عاجل

طائرات روسية تقصف حلب وواشنطن تتشبث بالدبلوماسية

قال مقاتلون في المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية روسية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة شمالي حلب يوم السبت في حين قصف الجيش الحي القديم المحاصر بالمدينة في هجوم كبير.

وذكرت تقارير أن روسيا سترسل المزيد من الطائرات الحربية إلى سوريا لتعزيز حملتها الجوية بينما قالت الولايات المتحدة إنها لم تتخل بعد عن السعي لإيجاد حل دبلوماسي.

تأتي الغارات الحالية ضمن الهجوم المستمر منذ عشرة أيام الذي تشنه قوات الحكومة السورية بدعم روسي لانتزاع السيطرة على شرق حلب وسحق آخر معقل حضري كبير للمعارضة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وركزت الضربات الجوية على خطوط الإمداد الكبرى المؤدية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة مثل طريق الكاستيلو ومنطقة الملاح بينما احتدم القتال في حي سليمان الحلبي وهو جبهة القتال إلى الشمال من مدينة حلب القديمة.

وقال مقاتلون من المعارضة بقيادة جماعة أحرار الشام الإسلامية يوم السبت إنهم استعادوا عدة مناطق في حي بستان الباشا كانوا قد خسروها يوم الجمعة ابق وهي نقطة إستراتيجية في شمال غرب المدينة.

وعزز الجيش السوري -مدعوما بمئات من المسلحين الذين تدعمهم إيران- الحملة الجوية بهجوم بري على أكثر من جبهة بهدف تحطيم دفاعات المعارضة داخل المدينة.

وأجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة لليوم الثالث وقال دبلوماسي روسي كبير إن موسكو مستعدة لدراسة المزيد من السبل لتطبيع الموقف في حلب.

لكن لافروف انتقد فشل واشنطن في التمييز بين جماعات المعارضة المعتدلة وبين من تصفهم روسيا بالإرهابيين وهو ما سمح لقوات بقيادة جبهة النصرة سابقا بانتهاك الهدنة التي ساعد البلدان في إعلانها يوم التاسع من سبتمبر أيلول.

وأوضحت الولايات المتحدة إنها لن تنفذ على الأقل حاليا تهديدا أعلنته الأربعاء بتعليق الدبلوماسية إذا لم تتخذ روسيا خطوات فورية لإنهاء العنف.

وتخلت موسكو والأسد عن وقف إطلاق النار وشنت هجوما جديدا وهو على الأرجح الأكبر وأشد المعارك حسما في الحرب الأهلية التي دخلت عامها السادس.

كر وفر

نقلت وسائل إعلام رسمية عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش أحرزت تقدما وهو ما نفاه مقاتلو المعارضة الذين قالوا إنهم صدوا هجوما جديدا.

وجاء في تعقيب إخباري على تلفزيون الإخبارية الذي تديره الحكومة إن التنسيق عالي المستوى من الجو والبر للطائرات الحربية السورية والروسية سمح للحليفين بضرب مواقع “الإرهابيين”.

لكن مقاتلي المعارضة يقولون إن القوات السورية التي استقبلت المزيد من المسلحين الذين تدعمهم إيران تكافح لتحقيق أي مكاسب ميدانية في هجوم بري بحلب القديمة.

وقال أبو همام وهو مقاتل في المعارضة من جماعة فيلق الشام ‭‭‭‭‭‭‭”‬‬‬‬‬‬‬عم يقصفوا الأحياء القديمة بعد محاولة اقتحام فاشلة تانية وخسروا مقاتلين بس إحنا صامدين.”

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة شنت حملة قصف مركزة إضافة إلى كر وفر في القتال في حي سليمان الحلبي.

وقال المرصد إن طائرات حربية ضربت مستشفى ميدانيا في حي الصخور الخاضع للمعارضة في ثاني هجوم من نوعه على واحد من أربع مستشفيات في الأيام القليلة الماضية.

وأوضح المرصد أن الضربة تسببت في مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عدد آخر وإصابة المستشفى بالشلل.

وقتل المئات في القصف وأصيب مئات آخرون بينما يعاني الناس للوصول إلى مستشفيات تفتقر للتجهيزات الأساسية.

وقالت الهيئة التابعة للمعارضة المسؤولة عن المرافق العامة في حلب إن ضخ المياه توقف في المدينة بعدما قصفت طائرات روسية وسورية محطة للمياه في حي النيرب.

ويقول المعارضون إن موسكو وقوات الحكومة السورية تستهدف منذ شهور محطات الكهرباء والمستشفيات والمخابز لإجبار نحو 250 ألف شخص يعتقد أنهم يسكنون بالمنطقة على الاستسلام.

وأدانت واشنطن وبريطانيا وحلفاء آخرون حملة القصف الروسية ووصفت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة التصرفات الروسية في سوريا بأنها “همجية” وليست جهودا لمكافحة الإرهاب.

ويقول سكان إن الضربات الجوية غير مسبوقة في شدتها وإن الطائرات تسقط قنابل أثقل تخترق الأبنية وتهدمها على رؤوس سكانها.

وقال احمد الصالحي عامل الإنقاذ في رسالة عبر الانترنت “إنهم يضربون دون توقف .. فقط انظر إلى هذه الحفرة..انتشلنا ست جثث ولا يزال يوجد ناس تحت الأنقاض .. تعالى وانظر كلهم مدنيون.”

وانضمت روسيا للحرب قبل عام بالضبط وقلبت ميزان القوى لصالح الأسد الذي يتلقى دعما من إيران وميليشيات شيعية من لبنان والعراق.

وقال الجيش إنه سيواصل تقدمه بعد أن استعاد السيطرة على مخيم حندرات شمالي حلب يوم الخميس.

وقال عمال إنقاذ إن 34 شخصا على الأقل قتلوا في ضربات جوية وقصف مدفعي خلال يوم الجمعة وحتى الساعات الأولى من السبت بينما قالت وسائل إعلام رسمية إن قذائف مورتر أطلقتها المعارضة على منطقة الميدان الخاضعة للحكومة ومناطق أخرى بالمدينة أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى