الأقتصاد

تأثير عودة العلاقات التركية – المصرية على ملفات المنطقة والشرق الأوسط؟

بعد سنوات من التوتر السياسي بين مصر وتركيا، أعلنت الخارجية التركية بشكل رسمي عن مرحلة جديدة بين البلدين.

كيف يؤثر التقارب بين القاهرة وأنقرة على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وما هي دوافع التقارب لدى كلا الطرفين؟

يجيب عن بعض تلك التساؤلات المحلل السياسي التركي محمود عثمان بقوله، إن عودة العلاقات إلى مجاريها الطبيعية بين الدولتين الرئيسيتين في منطقة الشرق الأوسط وهما مصر وتركيا بكل تأكيد يخدم مصالح الدولتين، وينعكس إيجابيا بالدرجة الأولى على تقاسم الثروات الطبيعية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط،  كما أن هذا التقارب سوف يقلل من التوتر ويحوله إلى شيء من التنسيق والأداء المتناغم في الأجندة الليبية.

وأكد أن الملف الليبي يخص البلدين، وليبيا تربطها علاقات قوية جدا مع تركيا، واليوم يزور تركياوفد ليبي برئاسة رئيس الوزراء الليبي الجديد ومعه 14  وزيرا، وهذا يعكس حجم الوجود التركي في ليبيا وحجم المصالح المتقاطعة بين تركيا ومصر في الساحة الليبية، حيث تمثل ليبيا لمصر مسألة أمن استراتيجي إلى جانب المصالح أيضا، وبالتالي سيكون التنسيق بديلا للتضاد، والتعاون بديلا للصراع.

وتابع عثمان، أن الجميع سيكون رابح من عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة إلى مسارها الطبيعي، معتقدا أن قيادة البلدين لديها ما يكفي من الوعي والخبرة والحكمة التي تؤهلهم لتلك العملية، كما أن ظروف المنطقة أيضا، دفعت كلا الطرفين إلى بعضهما البعض، حيث قامت مصر بخطوة اعتبرتها تركيا خطوة كبيرة جدا، عندما اعترفت بالحدود البحرية التي أرسلتها تركيا الى الأمم المتحدة، وهذا يقوي وجهة نظر تركيا على صعيد القوانين الدولية.

اعتراف مصري

وأشار المحلل السياسي إلى أن اعتراف مصر بالمياه البحرية أو حدود النطاق البحري لتركيا في الأمم المتحدة، هو أمر حيوي وجيد بالنسبة لتركيا، وأن اتجاه العلاقات بين البلدين تسير نحو الأحسن، فحتى في زمن التوتر في العلاقات،لم تتأثر التجارة بين البلدين.

وحول تأثير هذا التقارب المصرية التركي على العديد من ملفات المنطقة قال المحلل السياسي، نشاهد جميعا بأن ثمة محاولة دولية لإعادة رسم خارطة النفوذ على الصعيد العالمي والإقليمي، علاوة على أن عدم وضوح الأجندة الأمريكية تجعل الأمور عائمة نوعا ما، لكن مع مجىء الرئيس بايدن إلى سدة الحكم في واشنطن، هنا كرغبة في صياغة توجه أمريكي جديد لخارطة النفوذ، وهذا يدفع الدول إلى إعادة النظر في تموضعها السياسي، ومزيد من التقارب مع بعضها البعض، لأن التوجه الأمريكي الجديد لا يهتم بالتفاصيل، لذا وجب على دول المنطقة ترتيب أوضاعها بشكل مستقل وبه هامش كبير من الحركة والحرية.

استقرار المنطقة

أما الخبير المصري في العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير فيرى،أن مصر وتركيا دولتان كبيرتان في منطقة الشرق الأوسط، وهما من أكثر الدول الإقليمية المنخرطة في القضايا العربية وقضايا البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، وبالتالي أن تكون العلاقة طبيعية بين القاهرة وأنقرة، بكل تأكيد سوف يصب لصالح السلام والاستقرار في المنطقة.

وأضاف هذا بدوره يحدث إذا ما خلصت النوايا التركية وكانت العودة والاستدارة التركية حقيقية ونابعة عن حسن نية وبراغماتية حقيقية، وأنه لا يمكن تجاهل العلاقة مع دولة كبيرة مثل القاهرة تشكل ربع سكان العالم العربي، وسوف يستفيد الشعب المصري والتركي في حال تطبيع العلاقات، في اقتصاد كلا البلدين في حاجة للآخر، والدليل على ذلك استمرار التبادل التجاري، بالنمو خلال تلك المرحلة.

الخارجية التركية

وكانت الخارجية التركية قد أعلنت السبت الماضي، أن وزير خارجية تركيا ومصر تحدثا هاتفيا، في أول اتصال مباشر بينهما منذ أن بدأت تركيا مساعي لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين.

وقالت تركيا الشهر الماضي إنها استأنفت اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر وترغب في تحسين التعاون بعد توتر دام سنوات منذ أن عزل الجيش المصري في عام 2013 الرئيس آنذاك محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي كان مقربا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت القاهرة إن تصرفات تركيا “يجب أن تتوافق مع المبادئ المصرية” لتطبيع العلاقات، بعدها طلبت أنقرة من القنوات العاملة في تركيا تخفيف حدة الانتقادات الموجهة للقاهرة في أول خطوة ملموسة لتخفيف التوتر. كما عرضت تقديم المساعدة لمصر في حل أزمة السفينة التي جنحت في قناة السويس وتسببت في إغلاق الممر الملاحي لأيام.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجانبين المصري والتركي تحسنا ملحوظا على مستوى التصريحات في الأيام الماضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى