تركيا وقطر وإيران.. مثلث المؤامرة على السعودية
شرحت الصحافية سعاد سباعي ما تواجهه السعودية من أعمال مثلث المؤامرة القطري الإيراني التركي الهادف إلى ضرب السياسة التي ينتهجها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وفي صحيفة “المغربية” الإيطالية، أشارت سباعي إلى أنّ الحكومة التركية أخبرت مسؤولين أمريكيين بأنّها تملك أدلة صوتية وأشرطة فيديو حول مقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. لكنّ سباعي أكدت أنّ كل ذلك مزيف إذ إنّ هذه الأخبار لا تهدف إلا إلى عرقلة مشروع الملك سلمان وإشاعة الأكاذيب حوله.
تركيا، مثل العديد من الدول الأخرى، سجينة للأسف في مثلث الموت الذي تم تصميمه منذ زمن بعيد على أيدي أردوغان وإيران وقطر في الواقع، إنّ هدف السلطان التركي هو ضرب مصداقية السعودية التي تحاول تقييد سلطته وسلطة إيران وقطر في الشرق الأوسط. إنّ قصة جمال خاشقجي المرتبط بالإخوان المسلمين، وهو تنظيم يشكل أردوغان أحد أبرز قادته، هي مجرد محاولة لرمي قنبلة دخانية أمام أعين المجتمع الدولي. ويأتي ذلك من أجل حرف الأنظار عما يحصل بشكل يومي وطوال سنوات داخل تركيا التي يحكمها الديكتاتور أردوغان، وهي البلاد التي لم تعد دولة للطلاب والأكاديميين والكتّاب والصحافيين أو رجال الأعمال.
ظاهرة في تركيا
تضيف سباعي، عضو سابق في البرلمان الإيطالي، أنّ المعهد التركي للإحصاءات “توركستات” أشار إلى أنّ الهجرة من تركيا ارتفعت بنسبة 42.5% سنة 2017 بالمقارنة مع السنة السابقة مع مغادرة 253640 شخصاً البلاد ومن بينهم أكثر من 40% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 34 سنة. كان لدى أكبر مدينة في تركيا، إسطنبول، النسبة الكبرى من المهاجرين وقد قاربت 30% من المجموع العام، وحلت أنقرة في المرتبة الثانية ثم مدينة أنطاليا الواقعة في جنوب البلاد.
سببان أساسيان
إنّ تراجع الديموقراطية في تركيا المعطوف على التطهير الذي مارسته الحكومة عقب الانقلاب الفاشل سنة 2016، يُذكَران عادة على أنّهما العنصران الأساسيان في زيادة أعداد الذين يغادرون تركيا المحكومة من أردوغان أي تركيا الإخوان المسلمين. ويصف بعض نقاد الحكومة هذه الظاهرة بالهجرة الجماعية. لقد تمت الموافقة على 28 مرسوماً تشريعياً لا من قبل البرلمان بل من قبل حكومة الطوارئ التي أعفت 150 ألف مسؤول من مناصبهم الرسمية من دون أن يتاح لهم حق الاعتراض فيما تم توقيف 50 ألف شخص. وطالت التوقيفات أيضاً مسؤولين بارزين في الدولة، من بينهم 11 نائباً معارضاً و 63 عمدة جميعهم من الأكراد تقريباً وغالباً من دون محاكمة.
تركيا سجينة مثلث الموت
خلال الصيف الماضي، شددت الحكومة التركية تشريعاتها المناهضة للإرهاب لمدة سنتين إضافيتين بواسطة قانون يجعل حال الطوارئ التي أعقبت الانقلاب دائمة المفاعيل كما تقول المعارضة. في تركيا، لا تتوقف الاعتقالات المكثفة: وفقاً لوزارة الداخلية في أنقرة، أوقِف 774 شخصاً عبر عمليات أمنية في أنحاء البلاد كافة. وتشتبه السلطات التركية بانتماء معظم المحتجزين إلى شبكة فتح الله غولن التي تزعم أنقرة بأنها دبرت الانقلاب.
عوضاً عن التركيز على مقتل خاشقجي المزيّف، دعت سباعي المجتمع الدولي في ختام مقالها إلى التركيز على الخطر الحقيقي الذي يواجهه المواطنون الأتراك: أردوغان وإخوانه الإرهابيين. إنّ تركيا، مثل العديد من الدول الأخرى، سجينة للأسف في مثلث الموت الذي تم تصميمه منذ زمن بعيد على أيدي أردوغان وإيران وقطر.