ثقافه وفنون

فيلهارموني باريس تُوجّه تحية لعمالقة الطرب العربي وموسيقى الأندلس

رغم تأسيسها الحديث في 2015، إلا أنّ فيلهارموني باريس تُعتبر اليوم إحدى أنشط المؤسسات الثقافية الفرنسية والأوروبية التي تمّ تكريسها للاحتفاء بالموسيقا والموسيقيين من مختلف الثقافات والشعوب، وهذا العام كان للموسيقا والطرب في العالم العربي حيّز كبير ومُميّز في فعاليات المؤسسة الباريسية الشهيرة.

برنامج حافل بأمسيات ساحرة لموسيقيين عرب هذا الشهر في مسرح فيلهارموني باريس، وذلك ضمن فعاليات المعرض المُتخصّص للموسيقى العربية الذي يُقام للمرّة الأولى في فرنسا، خلال الفترة من 6 إبريل(نيسان) ولغاية 19 إغسطس(آب) 2018 في فضاء الفيلهارموني، احتفاءً بثراء وإبداع الموسيقيين العرب بين الأمس واليوم، وبهدف تقديم إبداعات فنية وثقافية عربية خالدة للجمهور الغربي والجاليات العربية في باريس.

وضمن البرنامج، سيكون سكان العاصمة الفرنسية على موعدٍ مُنتظر مساء يوم الجمعة القادم 11 مايو(أيار)، مع فنون تراثية تقليدية ومُعاصرة قادمة من الصحراء العربية الإفريقية البدو والبربر وموسيقى شمال أفريقيا، لتقديم نماذج من التراث الموسيقي للمغرب وموريتانيا خصوصاً.

حيث ستكون موسيقى الكناوة والفنون المغاربية التقليدية وسفيرها عزيز سحماوي أحد مؤسسي أوركسترا باريس الوطنية، حاضرة بقوة في أمسية فيلهارمونية مع فن الغريوت وأدواته الموسيقية الساحرة التي تمثل التراث الثقافي لموريتانيا وغرب إفريقيا عموماً.

أما يوم السبت 12 مايو(أيار)، فيتضمن برنامج فيلهارموني باريس حفلة حاشدة لثلاث من مُطربات العرب المتألقات الفنانة دلال أبو آمنة من فلسطين، الفنانة مي فاروق من مصر، والفنانة اللبنانية عبير نعمة، بمشاركة أوركسترا العالم العربي، حيث سيتم تكريم أسماء كبيرة رسّخت اسمها بقوة في عالم الأغنية العربية النسائية وعمالقة الطرب والفن العربي الجميل من أم كلثوم إلى فيروز، مروراً بأسمهان وليلى مراد، وردة، وميادة الحناوي.

وسوف تُقدّم المطربات الثلاث دلال ومي وعبير، التحية للفنانات الخالدات من خلال حناجرهن بغناء مجموعة من أشهر أعمال فنانات الطرب الأصيل، وذلك بمشاركة الفنان والموسيقي الفلسطيني رمزي أبو رضوان مؤسس جمعية ومعهد الكمنجاتي والعديد من الفرق الموسيقية المعروفة.

وتُختتم الحفلات المُنتظرة بحفل الموسيقى العربية الأندلسية لفرقة الموصلي بقيادة فريد بن صرصا.

وهي الفرقة التي تأسست في عام 1991 في باريس بجهود عربية وفرنسية كبيرة، ويعود اسمها إلى الموسيقار إسحاق الموصلي الذي عاش في القرن الثامن في بغداد، والذي تطوّر فنه في وقت لاحق في إسبانيا في العصور الوسطى حيث تعايشت العديد من الثقافات في الأندلس.

وتعتبر فرقة الموصلي رائدة هذه المدارس الموسيقية العربية في فرنسا، والتي تشكل جزءاً من التراث الثقافي الإنساني الغني.

وكانت فيلهارموني باريس بدأت في أبريل(نيسان) احتفاليتها الكبرى، التي تتواصل لغاية إغسطس(آب)، بالموسيقا العربية وكوكب الشرق أم كلثوم خصوصاً، من خلال حفلات موسيقية تستعيد روائع الزمن الجميل، ومعرض مُبتكر يغوص بالزائر في أعماق التاريخ الموسيقي العربي من حداء عصر الجاهلية والمُعلّقات، مروراً بالموسيقى في الإسلام والعصر العباسي خصوصاً، وزرياب في الأندلس، إلى العصر الذهبي الحديث للموسيقى المصرية، والموسيقى الصوفية في إفريقيا، وصولاً لإبداعات فيروز، والبوب وموسيقى الراب في المغرب العربي.

وقد اهتمت العديد من وسائل الإعلام الفرنسية باحتفالية الموسيقى العربية، مؤكدة على المكانة اللائقة التي ما زالت تحتلها كوكب الشرق في قلوب الملايين من العرب والفرنسيين، ومُعتبرة بأنّ “أم كلثوم شكلت أيقونة لمصر الستينيات، وعاملاً مهما في الانفتاح الغربي والعالمي آنذاك على الثقافة المصرية والعربية”.

يُذكر أنّ “قاعة الحفلات الموسيقية في فيلهارموني باريس تستوعب 2400 شخص، وتمتاز بأجهزة سمعية عالية الجودة مُتخصّصة بموسيقى الحُجرة وموسيقى الجاز، وموسيقى العالم المُعاصر.

كما وتتضمن الفيلهارموني أيضاً مساحات وفضاءات للمعارض وورش العمل التعليمية وصالات تدريب مُتعدّدة ومتحفا للموسيقى وأدواتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى