الأقتصاد

اشتعال المنافسة علي منصب الأمين العام امنظمة التجارة العالمية

كتب – محسن العريشي

اشتدت المنافسة علي رئاسة منظمة التجارة العالمية، بين مرشحي ستة دول،  أبرزهم مرشحة كوريا الجنوبية “يو ميونغ-هي” التي تشغل منصب وزير التجارة في بلادها، ومنافسها السعودي محمد التويجيري، وذلك بعد انسحاب مرشحي مصر والمكسيك ومولدوفا. ومن المنتظر أن تستغرق عملية اختيار الرئيس الجديد للمنظمة شهرين. وتأتي عملية الترشح علي هذا المنصب بعد أن قرر المدير العام الحالي البرازيلي “روبرتو أزيفيدو” أن يتنحي عن منصبه في أغسطس، قبل نحو عام من انتهاء ولايته. كما أخفقت المنظمة مؤخرًا في اختيار رئيس مؤقت، حيث لم يتمكن الأعضاء من التوصل إلى توافق في الآراء.

ويمثل السباق علي الفوز بهذا المنصب الخطير هذه المرة تحدياً صعباً أمام المرشحين، في ظل عجز منظمة التجارة العالمية في مواجهة النتائج الكارثية التي ضربت الإقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية من جراء جائحة كورونا. فقد مثلت جائحة كورونا أزمة عنيفة للمنظمة، بعد أن باتت في حيرة من أمرها. بل بدا الأمر وكأن هذه المنظمة فضلت أن تتواري بعيداً عن الأحداث، وتركت الأمر كله بيد الحكومات المختلفة كي تتخذ القرارات الإقتصادية التي تتراءي لها. فلم تقم هذه المنظمة—كما فعلت مثيلتها منظمة الصحة العالمية—بإصدار قرارات وتوصيات ضرورية وطارئة، كي تتمكن معها الإقتصاديات الضعيفة والنامية علي وجه الخصوص، من تقليل خسائرها، بعد أن اضطرت حكومات العالم إلي اتخاذ قرار الإغلاق التام لجميع أوجه الإنشطة الإقتصادية والتجارية، بما في ذلك إغلاق المطارات والموانئ، وتوقف رحلات الطيران، ومنع السفر ونقل البضائع عبر الحدود.

فعلي الجانب المقابل، دخلت منظمة الصحة العالمية علي خط الأزمة بمجرد حدوثها، حيث واصلت إصدار البيانات والتوصيات بصورة شبه يومية، لتفادي انتشار الوباء بصورة لايمكن معها السيطرة عليه. كما حرصت منظمة الصحة العالمية علي الدفع بخبرائها، لإصدار بيانات بصورة تكاد يومية، عن الإجراءات الإحترازية، التي يجب أن تتبعها الحكومات والأفراد في مختلف دول العالم، لتقليل أعداد الإصابات والوفيات، ولتسيير عجلة الحياة علي كوكب الأرض حتي في حدها الأدني.  

وإزاء هذه التحديات التي تواجه منظمة التجارة العالمية، صرحت المرشحة الكورية الجنوبية “يو ميونغ-هي”، أن المنظمة تمر حالياً بفترة حرجة منذ انشائها، وأن الدافع الرئيسي وراء تقدمها لشغل هذا المنصب، هو رغبتها في إصلاح المنظمة لتصبح أكبر مرونة أمام العقبات التي لم يسبق لها نظير، مثل تفشي جائحة كورونا.

وأبدت وزيرة التجارة الكورية الجنوبية “يو” أسفها من أنه في الآونة الأخيرة تركت كل دولة لتواجه بمفردها الأزمات غير المسبوقة، مثل أزمة فيروس كورونا المستجد. وأضافت: “وسط هذه التحديات، يتعين على منظمة التجارة العالمية الحفاظ على وظيفتها الكاملة، بغض النظر عن أي أزمة، لاستمرار التجارة.”

وأضافت “يو” أن منظمة التجارة العالمية تحتاج إلى تطبيع دورها في التعامل مع المفاوضات وتسوية النزاعات في ظل نظام متعدد الأطراف، وأن جائحة كوفيد-19 وفرت الفرصة للنظر في القضايا العالقة.

كما وعدت المرشحة الكورية—حال فوزها بمنصب الأمين العام لمنظمة االتجارة العالمية—بالعمل علي إعادة بناء الثقة بشكل خاص في النظام التجاري المتعدد الأطرف، لجعله أكثر صلة ومرونة واستجابة. وأضافت أن العديد من الدول تشعر بخيبة الأمل بعد تراخي المنظمة في أداء وظيفتها الأصلية.

وتأتي تصريحات السيدة “يو” وسط الانتقادات بأن دور منظمة التجارة العالمية في حل النزاعات التجارية قد ضعف مؤخرًا.

ومن المعروف أن السيدة “يو” تمتلك طوال حياتها المهنية خبرة واسعة في العمل مع الدول ذات المستويات المختلفة من التنمية الاقتصادية، مما يمكنها من فهم الاحتياجات المختلفة للدول الأعضاء بشكل أفضل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى