السياسة

جيش ميانمار يجري عمليات تطهير وآلاف يفرون من القتال

 قالت الشرطة ومصادر أخرى إن قوات الأمن في ميانمار كثفت عملياتها ضد المتمردين الروهينجا في أعقاب ثلاثة أيام من الاشتباكات مع المتمردين في أسوأ أعمال عنف تتصل بالأقلية المسلمة في البلاد في خمس سنوات.

وتفجر القتال بعد هجمات منسقة شنها متمردون روهينجا مسلحون بالعصي والسكاكين والقنابل محلية الصنع يوم الجمعة على 30 مركزا للشرطة وقاعدة للجيش. وتسببت الاشتباكات في مقتل 104 وفرار أعداد كبيرة من الروهينجا والمدنيين البوذيين من الجزء الشمالي من ولاية راخين.

وتمثل أعمال العنف تصعيدا كبيرا في صراع مستعر منذ أكتوبر تشرين الأول عندما أدت هجمات مشابهة ولكن على نطاق أصغر إلى رد عنيف من الجيش شابته مزاعم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وشكلت طريقة معاملة نحو 1.1 مليون مسلم من الروهينجا في ميانمار ذات الأغلبية البوذية أكبر تحد لزعيمة البلاد أونج سان سو كي التي أدانت الهجمات وأثنت على قوات الأمن.

واتهم منتقدون غربيون الزعيمة الحاصلة على جائزة نوبل للسلام بعدم الدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة المضطهدة وبأنها دافعت عن الهجوم المضاد الذي شنه الجيش بعد هجمات أكتوبر تشرين الأول.

ولا تمنح ميانمار الجنسية للروهينجا وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين على الرغم من قولهم إن جذورهم تمتد لقرون في البلاد إضافة لتعرضهم للتهميش والعنف.

وقال ضابط الشرطة تان هلاينج من بلدة بوتيداونج “الآن الوضع ليس جيدا. كل شيء يتوقف عليهم..إذا ما تحركوا سيكون الوضع متوترا” في إشارة للمتمردين الروهينجا.

ويمثل القرويون الروهينجا غالبية سكان المنطقة.

وأضاف تان “انقسمنا إلى مجموعتين مجموعة تتولى الأمن في مواقع الشرطة والأخرى ستقوم بعملية تطهير مع الجيش”.

وقال صحفي في بوتيداونج نقلا عن مصادر للشرطة تشارك بشكل مباشر في العمليات إن المتمردين يحاصرون ثلاثة من مراكز الشرطة في شمال بوتيداونج.

وقال صحفي آخر ومصدر في الجيش في مونجداو لرويترز إن النيران تشتعل في الكثير من المنازل منذ أمس الأحد في أجزاء من البلدة.

وقال قروي من الروهينجا في المنطقة إن الجيش هاجم ثلاثة كفور في قرية كييكان بيين بالبنادق وأسلحة أخرى قبل أن يضرم النار في المنازل.

وقال عبر الهاتف “كل شيء يحترق… الآن أنا في الحقول مع الناس نحاول الفرار”.

وأكد مصدر عسكري في راخين احتراق المنازل في المنطقة لكنه ألقى باللوم على المتمردين الذين قال إنهم فتحوا النار عندما وصل الجنود للعثور عليهم وإزالة الألغام.

وأَضاف أن المتمردين فروا ولم تقع خسائر بشرية.

* لاجئون تقطعت بهم السبل

كشفت الاضطرابات عن الجانب المظلم من انفتاح ميانمار التاريخي ألا وهو إطلاق العنان لكراهية عرقية قمعها الحكم العسكري الصارم الذي استمر 49 عاما وانتهي عام 2011.

في العام التالي قتل المئات معظمهم من الروهينجا في اشتباكات في ولاية راخين وتشرد نحو 140 ألفا.

وفي بنجلادش المجاورة يوم الاثنين حاول حرس الحدود إعادة اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في الأرض الحرام قرب قرية جومدوم. وسمع مراسلون من رويترز إطلاق النار من جانب ميانمار من الحدود في الثلاثة أيام الأخيرة.

وقال مسؤول من وزارة الخارجية في بنجلادش للصحفيين إن بلاده ترغب في التعاون مع ميانمار لمواجهة المتمردين.

وقال المسؤول وهو غير مخول بالحديث علانية مع وسائل الإعلام “الهدف الرئيسي هو ألا تتهمنا ميانمار بإيوائهم من أجل استخدامهم ضدها”.

وأعلنت جماعة إسلامية تطلق على نفسها اسم (جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان) المسؤولية عن الهجمات التي وقعت يوم الجمعة وهي نفس الجماعة التي نفذت هجمات أكتوبر تشرين الأول. وأعلنت الحكومة الجماعة منظمة إرهابية.

وفي تسجيل مصور بث يوم الاثنين حذر زعيم الجماعة عطاء الله، الذي كان يحيط به رجلان ملثمان مدججان بالسلاح، ميانمار من “قمع” الروهينجا وتعهد بمواصلة القتال لحماية حقوقهم.

ويفر الروهينجا من ميانمار إلى بنجلادش منذ أوائل التسعينيات وهناك الآن نحو 400 ألف منهم في بنجلادش التي قالت إنها لن تسمح بدخول المزيد من اللاجئين. وقالت مصادر في أوساط اللاجئين إن الشرطة هددت اللاجئين بالاعتقال إذا ساعدوا الوافدين الجدد.

ومع ذلك قال لاجئون في معسكرات في منطقة كوكس بازار الحدودية إن ما يقدر بنحو خمسة آلاف شخص عبروا إلى بنجلادش في الأيام القليلة الماضية وصل منهم أكثر من ألف في وقت مبكر من صباح الاثنين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى