لا وجود للجثث ولا وجود لأحياء… أين غرقى السفينة !!
بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية
حالة من الارباك والهلع تسيطر على عائلات المفقودين في قطاع غزة ، لانوم ولا أكل ولا شراب ، لايعلمون هل ابنائهم احياء ام موتى ، وان احياء اين هم ، وان موتى هل ابتلعهم البحر . مناشدات يومية عبر وسائل الاعلام ، بكاء وصراخ وعويل ، اعتصامات و اتصالات مع المسئولين وعلى السفارات في الخارج .
روايات متعددة وكثيرة تنشر يوميا عبر وسائل الاعلام . والحقيقة المرة ان الناجين هم 8 اشخاص 3 في ايطاليا و 3 في مالطا و 2 في اليونان . أين ال 492 ؟ .
هل بقيت جثثهم في قاع البحر ولم تطفوا على الماء ، مع العلم ان بعض وسائل الاعلام قالت ان بعض الجثث وجدت على شواطئ ليبيا . الامور غامضة والمعلومات شحيحة والاهالي في قلق . روايات الناجين مختلفة ولا احد يعرف الحقيقة . إحدى النساء التي كانت تهاجر مع عائلتها على متن سفينة قبالة سواحل الإسكندرية، قالت ان حادثة غرق السفينة التي كانت تقلها وقعت في المياه الإقليمية لمصر وأن خفر السواحل المصرية تحرك بسرعة لإنقاذهم.
وأوضحت هذه السيدة من داخل المستشفى الذي تعالج فيه في مصر، أن أكثر من 180 شخصا كانوا على متن السفينة لحظة تعرضها للغرق (السفينة التي غرقت قبالة سواحل الاسكندرية)، مشيرة الى ان عددا من ركاب هذه السفينة باتوا في عداد المفقودين فيما تمكن خفر السواحل المصري من انقاذ الغالبية العظمى من الركاب ونقلهم للمستشفيات، في حين احتجزت السلطات المصرية من تحسنت حالتهم، وسيتم تقديمهم لنيابة المنشية على دفعات للنظر في أمرهم على حد قول هذه السيدة.
رواية هذه السيدة وروايات متشابهه تؤكد ان عدد كبير من ركاب السفينة هم احياء وما يؤكد ذلك ايضا قبل يومين افرجت السلطات المصرية عن 14 شخص من قطاع غزة وليلة امس افرجت عن 60 اخرين وسلمتهم للجانب الفلسطيني عبر معبر رفح . وستشهد الايام القادمة تسليم اعداد اخرى.زمن هنا اقول لاهالي وعائلات المفقودين عليكم التحلي بالصبر، وعدم التسرع في الحكم على مصير أبناؤكم . فالسلطة الفلسطينية في رام الله لم ولن تقف مكتوفة الايدي وهاهو الاخ الرئيس ابو مازن ومنذ اللحظة الاولى لغرق السفينة اعطى تعليماته وتوجيهاته لوزارة الخارجية بعمل اللازم وفورا . فقامت وزارة الخارجية بتشكيل فريق طواريء، مهمته متابعة تطورات القضية، والتواصل مع كافة الجهات المعنية، وتتواصل بشكل دائم ومستمر مع سفاراتنا في كل من إيطاليا واليونان ومالطا، والقنصلية العامة في الإسكندرية، وقامت الوزارة باعطاء تعليماتها الفورية للسفارات المعنية بالتواصل المستمر مع السلطات الرسمية في الدول المتواجدة على اراضيها، والوصول بشكل عاجل الى الناجين الذين يتلقوا العلاج، للاطمئنان عليهم، وتقديم المساعدة والعون لهم، والاستفادة من اية معلومة متوفرة لديهم قد تقود للوصول الى مواطنين ناجين، كما وتقوم الوزارة بالتواصل مع عائلات المفقودين في قطاع غزة، واطلاعهم على تطورات الموقف.
