عاجل

طائرات “إليوشين” تغيّر مسار معارك دير الزور!

تناولت صحيفة “إيزفيستيا” الأوضاع في منطقة دير الزور؛ مشيرة إلى وصول تعزيزات إلى القوات السورية المحاصرة، يجب أن تغير سير المعارك هناك.

“تمكنت طائرات القوة الجوية السورية بفضل التقنية، التي استلمتها من روسيا، تنفيذ عملية فريدة لإنزال وحدات النخبة في دير الزور المحاصرة من قبل “داعش”. ومهمة هذه القوات هي حماية المواقع، التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية في شرق البلاد. وإضافة إلى ذلك، تكثف طائرات القوة الجو-فضائية الروسية من عملياتها الجوية في منطقة دير الزور. وبحسب تقييم الخبراء والحكومة و”الجهاديين”، فإن المعارك من أجل هذه المدينة، التي ازدادت اهميتها الاستراتيجية في الأشهر الأخيرة، سوف تشتد”.

تمكنت طائرات القوة الجوية السورية “إليوشين–76” ومروحيات “مي–17″، ليلة 23 كانون الثاني الجاري، من إنزال وحدات اللواء 104 من قوات الحرس الجمهوري، والفرقة المدرعة الأولى.

وقد تمت هذه العملية في ظروف ليلية خطيرة جدا، لأن مسلحي “داعش” كانوا يقصفون المطار بصورة مستمرة ومن دون توقف. لذلك كانت الطريقة الوحيدة لحماية الطائرات هي نزولها بصورة مباغتة ومفاجئة.

وصرح مصدر لـ “إيزفيستيا” بأن العملية كانت معقدة جدا، لأن هبوط الطائرات تم في الظلام، في ظل خطر التعرض إلى قصف من جانب الإرهابيين. كما لم تستخدم المروحيات معدات الاضاءة لكيلا يُكشف مكانها.

وكثفت القوة الجو-فضائية الروسية من هجماتها على مواقع “داعش” بالتزامن مع عملية الإنزال في دير الزور، ففي يوم 24 من الشهر الجاري شنت ست قاذفات قنابل بعيدة المدى من طراز “توبوليف–22 أم 3” غارات مكثفة على مصنع لـ “داعش” في قرية الصالحية، يستخدم في إنتاج الذخيرة والمواد المتفجرة. كما قصفت أماكن تجمع الإرهابيين ومعداتهم الحربية.

ويذكر أن الإرهابيين تمكنوا من شق القوات الحكومية المدافعة عن المدينة إلى شطرين، ما أدى إلى خطر فقدان القوات الحكومية مواقعها الأخيرة في شرق البلاد. بيد أن غارات الطائرات الروسية والسورية ساعدت على استقرار الوضع، رغم أن قوة القوات السورية لم تعد كافية لشن هجوم معاكس لاستعادة المواقع التي فقدتها.

ومع أن المصادر لم تذكر شيئا عن تعداد القوات والآليات المدرعة، التي تم إنزالها في دير الزور، فإن مهمتها معروفة، وتكمن في طرد الإرهابيين من الأحياء الفاصلة بين قاعدة اللواء 137 وجامعة الفرات، التي احتلوها.

وفق المعطيات المتوفرة، فإن اللواء 104 هو لواء إنزال جوي اقتحامي، يستخدم كـ “فريق إطفاء” احتياطي، يتم إنزاله في أخطر مناطق جبهات القتال. فقبل فترة نجح هذا اللواء في اقتحام الغوطة الشرقية، وقبل ذلك تمكن من وقف تقدم المسلحين باتجاه تدمر.

وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن القيادة السورية مصرة على الدفاع عن دير الزور، لذلك أرسلت هذا اللواء ووحدات “حزب الله”، التي شاركت في اقتحام حلب سابقا، لمساعدة القوات المحاصرة هناك.

يقول ليونيد إيسايف، المحلل السياسي في مدرسة الاقتصاد العليا، إن “الخلافة” على خلفية فشل “داعش” في الموصل وهجوم الكرد على الرقة، تحاول حماية خطوطها الخلفية الاستراتيجية. لأن وجود جيب القوات السورية هذا في دير الزور بالنسبة إلى “داعش” يشبه القذى في العين. وهو يجمد حوله قوة كبيرة من التنظيم، كان يمكن الاستفادة منها في هجمات التنظيم على طرقات الإمداد.

ويضيف إيسايف أن مدينة دير الزور تتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى الحكومة السورية أيضا، لأنها الجيب الحكومي الوحيد في شرق سوريا، وفقدانه قد يتسبب بفقدان السيطرة على مساحات واسعة شرق البلاد. وبغض النظر عن التعزيزات التي وصلت إلى القوات الحكومية في دير الزور، يبقى وضعها صعبا، ومن المنتظر أن تستأنف المعارك الضارية هناك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى