مقالات

قدم إيران المكسورة وخيارات الجبير المسعورة

    كتب : سامر منصور
»»»     مع تسعة بنود وسبع ساعات من «المحادثات البناءة والموضوعية والجادة»، بدا أن ديمستورا يعيش أجمل لحظات حياته، وهو يقول أن بيان فيينا رسالة إلى السوريين بأن كل الأطراف جادة في حل الأزمة السورية.
»»»     بعد “مناقشات صريحة وبناءة” بين 17 دولة والإتحاد الأوربي والأمم المتحدة، ورغم الخلافات فيما بينهم، فقد توصل المشاركون إلى بيان مشترك. أكد البيان على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وهويتها العلمانية، وحافظ البيان على مؤسسات الدولة وحمى حقوق السوريين، ثم أكد على ضرورة تسريع الجهود لانهاء الحرب وهزيمة “داعش” وبقيمة المجموعات الإرهابية كما صنفتها الأمم المتحدة أو حسب قوائم يتفق عليها المشاركون. دعا البيان الأمم المتحدة لجمع الحكومة السورية والمعارضة السورية في عملية سياسية تفضي إلى هيئة حكم ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية، تضع دستورا جديدا وتجري انتخابات باشراف الأمم المتحدة ويحق لكل السوريين ومنهم المغتربون المشاركة فيها. وأكد البيان على أن المشاركين سيدرسون ترتيبات وقف اطلاق النار في كل البلاد يبدأ في تاريخ محدد وبالتوازي مع العملية السياسية الجديدة.

»»»     في الطريق إلى فيينا، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بأن حل الأزمة السورية أشبه “برسم طريق للخروج من الجحيم”. في المؤتمر الصحفي بعد نهاية اجتماع فيينا، وبعد مقدمة تراجيدية، قال بأن اللقاء بداية عملية دبلوماسية جديدة، وأنه حان الوقت لوقف القتل وأن يبدأ البناء، وهذا ما قررنا القيام به. الوزير الروسي لافروف اعلن بأنه تم التعبير اليوم من قبل الجميع عن جاهزيتهم “للحلول الوسط”، وقال بوجود قواسم مشتركة يمكن البناء عليه، وأن الأطراف اتفقت على مكافحة الإرهاب، وجدد تأكيده على ضرورة العمل ضمن مظلة القوانين الدولية واحترام سيادة الدول.

»»»     بقدم مكسورة، دخلت إيران إلى قاعة المفاوضات. وزير الخارجية الإيراني، اعتبر البيان معتدلا ودون توجهات متطرفة، وقال بأنه تصدى لمن حاول مناقشة مسألة الرئيس السوري في الاجتماع، بالقول أنها مسألة تخصّ الشعب السوري فقط، وأن على المجتمعين تسهيل تنفيذ الحل السلمي للأزمة. يبدو أن جبير المملكة لم يقتنع بكلام ظريف إيران. فأعلن بأنه يجب تحديد تاريخ ووسيلة رحيل الأسد، والقوات الأجنبية وخاصة الإيرانية، وبأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، وأكد على مواصلة بلاده في دعم المعارضة، وبأن الفشل في التوصل لتفاهم حول رحيل الأسد، سيضطره إلى اللجوء إلى خيارات أخرى!!.

»»»     علينا أن ننتظر أسبوعين، حتى يلتئم عقد فيينا مرة أخرى. حتى ذلك الحين، على ديمستورا أن يعمل مع بقية الأطراف على فرز المجموعات الإرهابية بين إرهابي “غير معتدل” ينبغي مكافحته، وبين إرهابي “معتدل” يمكن تسويته سياسيا. ثم عليه أن يحاول جمع هذه المكونات المعارضة في كيان محدد واضح المعالم والأهداف، يمكن جرّه إلى طاولة حوار سياسي. أما بالنسبة للجبير فيبدو أن لا شفاء قريب من متلازمة رحيل الأسد، وعلينا تجاهل إصراره على اثبات غبائه. كذلك علينا التمني بشفاء سريع لـ”قدم إيران” المكسورة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى