عاجل

خمس جماعات اسلامية تهدد حدود مصر مع ليبيا

9998486200
رام الله – عرب تليجراف –

5 جماعات مسلحة تنشر الفوضى بليبيا وتهدد حدودنا الغربية.. أنصار الشريعة والجماعة المقاتلة ودرع ليبيا الإخوانية.. تنظيمات تكفيرية قتلت السفير الأمريكي وتوعدت بذبح سفير برما ونفذت عمليات إرهابية بمصر

تموج ليبيا بالاضطرابات والانفلات الذي وصل إلى حد الاحتراب الأهلي بين المدن، وسط صراع مرير بين الأيديولوجيات المختلفة للسيطرة على مقاليد الحكم بعد 3 سنوات من الإطاحة بنظام معمر القذافي، في الوقت الذي تشكلت فيه مجاميع مسلحة جهادية وتكفيرية تمثل خطرًا عظيماً على مصر إذ إنها المتهم الرئيسي الآن في دعم وتمويل المسلحين الذين يغتالون جنودنا المصريين على الحدود الغربية بحجة الجهاد ضد الجيش والشرطة والتي كان آخرها العملية الإرهابية بالوادي الجديد التي راح ضحيتها ما يقرب من 22 ضابطا ومجندا مصريا.

“البوابة نيوز” تفتح ملف الجماعات الليبية التكفيرية والمسلحة وتعطى إطلالة على أهمها بعد أن زادت وتيرة الأحداث هناك، وتعددت مواقع الاشتباكات في أكبر مدينتين هنا هما العاصمة طرابلس وبنغازي مقر البرلمان الليبي المنتخب.

جماعة أنصار الشريعة

تعتبر جماعة أنصار الشريعة من أخطر الجماعات المسلحة في ليبيا حيث يعتقد خبراء أنها الوجه الجديد لتنظيم القاعدة في ليبيا.

وقال الباحث التونسي توفيق المديني “إن الشك نشأ بعد اكتشاف وثائق جمعتها القوات الخاصة الأمريكية في أبوت آباد شمال باكستان (المكان الأخير الذي كان يسكن فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن) رسائل البريد الإلكتروني لزعيم “القاعدة”، يتساءل فيها عن إمكان تبديل اسم منظمته. وفي القائمة الطويلة التي وضعها أسامة بن لادن اسما “أنصار الشريعة” و “أنصار الدين”، فهناك شواهد تؤكد الروابط بين “أنصار الشريعة” وتنظيم “القاعدة”.

وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى “وجود فرعين لأنصار الشريعة خارج مدينة بنغازي هما “أنصار الشريعة في سرت” و”أنصار الشريعة في أجدابيا”. حيث تأسس فرع سرت في 28 يونيو 2013 بمدينة سرت بعد إلغاء اللجنة الأمنية وانضمامها لأنصار الشريعة وتغيير اسمها إلى (أنصار الشريعه سرت) وكان آمر الفرع وقتها أحمد علي التير المكنى “أبو علي”. فيما الشيخ فوزي العياط هو المتحدث الرسمي باسم أنصار الشريعة – سرت وهو أيضا عضو في مكتب أوقاف سرت. فيما تأسس فرع أنصار الشريعة بأجدابيا في 4 أغسطس 2013.”

وفي الآونة الأخيرة شهدت العلاقة بين السلطة المركزية وجماعة أنصار الشريعة في بنغازي توترًا أدى الى سقوط قتلى في مواجهات مسلحة بين الجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وعناصر أنصار الشريعة بعد قرار الحكومة بإخراج المليشيات المسلحة خارج المدن، الأمر الذي اعتبرته الجماعة محاولة لاستئصالها.

“نريد تطبيق شرع الله”، ذلك ما صرح به محمد علي الزهاوي قائد كتيبة أنصار الشريعة، كبرى الكتائب الإسلامية المسلحة في ليبيا لتلفزيون “بي بي سي”.

وكانت أنصار الشريعة في بنغازي قد أعلنت عن نفسها للمرة الأولى في شهر فبراير 2012، كما نظمت مؤتمرها التأسيسي في يونيو من السنة نفسها وحضره ما يقرب من ألف.

وتأسست كتيبة أنصار الشريعة بعد الانفصال عن “سرايا راف الله السحاتي” التي شاركت في تأسيسها.

واتهمت الجماعة بالهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي في شهر سبتمبر عام 2012 التي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين وأعلن آنذاك تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في بيان أن الهجوم جاء انتقامًا لمقتل الشيخ أبو يحيى الليبي أحد قادتها في غارة جوية بطائرة بدون طيار في يونيو2012. إلا أن الجماعة قد نفت ذلك وقالت على لسان المتحدث باسمها هاني المنصوري: إن “الجماعة لم تشارك في الهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الأميركية في خضم الاحتجاجات على فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة”.

وفي ذات سياق الاعتداء على البعثات الدبلوماسية الخارجية كانت الجماعة قد هددت بذبح سفير بورما خلال مظاهرة في شهر أغسطس 2012 خلال مظاهرة لمساندة المسلمين في بورما وما يتعرضون له.

وقال أحد المتحدثين باسم أنصار الشريعة: إن الجماعة “ستذبح السفير البورمي إن لم تتوقف عمليات الإبادة ضد المسلمين”.

وفي تقرير نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى في سبتمبر 2012، قال الباحث هارون زيلين “ان عددا من الجماعات في ليبيا تستخدم اسم “أنصار الشريعة”، وثمة اثنتان من أبرز الجماعات هما “كتيبة أنصار الشريعة في بنغازي” التي يُنظر إليها على أنها المشتبه بها الرئيسي في الهجوم على القنصلية وأخرى أقل بروزاً، وهي “أنصار الشريعة في درنة” بقيادة سجين جوانتانامو السابق أبو سفيان بن قومو. وكلتا الجماعتان تم تأسيسهما عقب موت الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لكنهما غير مرتبطتين ببعضهما البعض.

وأعلنت “أنصار الشريعة في بنغازي” عن نفسها للمرة الأولى في فبراير 2012 بقيادة محمد الزهاوي الذي كان في السابق سجيناً في سجن سيئ الصيت يدعى “أبو سليم” في زمن القذافي. وقد استضافت الجماعة ما تمنت أن يكون أول مؤتمر سنوي في يونيو من العام نفسه حضره ما يقرب من ألف شخص من بينهم عدد من الميليشيات الأصغر كلهم يدعون الدولة الليبية إلى تطبيق الشريعة. والأرجح أن بضعة مئات من أولئك المشاركين كانوا من أعضاء “أنصار الشريعة في بنغازي”.

ويضيف التقرير: “ومثل “أنصار الشريعة التونسيين” كان “أنصار الشريعة في بنغازي” يقدمون أيضاً خدمات اجتماعية حيث قام أفرادها بتنظيف الطرق وإصلاحها وقدموا صدقات خلال شهر رمضان وكانوا يساعدون في توفير الأمن في مستشفى بنغازي. ورغم أن الجماعة تقر بأنها هدمت الأضرحة والمقابر الصوفية في بنغازي إلا أنها حاولت أن تصوغ لنفسها توصيفاً محلياً بأنها مدافعة عن تفسير صارم للإسلام مع المساعدة في ذات الوقت على توفير الاحتياجات الأساسية للمجتمع.

بقايا الجماعة الليبية المقاتلة

تأسست “الجماعة الليبية المقاتلة” سنة 1995، وتعود نشأتها الحقيقية إلى سنة 1982 بقيادة عوض الزواوي، معتمدة منهج الجهاد المسلح ضد نظام القذافي بهدف إسقاطه، كما خططت أيضاً للقيام باغتيالات ضد شخصيات بارزة في النظام. كما نفذت عدة محاولات انقلابية فاشلة لإسقاط النظام في أعوال ( 1986 و1987 و1989).

وفي تقرير خاص، نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى العام الماضي، أشار الى أن “الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة اعتمدت خطة طويلة المدى للإعداد لحملتها العسكرية، كما اقتنص الكثير من أعضائها فرصة الحرب ضد السوفييت في أفغانستان في الثمانينيات بهدف تعزيز مهاراتهم القتالية. وهناك خضعوا لتدريبات عسكرية، وقد نفذت الجماعة طوال فترة التسعينيات عمليات عسكرية ضد النظام الليبي، منها محاولات عديدة لاغتيال القذافي نفسه غير أنها باءت جميعها بالفشل.

وقد توقف تمرد «الجماعة المقاتلة» داخل ليبيا بحلول عام 1998. غير أنه لم يعلن عن وقف إطلاق النار الرسمي حتى عام 2000.

وبدأت «الجماعة المقاتلة» في العام 2005 عملية المصالحة مع النظام الليبي”.

ويضيف التقرير: “لكن بحلول عام 2004، تم اعتقال غالبية قادة الحركة وأعضائها أو حبسهم أو كانوا قد اختبئوا أو ذهبوا إلى المنفى. وفي العام التالي بدأ النظام الليبي عملية المصالحة ونبذ التطرف بمبادرة من سيف الإسلام القذافي. واستغرقت المفاوضات بضع سنوات، لكن في سبتمبر 2009، أصدر قادة «الجماعة المقاتلة» في ليبيا “مراجعات” جديدة للجهاد في شكل وثيقة دينية من 417 صفحة بعنوان “الدراسات التصحيحية”.

وأوضحت المراجعات الجديدة أن الكفاح المسلح ضد نظام القذافي غير شرعي من منظور الشريعة الإسلامية، وفي النهاية تم حل «الجماعة المقاتلة» بشكل فعال عندما تم الانتهاء من المراجعات.

وفي أعقاب ثورة 17 فبراير قرر العديد من القادة وأعضاء الجماعة إنشاء أحزاب سياسية والمشاركة في العمليات السياسية للنظام الليبي الجديد”.

ونسجًا على منوال الحركات الجهادية المصرية، توجهت الجماعة المقاتلة مباشرة بعد سقوط النظام خريف عام 2011 نحو العمل السياسي، لينبثق عنها حزبان سياسيان، هما “حزب الوطن” بقيادة زعيم الجماعة السابق ، عبد الحكيم بالحاج، و”حزب الأمة الوسط” الأكثر محافظة وذو الصبغة الأكثر إسلامية، والذي انضم إليه أغلب أعضاء “الجماعة المقاتلة” بقيادة المنظر الشرعي السابق للجماعة سامي الساعدي، وكلا الحزبين لم يجني أية نتائج ايجابية في الانتخابات التشريعية التي أقيمت في البلاد،صيف العام 2012.

درع ليبيا الإخوانية:

إلى جانب الجماعة المقاتلة وجماعة أنصار الشريعة، تنتشر في ليبيا مجاميع مسلحة أخرى ذات ميول اسلامية، من بينها قوات درع ليبيا، ذات التوجهات الإخوانية، بحسب مراقبين.

وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز للانباء في أكتوبر الماضي فإن درع ليبيا ” في معظمها تحالف ميليشيات من مدن ساحلية إلى الغرب والشرق من طرابلس، وأساسا الزاوية في الغرب ومصراتة في الشرق.

وكان المؤتمر الوطني العام قد نقل درع ليبيا إلى طرابلس في أغسطس عام 2013 لتعزيز الأمن عقب ازدياد التوتر وانتشار المخاوف من احتمال اتحاد فصائل تؤيد معمر القذافي مع قبائل معادية للإسلاميين لخلع الحكومة”.

ويضيف التقرير “تشكلت قوات درع ليبيا كجيش احتياطي العام الماضي وله ميزانية.

ويرى معارضوها أنها إسلامية التوجه لكن مؤيديها يقولون: إنها نواة جيش جديد.

ويعارض قادتها تنامي هيمنة قبائل بدوية عربية تتقدمها قبائل الزنتان على قوات الأمن. والجماعة التي احتجزت زيدان -وهي غرفة عمليات ثوار ليبيا- تابعة لدرع ليبيا، المتحالفة مع اللجنة الأمنية العليا، والتي تحظى بنفوذ في شرق ليبيا وتعمل كقوة شرطة من الناحية الفعلية”.

كتائب عمر عبد الرحمن:

وكان تقرير أمريكي نشر في “مجلس السياسة الخارجية الأمريكية” في أبريل 2013، أشار فيه صاحبه هارون زيلين، المتخصص في شئون الجماعات الجهادية بشمال إفريقيا إلى وجود تنظيم جديد تحت اسم “كتائب السجين الشيخ عمر عبد الرحمن”، وقد اعتبرها التقرير “لاعباً آخراً جديداً غير معروف على الساحة، وسميت تيمناً باسم الزعيم الروحي لـ “الجماعة الإسلامية المصرية” والذي يقضى حالياً عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة لضلوعه في أحداث الهجوم على “مركز التجارة العالمي” عام 1993، بين مجموعة أخرى من المتآمرين.

ولا يعرف الكثير عن قيادة هذه الجماعة أو حتى حجمها، غير أنها كانت مسئولة عن سلسلة من الهجمات في بنغازي في شهري مايو ويونيو عام 2012، بما فيهم هجومين ضد “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” وهجوم بالقنابل على القنصلية الأمريكية وتنفيذ هجوم على موكب السفير البريطاني.”

وكانت مكتبة الكونجرس الأمريكي قد نشرت في أغسطس 2012، تقريراً غير سري يشير إلى تزايد أعداد خلايا تنظيم “القاعدة” في ليبيا، ويشير التقرير إلى أن أبو أنس الليبي هو “مؤسس شبكة تنظيم القاعدة في ليبيا”، وأشار إليه التقرير على أنه الوسيط بين القيادة العليا لـ تنظيم القاعدة في باكستان وقادة الجماعة على الأرض في ليبيا.

اللجنة الأمنية العليا

تحظى بنفوذ في شرق ليبيا وتعمل كقوة شرطة من الناحية الفعلية. وهي متحالفة مع درع ليبيا في وجه ميليشيات أو ما يعرف بـ “كتائب الزنتان” القبلية.

كتائب الزنتان

تنحدر كتائب الزنتان من بلدة الزنتان الصحراوية التي تقع على بعد 140 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس، ومنذ استيلائها على قصور القذافي رسخ مسلحوها أقدامهم في جزء ينعم بالثراء في غرب طرابلس ومطار طرابلس.

ووجهت اتهامات لعناصر فيها بارتكاب بعض من أسوأ التجاوزات التي شملت قطع الطرق والخطف.

ويقود قادتها لواء القعقاع، وهو قوة مؤلفة من 18 ألف شخص، تضم العديد من أعضاء قوات معمر القذافي الخاصة المدربة في روسيا.

ويعارض لواء القعقاع ما يعتبره تأثيرًا متزايدا لمصراتة ودرع ليبيا في حفظ النظام بعد الحرب. وهم يتهمون الإسلاميين وحلفاءهم بالهيمنة على البرلمان والحكومة.

وكانت كتائب الزنتان قد سيطرت في وقت سابق من العام على حقلي الفيل والشرارة النفطيين في الغرب للمطالبة بالمزيد من التعويضات إلى أن تم التوصل لاتفاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى