عيون الحقيقة بقلم / بهاء محمود أمين العاطون
من أين نبدأ ! احتار قلمى كثيرًا فى أن يتجاول داخلكم لنبدأ عيون الحقيقة، واليوم أكتب إليكم لنعالج الفساد وما نهايه الفساد؟ هل سيصيب أجيالنا الفساد أم سيقاوم جيشنا وأزهرنا ومدارسنا وعلماؤنا هذا الفساد؟ فإن تكلمنا عن جيش مصر يكفينا أنهم )خير أجناد الأرض( إن أمر الفساد غير متعلق بالأرض نفسها، بل يتعلق بالذى يسكنها، فعندما سكن )يوسف( عليه السلام قال ” ادخلو مصر إن شاء الله آمنين”، ولما حكمها الطاغوت فرعون عاث فيها فسادًا .
ولكننا اليوم نرى شعبنا يعيش معيشة ضنكًا، وما أرى ذلك إلا بسبب البغضاء والشحناءوالبعد عن الشريعة قال تعالى” ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكًا ” فإذا أردنا أن نضع حدًّا للفساد فيجب أن نسير وفق منهج صحيح لا يكون محض خيال بل يكون أمرًا قابلًا للتحقيق، فإننا نرى كثيرًا من الخطط والمناهج التى يدعى أصحابها أنها تضع حدًّا للفساد لكنك فى التطبيق الواقعى تجدها صعبه التطبيق بل مستحيلة! فإذا أردنا أن نضع خطة ينبغى أن يشترك فيها كل أفراد الشعب حتى تنهض الأمة كلها ، وذلك من خلال الإيمان الراسخ والعقيدة الصحيحة ونشر المنهج العلمى الصحيح بين الناس، وهذه هى النواة التى ينطلق منها الإصلاح. وهذا الأمر ينطبق على كل نواحى الحياة الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية.
ففى المجال الاجتماعى نرى أن المجتمع صاحب العقيدة الصحيحة تنعدم فيه الفروق الطبقية وتتكاتف فيه الأيدى العاملة وذلك بسبب توحيد الهدف وانتشارالعلم والثقافة، وهذا المجتمع ينطبق عليه قول النبى صلى الله عليه وسلم ” مثل الأمة فى توادها وتعاطفها وتراحمها كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وفى المجال الاقتصادي نرى أن المجتمع صحيح العقيدة فيه العامل الذى عنده رغبة فى العمل وليس يكسول ، ، وفيه التاجر الذى هدفه قيام الأمة لا المصالح الفردية، وفيه الزارع الذى هو النواة التى يعتمد عليها الصانع والتاجر وفى المجال السياسي، وقد أخرت هذه الناحية رغم أن حقها أن تكون أولًا لأننا قدمنا ما هو أدعى بالاستجابة وأدعى باستماع هذه الطائفة لما نقول، فسياسيون على عقيدة صحيحة وعلى علم بين لن يختلفوا لمصالح شخصية بل سيتوحدوا لمصالح الأمة وإذا توحد السياسيون فهذا هو سهم النجاة!