عاجل

لقاء النوايا بين ترامب وبوتين في فيتنام!

مع اقتراب موعد انعقاد قمّة التعاون الاقتصاديّ لدول آسيا والمحيط الهادئ (إيبيك) في مدينة دانانغ الفيتناميّة يوميْ العاشر والحادي عشر من شهر تشرين الثاني الجاري، فإنّ اللقاء الثنائيّ المرتقَب على هامشها بين الرئيسين الأميركيّ دونالد ترامب والروسيّ فلاديمير بوتين، وفقًا للتسريبات والتوقّعات، لا يزال على ما يبدو في طور النوايا، وذلك على رغم أنّ الزعيمين لم يتردّدا في الإعراب علنًا عن رغبتهما المشترَكة في إجرائه.

وبحسب ما أكّده وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف، فإنّ خدمات المراسم البروتوكوليّة بين الجانبين تتبادل الاتّصالات في الوقت الراهن لمعرفة جداول أعمال القادة المشاركين في القمّة، الأمر الذي يعني أنّ الموعد سيتحدَّد في ضوء ذلك، ولا سيّما بعدما كان الرئيس ترامب قد أعلن عن رغبته في لقاء نظيره الروسيّ من أجل التباحث معه في الملفّات ذات الصلة بالأوضاع في كلٍّ من كوريا الشماليّة وسوريا وأوكرانيا.

وكان الرئيس الأميركيّ قد وصل في وقتٍ سابقٍ اليوم إلى الصين في زيارةٍ تستغرق أقلّ من ثمانٍ وأربعين ساعةً، ووُصِفت بأنّها ستشكِّل المحطّة الأكثر حساسيّةً في إطار جولته الآسيويّة التي يسعى خلالها إلى تشكيل جبهةٍ موحَّدةٍ في وجه طموحات كوريا الشماليّة النووية.

ولعلّ أكثر ما كان لافتًا لغاية الآن بالتزامُن مع هذه الزيارة، يتمثّل في فحوى الكلام الذي نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسيّة عن لسان نائب وزير الخارجيّة في موسكو سيرغي ريابكوف عندما قال إنّ بلاده لم تؤكِّد إطلاقًا فكرة فرض الحظر الشامل على كوريا الشماليّة، مشيرًا إلى وجود بدائلَ لهذا الموضوع.

وأوضح ريابكوف تعليقًا على الدعوة التي وجّهها الرئيس ترامب إلى كلٍّ من روسيا والصين من أجل تقليص الاتّصالات الاقتصاديّة والديبلوماسيّة مع كوريا الشماليّة أنّ موسكو ترى أنّ “هناك مشكلةً حقيقيّة تتمثّل في سلسلةِ انتهاكاتِ قراراتِ مجلس الأمن الدوليّ التابع للأمم المتّحدة وتصرّفاتٍ استفزازيّةٍ من بيونغ يانغ، والتي نفّذتها في الماضي، ويجب حلّها بطرقٍ مختلفة تمامًا”، مؤكِّدًا على أنّ التسوية في شبه الجزيرة الكوريّة ستكون أحد المواضيع الرئيسيّة خلال لقاء الرئيسين بوتين وترامب.

وإذا ما تمّ هذا اللقاء بالفعل، فإنّه سيكون الثاني من نوعه بعد اللقاء الأوّل الذي جمع بين الزعيمين على هامش قمّة “مجموعة العشرين” في مدينة هامبورغ الألمانيّة خلال شهر تمّوز الماضي، والذي خلَّف وراءه منذ ذلك التاريخ تراشقًا حادًّا في المواقف التصعيديّة بين واشنطن وموسكو حول الملفّين السوريّ والأوكرانيّ، وهو التراشق الذي ما زالت أصداؤه تتردّد لغاية الآن.

وعلى هذا الأساس، يُصبح في الإمكان تفهُّم السبب الذي دفع الوزير لافروف إلى القول إنّ العلاقات الثنائيّة بين الولايات المتّحدة وروسيا تتطلَّب “إصلاحاتٍ حقيقيّةً”، تمامًا مثلما يُصبح في الإمكان أيضًا تفهُّم السبب الذي أدّى إلى تأخير الإعلان عن موعد اللقاء المرتقَب في فيتنام بين الرئيسين ترامب وبوتين وإبقائه في طور النوايا، ولا سيّما إذا أخذنا في الاعتبار أنّ المتحدّث الرسميّ باسم الرئاسة الروسيّة دميتري بيسكوف كان قد أعلن نهار أمس الثلاثاء أنّ فرصة اللقاء ستكون متاحةً، ولكنّ التفاصيل ما زالت قيد الإعداد… وممّا لا شكّ فيه أنّ “الشياطين” لا تكمُن عادةً إلّا في التفاصيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى