عاجل

أرواح السوريين تحت أنقاض جنديرس تنتظر من ينقذها

عشرات الرجال يحملون المطارق والمعاول مجتمعين على كومة ركام كبيرة داخل #بلدة_جنديرس التابعة لمدينة #عفرين، وإلى جانبهم عدد من عناصر الإنقاذ المدني.

وكان المكان، قبل السادس من فبراير (شباط) الجاري، بناء تسكنه عائلات عدة، لكنه بات الآن أنقاضاً تخفي تحتها أشخاصاً لا يعرف عددهم بالتحديد، ولا يدري هؤلاء الرجال الذين تطوعوا لانتشالهم ما إن كانوا سيعثرون عليهم أحياء أم جثثاً.

كفاح رغم هول الكارثة

في هذه البلدة الواقعة في أقصى الشمال الغربي من سوريا، التي لا تبعد سوى ثمانية كيلومترات عن الحدود الدولية مع تركيا، يكافح عناصر الدفاع المدني السوري على رغم قلة عددهم مقارنة مع حجم الكارثة التي حلت بالمنطقة، مع عشرات المتطوعين، لإنقاذ من بقوا تحت الأنقاض، وحماس هؤلاء يزداد كلما سمعوا استجابة ممن بقوا أحياء تحت الحجارة، فتزداد وتيرة الحفر والنبش بالأيدي والآلات والمعدات المتوفرة.

واستطاعت فرق الإنقاذ، الثلاثاء السابع من فبراير (شباط)، إخراج عائلة كاملة من تحت ركام منزلها.

خرج من تحت الانقاض بعد 4 ايام في شمال سوريا


إخراج أحياء من تحت الأنقاض

ويسحب المنقذون رب العائلة منهكاً من الألم والتعب بعد ثلاثة أيام ومدمى الوجه، والغبار يلف جسده وثيابه التي تظهر أنه كان نائماً لحظة وقوع الزلزال، وينقل على عجل إلى سيارة الإسعاف.

المئات قضوا تحت الأنقاض

وفي محصلة غير نهائية، توفي نحو 50 شخصاً وأصيب 180 آخرون في مركز مدينة عفرين، وتهدم نحو 250 منزلاً في جنديرس، وهناك نحو 500 منزل متضرر بشكل جزئي وغير قابل للسكن وقابل للانهيار مع أي هزة ارتدادية، إذ وقعت سلسلة انهيارات لمنازل عدة لحظة محاولة فرق الإنقاذ البحث عن ناجين أو متوفين فيها، وبلغت نسبة المباني المتضررة في هذه البلدة 70 في المئة بحسب الدفاع المدني السوري.

وقال محمد رشيد من المكتب الإعلامي للدفاع المدني والمعروف بـ”الخوذ البيضاء”، إن بلدتي جنديرس غرب عفرين، وحارم شمال إدلب، تعتبران من المناطق الأكثر تضرراً في عموم سوريا من حيث نسبة الضحايا والمصابين والمباني المنهارة والمتضررة.

تبرعات من دون جدوى

وأشار رشيد إلى أن جمعيات ومنظمات عدة تتواصل مع الدفاع المدني السوري لتقديم المساعدات وكيفية إيصالها، إلا أنهم وحتى ساعات ظهيرة أمس الخميس لم يتسلموا أي نوع من المساعدات بسبب إغلاق الحدود التركية. أضاف أن “الصعوبة الكبرى التي تواجهنا هي قلة الوقود ومشتقات النفط المتوفر لدى الدفاع المدني السوري ما يؤثر بشكل كبير على عمل الآليات ويؤدي إلى توقفها عن العمل”.

وبحسب العامل في المكتب الإعلامي في الدفاع المدني، فإن جهوداً محلية تجرى لتوزيع وإيصال المساعدات للمتضررين سواء من قبل مبادرات أهلية وفردية أو عن طريق منظمات وجمعيات محلية عاملة في المنطقة “لكنها قليلة بطبيعة الحال في حين أن الجهات الدولية التي وعدت الدفاع المدني بإيصال المساعدات عبر الحدود لم يصل منها أي شيء حتى اللحظة”.

أول قافلة أممية تدخل المنطقة

في هذا الوقت، أعلن معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا دخول أول قافلة مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة إلى مناطق شمال غربي سوريا. وقال المسؤول الإعلامي في المعبر مازن علوش “دخلت أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة بعد أربعة أيام من الزلزال”، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة. وأضاف “من الممكن اعتبارها استجابة أولية من الأمم المتحدة وستتبعها، بحسب ما وعدنا، قوافل بحجم أكبر لمساعدة أهلنا المنكوبين”. وشوهدت في باب الهوى قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سوريا وتضم بشكل أساس مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.

قافلة الإدارة الذاتية تنتظر الموافقة

من جهتها، أعلنت الإدارة الذاتية أنها تنتظر موافقة “الحكومة السورية المؤقتة” والفصائل السورية المعارضة التي تسيطر على معظم المناطق التي تضررت بالزلزال، لإدخال 30 صهريجاً من المحروقات النفطية وشاحنتي مساعدات إغاثية من الأهالي لإيصالها إلى المتضررين عبر معبر أم جلود قرب منبج والفاصل بين مناطق الإدارة الذاتية ومناطق المعارضة السورية، إلا أن تلك القافلة لم تتمكن من العبور حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

“تسييس المساعدات”

 وسط هذه الأجواء، حض المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون الأطراف على الامتناع عن تسييس عمليات الاستجابة الطارئة “والتركيز بدلاً عن ذلك على ما هو مطلوب بشكل عاجل لمساعدة الرجال والنساء والأطفال الذين ما زال إنقاذهم ممكناً”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى