عاجل

دم وقاذورات وقنابل ..معركة الموصل حرب مدن شرسة

يلف جنود عراقيون في حي الانتصار بمدينة الموصل جنديا مصابا في ملاءة ويحملونه بعيدا عن مركبته الهمفي وخطوط القتال الأمامية لتلقي العلاج فيما يحارب زملاؤهم لكسب أراض على مقربة من المكان.

وهز القصف الشرس ونيران المورتر الحي الذي يحاول الجنود استعادته من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على الموصل منذ أكثر من عامين.

وكسب الجنود الذين توغلوا في المدينة الأسبوع الماضي موطئ قدم في الأحياء الشرقية. وأوضحت زيارة إلى جبهة القتال قام بها مراسلو رويترز -وهي أول زيارة من نوعها للموصل ذاتها- شراسة المعركة التي تنتظر الجنود.

ودوت أصوات الانفجارات في شوارع المدينة وتصاعد الدخان الأسود من منطقة على بعد خمسة مبان. وغطت طبقة من السخام الأسود العديد من المباني وظهر ثقب في منزل أصفر اللون.

قال العميد مصطفى صباح يونس إن أكبر خطر هو المركبات الملغومة كالشاحنات والسيارات مضيفا أن المقاتلين يختبئون في الأزقة بين الشوارع ثم يخرجون ويهاجمون الجنود.

 وأضاف أنه تمت السيطرة على ثلاثة أرباع حي الانتصار بعد يوم من التقدم إذ يقول الجيش إنه سيطر على ست مناطق في شرق الموصل وهي جزء يسير من المدينة بأكملها ولكنه كسر مهم لدفاعات المتشددين.

وقال جندي آخر وهو يتحدث عبر اللاسلكي مع زملائه “نحرز تقدما وهناك جثث من تنظيم الدولة الإسلامية.”

وبالجوار كانت هناك سيارة بيضاء مقلوبة قال الجنود إن انتحاريا كان يقودها. وكانت هناك جثة بالقرب من السيارة وما يشتبه أنهما قنبلتان بدائيتا الصنع والأسلاك ظاهرة منهما.

والمعركة من أجل طرد الدولة الإسلامية من الموصل هي أكبر عملية برية في العراق منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 ومن المرجح أن تحدد مصير دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في تحد للعالم عام 2014.

ورفعت بعض مركبات الجيش أعلام العراق في حين رفعت مركبات أخرى رايات شيعية خضراء وصورا للإمام علي وهي رموز دينية يمكن أن تثير غضب الأغلبية السنية في الموصل.

الشوارع خالية من الناس ومليئة ببرك من المياه القذرة وسط أكوام من القمامة. وفي أحد المنازل ما زالت هناك بقايا طعام متناثرة وحشايا ملقاة على الأرض كما لو كان قد تم الاستيلاء على الغرفة الرطبة ذات الرائحة الكريهة مؤخرا لفترة قصيرة.

ولوح جندي بسيف طويل قال إنه عثر عليه في أحد المنازل. وفي مكان آخر رقص جنود بجوار جثة أحد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

* أطفال لا يتأثرون بالحرب

وعلى مسافة قريبة في قرية شهرزاد على أطراف الموصل لم يترك القتال ودوي الانفجارات أثرا يذكر على وجوه الأطفال الذين عاشوا عامين في ظل حكم الدولة الإسلامية.

وجلست طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام فوق صندوق أسلحة للجيش العراقي وتذكرت كيف صاغ الصراع والفكر الأصولي للمتشددين السنة طفولتها.

ولم يتسن للطفلة وتدعى أنوار التعلم في مدرسة نظامية إذ أغلق المتشددون المدارس لكنها خضعت لرؤية الدولة الإسلامية للتعليم.

وقالت أنوار دون أن تحرك ساكنا لانفجار سيارة ملغومة قبيل حديثها “علموني في مدارسهم أن حاصل جمع رصاصة زائد رصاصة يساوي رصاصتين. علموني أيضا أن مسدسا زائد مسدس يساوي مسدسين.”

وفي قريتها لوح عدد من الجنود ببنادقهم في الهواء وعزفوا الموسيقى ورقصوا احتفالا بمكاسبهم العسكرية. واحتشدت مركبات همفي تابعة للجيش في الشارع وأطلقت دبابة قريبة النار على مواقع للدولة الإسلامية في قرية تبعد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر.

وقال عدد من السكان إنه عندما دخل الجيش العراقي القرية الأسبوع الماضي اقتحم مقاتلو الدولة الإسلامية المنازل وأطلقوا قذائف المورتر من الحدائق. وأضافوا أن المتشددين يحاولون جذب النيران صوب المدنيين.

وفي منزل قريب فسر صالح ياسين صعوبات تربية أطفال في كنف الدولة الإسلامية.

وقال إن من أكبر التحديات التي واجهته محاولة إقناع أطفاله بعدم التلفظ بكلمة داعش للإشارة إلى التنظيم المتشدد.

وأضاف “حاولنا لمدة عام إقناعهم بألا يقولوا داعش لأننا كنا نعلم أننا سنُبعد ونُسجن ونُجلد.”

وبعد ذلك بدقائق وقع انفجار آخر بالحي. ولم يبد أطفاله أي رد فعل.

وقال ابنه كريم الذي بدا في الحادية عشر من العمر “اعتدنا الانفجارات في الموصل.”

وقال ياسين وهو طبيب بيطري إن هناك جانبا إيجابيا للعيش في ظل حكم التنظيم المتشدد.

وتابع “لم تكن هناك جريمة على الإطلاق. بإمكانك ترك سيارتك في أي شارع ومحركها في وضع التشغيل. الجميع يعرف أن داعش تقطع يد السارق.”

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى