عاجل

بعد رسالة الملياري دولار لأوباما.. هكذا يشقّ نجاد طريق العودة

كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية أنّ الرئيس السادس لإيران محمود أحمدي نجاد، والذي ترك طبعة في الحياة السياسية خلال ولايتين رئاسيتين شغلهما من 2005 حتى 2013 يصنع طريق العودة، مستغلاً الردود الشعبية السلبية على تطبيق الإتفاق النووي الذي لم يحدث فرقًا في حياة المواطن الإيراني العادي.

وذكّرت المجلّة بأنّ نجاد كان معروفًا بسياسته المعادية للغرب، وأصبحت إيران في عهده على حافة الهاوية كما أدّت السياسة الإقتصادية المدمرة التي اتبعها إلى تفاقم الأزمة المالية في البلاد، وفي نهاية ولايته كانت شعبيته منخفضة، وألقي اللوم عليه بسبب إنخفاض الإزدهار المحلي وتراجع مكانة إيران العالمية. كذلك فقد كان على خلاف مع المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي.

وعلى ما يبدو الآن فإنّ الرئيس المتشدد عائد، بحسب المجلّة التي لفتت إلى أنّه في الأسابيع الماضية، ظهر نجاد على الساحة الوطنية من جديد وقام بجولة في الريف الإيراني وألقى محاضرات تنتقد إدارة خلفه الرئيس حسن روحاني. كما أنّه لفت الإنتباه العالمي في الأيام الأخيرة بعد كتابته رسالة مفتوحة للرئيس الأميركي باراك أوباما دعاه فيها للإفراج عن ملياري دولار من الأصول المستحقة للشعب الايراني والمصادرة والمجمّدة من واشنطن “كبادرة حسن نية”.

ولفتت المجلّة إلى أنّ النتائج أتت ملحوظة. فقد أظهر إستطلاع للرأي في إيران قاده مركز الدراسات الدولية والأمنية في جامعة ماريلاند أنّ نجاد يمثل اليوم التهديد الأكبر والمنفرد لإعادة إنتخاب حسن روحاني، فقد باتَ فجأة منافسًا سياسيًا حقيقيًا.

وإذ أشارت إلى أنّ نجاد يقود عودته بأجندة خاصّة، رأت أنّه أمام فرصة إنتهازية سياسية، فهو يدرك جيدًا أنّ مبادرة روحاني وتوقيع الإتفاق مع مجموعة 5+1 أدّت إلى جدل كبير داخل الجمهورية الإسلامية، كما أنّ المتشددين في إيران لا يزالون يشككون في الإتفاق، خشية على الآثار المترتبة في السلطة. وليس هؤلاء وحدهم، فهناك عدد كبير من المواطنين الذين كانوا من أبرز الداعمين للتقارب مع الغرب بدأوا يغضبون من فكرة الإتفاق. وقد لاحظت الدراسة تراجعًا في الحماسة، حيثُ انخفضت نسبة الموافقة على الإتفاق من 76 إلى 63%.

وأفادت المجلّة أنّ القادة الإيرانيين يعون ارتفاع الإحباط المتزايد وبدأوا ينأون بأنفسهم عن الإتفاق، خامنئي على سبيل المثال، شكّك في خطابه الذي ألقاه في مستهلّ الشهر الحالي في “حكمة” الإتفاق، وانتقده بشكلٍ علني.

أمّا بالنسبة لنجاد، فإنّه يعرف أنّ الوقت مناسب لعودته، ويراهن على العداء الشعبي للصفقة النووية. وختمت المجلّة بالإشارة إلى أنّ الإنتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل ستحدد إذا ما كان رهانه صحيحًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى