الرياضة

ضياء سبع لاعب كرة قدم إسرائيلي يهز شباك التطبيع مع الإمارات

إذا كانت معاهدات السلام بين الدول العربية وإسرائيل قد اقتصرت، حتى الآن، على التطبيع الدبلوماسي، فإن دولة الإمارات العربية ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير وتريد تطبيعاً كاملاً مع إسرائيل في مختلف المجالات، ومنها الرياضة.

تحاول دولة الإمارات العربية المتحدة كسر جميع المحرمات السابقة للتطبيع مع إسرائيل، بحيث تشمل الثقافة والسينما والتلفزيون والرياضة في جميع مجالاتها. وقد أبدى الإماراتيون مؤخراً رغبة بشراء نادي “بيتار القدس” اليهودي، وهو ناد اشتهر مشجعوه على الدوام بعدائهم للعرب. فيما تحاول النوادي الإمارتية الكبيرة شراء لاعبين من أصل فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية، وذلك لإرضاء الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

صحيح أن مشاركة لاعبين من فلسطينيي الداخل، أي عرب 48، في النوادي الإسرائيلية ليس بالأمر المستغرب ولا بالجديد، لكن أياً منهم لم يلعب حتى الآن في دولة عربية. فهناك الكثير من اللاعبين العرب المتألقين الذين يشاركون في مباريات الدوري الإسرائيلي لكرة القدم. وقد لمع اسم أكثر من لاعب عربي في المنتخب، منهم زاهي أرملي، وليد بدير، رفعت ترك، ونجوان غريب.

أصبح اللاعبون العرب الركيزة الأساسية لمنتخب إسرائيل لكرة القدم لدرجة أنهم يسجلون أهدافاً في معظم المباريات. ومن المفارقات أن الفضل يعود لهم في رفع العلم الإسرائيلي فوق مدرجات الملاعب الأوروبية وخلال المباريات الدولية. وهم اليوم هدف تضع النوادي الإماراتية أعينها عليه. وقد احتفل نادي النصر في دبي بوصول أول لاعب من إسرائيل هو ضياء سبع، حيث من المنتظر أن يشارك في الدوري الإماراتي.

وضياء سبع هو فلسطيني مسلم يحمل الجنسية الإسرائيلية، مثله مثل جميع الفلسطينيين من عرب 48، أي أولئك الذين لم يهاجروا من مدنهم وقراهم بعد قيام إسرائيل. بدأ سبع مسيرته الكروية في بلدة مجد الكروم الواقعة في الجليل الأعلى، ثم انتقل إلى “مكابي نتانيا” ومنه إلى فريق “مكابي تل أبيب” وبعدها إلى النادي العربي “اتحاد أبناء سخنين” لينضم في عام 2018 إلى نادي “هبوعيل بئرالسبع” مقابل مليونين ونصف المليون يورو. وكانت تلك أكبر صفقة للاعب كرة قدم محلي في تاريخ الدوري الإسرائيلي. وبهذا أصبح ضياء سبع اللاعب الذي لا يستغني عنه المنتخب الإسرائيلي، وحط به المطاف في الصين عندما تلقى عرضاً مغرياً من نادي “غوانزو” مقابل خمسة ملايين يورو، وبأجر سنوي يقارب مليونين ونصف المليون يورو، ليكون أحد أغلى اللاعبين الإسرائيليين. وهو قد شارك في عشر مباريات مع المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم.

وإزاء ظاهرة ضياء سبع، هناك من يتساءل: ألا يتعارض كونه من العرب مع دفاعه عن ألوان العلم الإسرائيلي؟ كما أن هناك أسئلة أخرى يثيرها استقدام لاعبين من عرب إسرائيل ويحملون جنسيتها ليلعبوا في النوادي الإمارتية. منها: هل يعتبر هؤلاء اللاعبون فلسطينيين أم إسرائيليين؟ وكيف يمكن التوفيق بين مشاركتهم في المنتخب الإسرائيلي واللعب تحت ألوان علمه وبين المشاركة في النوادي الإمارتية؟ وماذا لو رفض لاعب من دولة عربية تعارض التطبيع مصافحة اللاعب “العربي الإسرائيلي”؟ فقبل أيام ارتدى لاعبو فريق القادسية الكويتي الكوفية الفلسطينية تعبيراً عن رفضهم للتطبيع. إذن المشكلة لا تعني نوادي الامارات وحدها وانما جميع أندية المنطقة وحتى عددا من النوادي الآسيوية.

هناك حادثة رياضية شهيرة أخذت بعداً سياسياً، حين أعرب فريق “ليفربول” نيته التعاقد مع اللاعب الفلسطيني أنس دبور الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية. ويومها هدد اللاعب المصري محمد صلاح بمغادرة الفريق إذا تمت الصفقة.

تتنافس الأندية الإمارتية أيضاً للتعاقد مع لاعب المنتخب الإسرائيلي بيرم كيال، وهو عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وُلد في قرية “الجديدة”، ويلعب حالياً مع نادي “برايتون” الإنجليزي، بدأ حياته الكروية في قريته ثم انتقل إلى نادي “مكابي حيفا” وبعدها تعاقد مع فريق “سلتيك” الأسكتلندي.

والسؤال الأخير: هل التعاقد مع اللاعبين الإسرائيليين يفتح الباب أمام المنتخبات الإسرائيلية المختلفة للعودة إلى المسابقات الآسيوية بعد أن كانت قد طردت منها فذهبت لتلعب مع منتخبات القارة الأوروبية منذ 1991؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى