السياسة

المعارضة الروسية تدعو بوتين للتنحي في يوم ميلاده

 قالت جماعة معنية بمراقبة الاحتجاجات في روسيا إن الشرطة اعتقلت أكثر من 200 ناشط معارض لمشاركتهم في موجة من الاحتجاجات ضد الكرملين في أنحاء روسيا دعما للمعارض المسجون أليكسي نافالني قبل انتخابات رئاسية مقررة في مارس آذار.

وتحت سماء ملبدة بالغيوم وأمطار هطلت على فترات متقطعة تجمع نحو أكثر من ألفين من مؤيدي نافالني في ميدان بوشكين في وسط موسكو مرددين هتافات ”روسيا ستكون حرة“ و”روسيا بلا بوتين“ ثم توجهوا سيرا على الأقدام صوب الكرملين والبرلمان.

واحتجزت الشرطة لفترة وجيزة عدة أشخاص ولم توجه لهم أي اتهامات. لكن الوضع كان مختلفا فيما يتعلق بالمسيرات في عدد من المدن الأخرى إذ قالت جماعة (أو.في.دي-إنفو) للمراقبة، وهي منظمة غير هادفة للربح، إن 262 شخصا اعتقلوا في 27 مدينة.

 وفي سان بطرسبرج مسقط رأس بوتين قال شاهد من رويترز إن شرطة مكافحة الشغب اعتقلت 11 شخصا على الأقل. لكن المنظمة قالت إن 66 شخصا جرى اعتقالهم في المدينة.

ودعا نافالني، المسجون حاليا لمدة 20 يوما لانتهاكه قواعد التجمعات العامة، لهذه المسيرة في موسكو وعدد من المدن الأخرى في أنحاء روسيا تزامنا مع يوم ميلاد بوتين الخامس والستين.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يترشح بوتين، الذي يهيمن على الحياة السياسية الروسية من 18 عاما تقريبا، لفترة رابعة في مارس آذار.

كما يأمل نافالني في الترشح أيضا رغم أن اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا قالت إنه لا يمكنه الترشح للرئاسة بسبب حكم بالسجن مع وقف التنفيذ وهو ما يقول نافالني إنه حكم له دوافع سياسية.

وأمسك أحد المشاركين في احتجاج موسكو بصورة لبوتين وهو جالس على جبل من النقود وعلى رأسه تاج كتب عليه ”يوم ميلاد سعيد أيها اللص الصغير!“

وحمل آخرون لافتات تؤكد حقهم في الاحتجاج بينما لوح آخرون بعلم روسيا وحمل آخرون دمى مطاطية على شكل بط في إشارة ساخرة إلى اتهام نافالني لرئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف بامتلاك عقار فاخر يحتوي على بحيرة للبط.

ووصف ميدفيديف هذا الاتهام بأنه هراء ذو دوافع سياسية.

وفي سان بطرسبرج لوح نحو 1500 ناشط برايات حمراء وبيضاء واحتشدوا في أحد الميادين قبل أن يتوجهوا إلى الشارع الرئيسي للمدينة وهم يرددون ”بوتين لص“ و”أطلقوا سراح نافالني“.

* عدد المشاركين أقل من المتوقع

لكن عدد المشاركين في المسيرات التي دعا لها نافالني يوم السبت في موسكو وعدد من المدن كان أقل بكثير من العدد الذي شارك في احتجاجات في شهري مارس آذار ويونيو حزيران والتي اعتبرت على نطاق واسع بأنها الأكبر منذ عام 2012.

وكان كثير من المحتجين في موسكو من المراهقين أو من الشبان في العقد الثالث من العمر.

وقال أحدهم ويدعى أولوبيك أبساباييف (17 عاما) إنه يشارك في المظاهرات لأنه يرغب في أن يرى مستقبلا أفضل لروسيا.

ويحظى بوتين بشعبية في أنحاء البلاد وخصوصا خارج المدن الكبرى إذ يصل أسلوب قيادته القوي ومواقفه الحازمة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للدولة إلى القاعدة الشعبية. ومن المتوقع أن يؤكد بوتين في وقت لاحق هذا العام ما إذا كان سيترشح لفترة جديدة في الحكم مدتها ست سنوات.

وأظهرت استطلاعات رأي أنه سيحقق نصرا سهلا على نافالني إذا سمح لزعيم المعارضة بالترشح. ويقول نافالني إن مثل هذه الاستطلاعات لا معنى لها لعدم وجود تنافس سياسي نزيه.

وأمضى بوتين يوم ميلاده في استقبال التهاني من عدد من زعماء العالم ورأس اجتماعا لمجلس الأمن.

ورفضت السلطات الموافقة على معظم المسيرات التي خرجت يوم السبت لكن نافالني يقول إن حق الروس في الاحتجاج مكفول بحكم الدستور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى