أعضاء مجلس الشيوخ المخضرمين : ضرورة تنحية ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي للمملكة
دعت واشنطن إلى “ضرورة إنهاء الحرب التي تشنها السعودية والإمارات على اليمن، والتي استمرت ثلاث سنوات وخلفت نحو عشرة آلاف قتيل من اليمنيين وأسفرت عن أزمة إنسانية تركت البلاد على حافة المجاعة”.
وأوردت صحيفة ألباييس الإسبانية أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال: “إن الوقت قد حان لإنهاء العمليات العدائية باليمن والتي تشمل أيضا إطلاق الحوثيين الصواريخ وإطلاق طائرات من دون طيار تجاه السعودية والإمارات، داعيا لوقف فوري لقصف المناطق اليمنية المأهولة بالسكان”.
وتطابق فحوى هذا التصريح إلى حد كبير مع التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع جيمس ماتيس في البحرين وواشنطن.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن كلا المسؤولين لم يشر بشكل مباشر إلى قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فإنه يبدو جليا أن واشنطن تريد الاستفادة من الوضع العصيب الذي تمر به السعودية حتى تدفعها لوقف عمليات القصف المثيرة للجدل ضد واحدة من أفقر دول العالم.
وتسعى أميركا إلى أن يلتزم التحالف بقيادة السعودية والمدعوم من قبل واشنطن، والمتمردون الحوثيون المدعومون من إيران بوقف إطلاق النار خلال الثلاثين يومًا القادمة من أجل التفاوض على إنهاء الصراع.
وقالت الصحيفة إن “المملكة تعيش أحلك أيامها بسبب اغتيال خاشقجي والإدارة السيئة للبلاد، الأمر الذي جعل أخبارها، التي كان الناشطون والحقوقيون يتحدثون عنها بشكل متحفظ، تحتل عناوين الصحف العالمية”.
وأوردت تصريح رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس بتأييد بلادها الدعوة الأميركية لتخفيف حدة التصعيد باليمن.
وكثف مشرعون أميركيون الضغط على الإدارة الأميركية لاتخاذ موقف ضد السعودية، كما طالب بعض أعضاء مجلس الشيوخ المخضرمين بضرورة تنحية ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي للمملكة محمد بن سلمان، معتبرين أنه “المسؤول عن مقتل خاشقجي والاستبداد التي ساد البلاد منذ وصوله للسلطة”.
وقالت الصحيفة إن بيان بومبيو يشير إلى “تغيير جذري في الموقف الأميركي تجاه حرب
اليمن في مدة لم تتجاوز شهرا ونصف الشهر”. وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد اكتفت بتوجيه نقد عابر إلى السعودية بشأن اليمن، مؤكدة على دعمها للرياض تماما مثلما ساندتها في حصارها لدولة قطر وغيرها من الأزمات. ويبدو أن قضية خاشقجي قد غيرت المعادلة. فعلى الرغم من أن واشنطن تبنت الروايات الأولى التي قدمتها الرياض بشأن اختفائه واستبعدت وقف مبيعات الأسلحة للسعودية، فإنها أعلنت لاحقا عن جولة أولى من العقوبات ضد المسؤولين عن اغتياله، كما تعالت الأصوات في الكونغرس مطالبة بعقوبات أكثر شدة على الرياض.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية مقربة من التحالف السعودي الإماراتي أن هذا التحالف نشر قوات يبلغ عددها 30 ألف جندي جنوب الحديدة، التي لا تزال خاضعة لسيطرة الحوثيين، للضغط عليهم للعودة لمفاوضات السلام تحت إشراف الأمم المتحدة. وفي أوروبا برزت حملة واسعة في بعض الدول تدعو لوقف بيع الأسلحة للسعودية، لكنها لم تجد آذانا صاغية باستثناء ألمانيا. فقد رفضت بعض الدول الأخرى تعليق صفقات السلاح مع الرياض. واقترح بومبيو تنظيم المحادثات الأولى لإخلاء الحدود السعودية اليمنية من الأسلحة وتركيز الأسلحة الثقيلة.