مقالات

طريقة ‘حماس’ الجديدة لتسميم عقول الأطفال الفلسطينيين

  • يدخل الدعاة التابعون لوزارة الأوقاف الخاضعة لسيطرة حركة ‘حماس’ في قطاع غزة إلى المدارس، وباستخدام طقوس طرد الشياطين، يتأكدون من أنَّ الأطفال متمسكون بالتقوى ومخلصون للإسلام
  • هؤلاء هم الأطفال الذين ستجنِّدهم حركة ‘حماس’ في وقت لاحق ليكونوا “مقاتلين” في معركة الجهاد ضد إسرائيل و”الكفار”.
  • يُسجِّل فيديو مدرسة غزة مشاهد القادة الفلسطينيين وهم يغسلون عقول أطفالهم ويسيئون معاملتهم.
  • والآن، تقبع عملية السلام في الشرق الأوسط بدورها في انتظار جلسة لطرد الشياطين منها.

قضت حركة ‘حماس’ أعوامًا طويلة في تسميم قلوب الأطفال الفلسطينيين وعقولهم. وتحاول الحركة الإسلامية الآن تطبيق أسلوب جديد لغسل العقول: طرد الشياطين.

وقد تسبَّبت تلك الممارسة، التي تهدف إلى طرد “الشياطين” التي يمكن أن تكون قد تسلَّلت إلى نفوس الأطفال، في صدمة للعديد من الفلسطينيين.

وقد كُشف عن هذه الإساءة في معاملة الأطفال، وهي آخر ما تفتَّق عنه ذهن حركة ‘حماس’، في تسجيل فيديوجرى تسريبه إلى شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية. وقد تسبَّبت قسوة هذا السلوك في إثارة موجة عارمة من الغضب في أوساط الفلسطينيين.

ويُظهر تسجيل الفيديو أطفالًا في حالة من الهستيريا بصحبة مجموعة من الدعاة من طاردي الشياطين التابعين لوزارة الأوقاف التي تسيطر عليها حركة ‘حماس’ في قطاع غزة. وجرت وقائع تلك الطقوس المُهينة المذلة في مدرسة ‘النيل’ في مدينة غزة.

ثلاثة أطفال يبكون أثناء خضوعهم لطقوس طرد الشياطين في مدرسة ‘النيل’ في قطاع غزة على يد مجموعة من الدعاة التابعين لوزارة الأوقاف التي تسيطر عليها حركة ‘حماس’.

ويتبع الدعاة جماعة تطلق على نفسها اسم سفينة النجاة الدعوية. ويدخل هؤلاء الدعاة إلى المدارس في قطاع غزة، وباستخدام طقوس طرد الشياطين، يتأكدون من أنَّ الأطفال متمسكون بالتقوى ومخلصون للإسلام.

وتتبع الجماعة إداريًا الإدارة العامة للدعوة والإرشاد في وزارة الأوقاف.

ويستحضر هذا التسجيل إلى الأذهان أفلام الإثارة، ويسلِّط الضوء على طبيعة التلقين الديني الذي يمارسه نظام ‘حماس’ في قطاع غزة.

ويظهر في التسجيل أحد دعاة ‘حماس’ وهو يقول: “لم نأت نحن لنمثِّل [مشهد مسرحي]، لا والله. نحن نريد أن نطرد الشيطان من قلوبنا ومن عقولنا ومن تفكيرنا. نريد أن ندخل في هذا القلب رضا الله عز وجل”.

كما يظهر في التسجيل مراهقون مذعورون يركعون في فناء المدرسة، بينما يصرخ آخرون بصوتٍ عالٍ. وفي ذات الوقت، يمسك دعاة ‘حماس’ بالميكروفونات، هاتفين بصيحة المعركة: “الله أكبر!”.

لكن إساءة معاملة تلاميذ المدارس بهذه الطريقة على يد تنظيم ‘حماس’ ليس بالأمر الجديد، وأبعد ما يكون عن مفاجأة لمن يتابعون ما تقوم به الحركة الإسلامية في قطاع غزة. فهؤلاء هم الأطفال الذين ستجنِّدهم حركة ‘حماس’ في وقت لاحق ليكونوا “مقاتلين” في معركة الجهاد ضد إسرائيل و”الكفار”.

فمنذ استيلاء ‘حماس’ على قطاع غزة في عام 2007 بقوة السلاح، يستخدم التنظيم الأطفال الفلسطينيين كدروع بشرية و “جنود” في معاركه ضد إسرائيل. وأصبح ظهور أطفال يرتدون الملابس العسكرية ويحملون البنادق الآلية والنصال جزءًا لا يتجزأ من العروض والحشود العسكرية التي تنظِّمها ‘حماس’.

وكما سجَّلت عدسات الكاميرا، يُلقَّن الأطفال الفلسطينيون كراهية من يُعتبرون من أعداء الإسلام. وتنشأ الأجيال الجديدة من الفلسطينيين على تمجيد الانتحاريين والجهاديين.

وأعربت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ‘حنان عشراوي’ عن استنكارها لتسجيل الفيديو، مشيرة إلى أنَّ الخطب التي ألقاها الدعاة كانت مليئة بالترهيب والتخويف. وأضافت ‘عشراوي’ أنَّ هذا السلوك يعبر عن “رجعية” نظام ‘حماس’ في قطاع غزة، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي على تطور المجتمع الفلسطيني وقيمه. كما ندَّدت ‘عشراوي’ بتلك الممارسات باعتبارها انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات التي تحمي حقوق الأطفال.

بل إنَّ المجموعة الماركسية الإرهابية “الجبهة الشعبية لتحرير لفلسطين” خرجت إلى العلن منددة بما جاء في التسجيل. وأعربت الجبهة عن غضبها إزاء “الممارسات غير الإنسانية” التي يقوم بها تنظيم ‘حماس’ ضد الأطفال، وطالبت بإجراء تحقيق فوري في هذا التعذيب والإذلال النفسي. كما حذَّرت الجبهة من غسل أدمغة الأطفال وزرع التطرف الديني التكفيري في عقولهم.

ويُسجِّل فيديو مدرسة غزة مشاهد القادة الفلسطينيين وهم يغسلون عقول أطفالهم ويسيئون معاملتهم.

كما يعرض مسيرة المجتمع الفلسطيني نحو اعتناق الأساليب والأفكار التي تتبعها الحركات الإسلامية المتطرفة مثل تنظيمي ‘داعش’ و’القاعدة’. والآن، تقبع عملية السلام في الشرق الأوسط بدورها في انتظار جلسة لطرد الشياطين منها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى