مقالات

هل تسير المنطقة وفق التوقيت المصري؟

عندما يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب، دونالد ترامب مهامه رسميا في البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني القادم، ستكون العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة ومصر قاب قوسين من الوصول إلى أعلى المستويات.

في الثامن من نوفمبر الماضي، حبس المصريون أنفاسهم في إنتظار ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، والإهتمام الذي ابدوه حيال المرشح الفائز بالسباق الى البيت الابيض عادل إهتمام الأميركيين، فالمعادلة بالنسبة اليهم كانت واضحة، إما تدهور جديد في العلاقات مع الولايات المتحدة بحال فوز هيلاري كلينتون، أو صفحة جديدة مع واشنطن تنطلق بزخم الكيمياء الموجودة بين السيسي وترامب.

الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، راهن وحيدا على فوز ترامب من بين كل زعماء منطقة الشرق الاوسط، وفي غمرة الحديث عن تدني حظوظ المرشح الجمهوري خرج مثنيا عليه في وسائل الإعلام، فرد التحية الى الرئيس المنتخب بمثلها وذلك بعد البيان الصادر عن حملة الاخير عقب اللقاء الاول بينهما.

وبمقابل التصريحات الايجابية التي دأب ترامب على إطلاقها حيال مصر، كانت أجواء هيلاري كلينتون لا تبشر بالخير فيما يخص العلاقة مع القاهرة. سمع المصريون في اكثر من مرة تأكيدات على ان سياسة كلينتون بحال نجحت لن تتغير عما كانت عليه ابان توليها منصب الخارجية الاميركية ما يعني ان مشروع تعويم جماعة الاخوان حاضر في ذهنها، وظهرت قناعة تامة تؤكد وجود شروخات كبيرة معها بخصوص ازمات المنطقة بدء من ليبيا وصولا إلى سوريا والعراق.

وبمقابل استفادة مصر من العلاقات المتميزة مع الولايات المتحدة، ستضرب الاخيرة وعبر ادارة ترامب اكثر من عصفورين بهذا التحالف، علاقة مميزة مع اكبر دولة عربية مدعومة بعلاقة شخصية قوية بين رئيسي البلدين، وتحالف قوي مع الجيش المصري الذي يعد واحدا من اكثر الجيوش المؤهلة في المنطقة لمحاربة المجموعات الارهابية، قدرة مصر على لعب دور في حل ازمات المنطقة المشتعلة (سوريا-العراق- ليبيا) بفعل عدم تورطها في النزاعات والصراعات، والأهم التعاون مع الادارة الجديدة لوضع افكار وحلول من اجل التوصل لعملية سلام بين الاسرئيليين والفلسطينيين، خصوصا ان ترامب اعلن في اكثر من مناسبة رغبته في انهاء هذا الصراع.

التواصل بين حملة ترامب والسلطات المصرية لم يبدأ في ايلول الماضي (عند لقاء الرجلين في نيويورك)، والملفت ان تصريحات مهمة صدرت عن الجانب الاميركي لم يتوقف عندها كثيرا الإعلام العربي.

الرسالة الايجابية المهمة التي ارسلها ترامب جاءت في المؤتمر العام للحزب الجمهوري في تموز الماضي، يومها لم يكتف الرئيس المنتخب بالثناء على دور الجيش المصري في استعادة السيطرة على البلاد، بل عمد إلى وصف جماعة الإخوان المسلمين بالجماعة الراديكالية المتطرفة، دون ان يغفل عن انتقاد السياسات الاميركية التي اوصلتهم الى سدة الحكم.

الجنرال المتقاعد مايكل فلين، الذي عيَنه ترامب مستشارا للأمن القومي ونائبته كاثلين ماكفرلند، بدأوا بحسب معلومات خاصة بالتواصل مع نظرائهم في مصر، وسيساعدون الرئيس المنتخب في هذا الملف (العلاقات مع مصر)، كما ان د.وليد فارس الذي شغل منصب مستشار شؤون السياسة الخارجية لترامب خلال الحملة الانتخابية، تحدث باكرا عن مصر والادوار التي يمكن للقاهرة ان تقوم بلعبها في الشرق الاوسط، وكحال الرئيس المنتخب اشاد بدور السيسي في ادارة البلاد وانهاء حكم الإخوان، كما زار فارس القاهرة عدة مرات حيث التقى بابا الاقباط ووزير الاوقاف الدينية، وشخصيات سياسية اخرى.

التوقعات تشير إلى ان العلاقة بين البلدين بعد تسلم ترامب لمنصبه ستبلغ مستوى اعلى من العلاقة التي كانت قائمة في عهد الرئيسين انور السادات وجيمي كارتر، فهل ستسير منطقة الشرق الأوسط وفق التوقيت المصري ابتداء من شباط 2017؟

جواد الصايغ 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى