موقعا عسكريا في منطقة داجليكا.”

وذكر الموقع ان حزب العمال الكردستاني هاجم الموقع طيلة ثلاثة ايام بالاسلحة الالية وقاذفات الصواريخ. وقالت الهيئة العامة للاركان في بيان انها “فتحت النار فورا في رد قوي” بعد هجمات الحزب الكردي في المنطقة لكن البيان لم يشر الى الغارات الجوية.

وقال اوجلان ان محادثات السلام بين حزبه والدولة التركية قد تنتهي بحلول الاربعاء. وبعد ان زاره شقيقه محمد في السجن الاسبوع الماضي قال للصحفيين ان زعيم حزب العمال الكردستاني قال “سننتظر حتى 15 اكتوبر. وسننقل الى الوفود الزائرة آراءنا. بعد ذلك لن يكون هناك شيء لنفعله.”

وعبر مسؤولون أمريكيون عن خيبة أملهم من رفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المشاركة في محاربة مقاتلي الدولة الاسلامية.

* “تأخر الوقت كثيرا بالنسبة لنا”

وتدور رحى معركة كوباني منذ نحو شهر ويتقدم مقاتلو الدولة الاسلامية ببطء ويسيطرون الان على معظم البلدة. وتطالب وحدات الحماية الشعبية وهي قوات كردية متحالفة مع حزب العمال الكردستاني تركيا بالسماح بنقل الاسلحة عبر الحدود لمساعدتها على التزود بالسلاح.

وقال اوجلان ايسو نائب رئيس مجلس الدفاع عن كوباني “هناك اشتباكات عنيفة دون تقهقر او تقدم (الدولة الاسلامية). بالامس فجرت (الدولة الاسلامية) ثلاث عربات ملغومة في هجمات انتحارية بشرق كوباني.”

وفي بلدة سروج التركية التي تبعد عشرة كيلومترات فقط عن الحدود السورية شيعت جنازة أربع نساء من مقاتلي وحدات الحماية الشعبية الكردية. وردد المئات بالتركية “اردوغان القاتل” كما هتفوا بالكردية “تحيا وحدات الحماية الشعبية”.

وضرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مواقع الدولة الاسلامية في كوباني وحولها لكنه فشل في وقف تقدمها. وسمع من الجانب التركي من الحدود دوي ست غارات جوية على الاقل يوم الثلاثاء. كما سمع ايضا تبادل اطلاق النار وقصف في الجانب التركي من الحدود حيث تجمع أكراد كثيرون منهم لهم أقارب يحاربون في كوباني لمتابعة المعارك من التلال القريبة.

ويناقش الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء مع القادة العسكريين من نحو 20 دولة من بينها تركيا والسعودية استراتيجيته لمواجهة الدولة الاسلامية مع تزايد الضغوط على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لفعل المزيد لوقف تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد.

ويحضر اوباما اجتماعا يرأسه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة مع وزراء دفاع الدول الأجنبية المتحالفة في قاعدة اندروز الجوية خارج العاصمة واشنطن الساعة الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1900 بتوقيت جرينتش).

وقال أكراد العراق الذين يقاتلون بعنف الدولة الاسلامية انهم ارسلوا ذخيرة لمساعدة اخوانهم الاكراد في سوريا على الصمود في كوباني.

قال مسؤول كردي عراقي بارز يوم الثلاثاء إن إدارة إقليم كردستان العراق قدمت مساعدات عسكرية للمقاتلين الأكراد في مدينة كوباني السورية. وقال حميد دربندي مسؤول الملف السوري في رئاسة إقليم كردستان العراق “ساعدناهم على جميع الساحات تقريبا. أرسلنا إليهم مساعدات تتضمن مساعدات عسكرية.”

وقال آلان عثمان المسؤول الإعلامي في المجلس العسكري الكردي بشمال شرق سوريا ان الامدادات عالقة في منطقة اخرى من سوريا ولا يمكن ان تصل الى كوباني الا اذا فتحت تركيا ممرا أمام الامدادات.

وفي العراق تمكنت القوات الكردية وقوات الحكومة العراقية من اجبار مقاتلي الدولة الاسلامية على التقهقر وتقليص مكاسبهم في شمال البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية لكن مقاتلي التنظيم تقدموا في الغرب وسيطروا على أراض في وادي الفرات وأصبحت بذلك العاصمة بغداد في مرمى نيرانهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى