ضابط سوري يتحدث عن الأهداف الخفية لتزويد سوريا بمنظومة “إس-300”
أكد الخبير العسكري، اللواء الجوي السابق في الجيش السوري رضا شريقي، أن تطوير منظومات الدفاع الجوي السورية الذي وعد به الرئيس الروسي القوات السورية لا يقتصر على إعطاء دمشق منظومة “إس-300”.
وقال اللواء شريقي: سيشمل التطوير الجوي جانبين الأول يتعلق بـ “الكم”، أي أن تسليم دمشق عددا كبيرا من الصواريخ والمنظومات المتعلقة بالدفاع الجوي يعطيها قدرة أكبر على الانتشار الجغرافي والتعاطي مع مزيد من الأهداف، بما يغطي كامل أجواء مساحة القطر.
وأضاف اللواء شريقي: هناك جانب آخر من التطوير يتعلق بالتحديث، إذ أن تزويد دمشق بصواريخ ومنظومات متطورة تتعامل مع الأهداف عبر القفزات اللاسلكية المتغيرة التي تتسم بالمرونة في تغير الكود الذي يظهر على رادار الطائرة، إنما سيمنع العدو من رصده والتعامل معه، مما يجعله عصيا على الكشف وهذا أيضا قد يكون من أشكال الدعم الروسي.
وقال الخبير العسكري: إن توجيهات الرئيس الروسي بتزويد سوريا بمنظومة دفاع جوي أمر مدروس، لكون التجاوزات الإسرائيلية تقتصر على الخرق الجوي بالطائرات والصواريخ، أي أن الهدف من هذه المنظومات هو إيقاف التهديد الإسرائيلي بشكل كامل وتقويضه ومنعه من الوصول للمرافق الحيوية والعسكرية داخل الأراضي السورية بما فيها القواعد الروسية، كما توجد أهداف خفية جيوسياسية أبرزها قطع اليد الطولى للغرب في المنطقة، من خلال وضع حد لعربدة سلاح الجو الإسرائيلي.
وكشف اللواء شريقي أن امتلاك الدفاع الجوي السوري لمنظومة التعقب الآلي يمكن الوسائط السورية من التعرف على الأهداف المعادية سريعا، وفصلها عن تلك الصديقة، أي أن الدفاعات الجوية ستتعرف على الأهداف وتفصلها عن بعضها لأن هذه المنظومة توالف الأجسام الصديقة، أي الصاروخ عندما يطلق على هدف في السماء لن يصيب الأجسام المتعارف عليها سابقا، وهي آليه تتركز في مقرات القيادة، وكانت تعمل في سوريا بشكل مستقل ولا تتعامل بوثوقية مع الأهداف الصديقة لعدم وجود جهاز تعارف، مشيرا إلى أن تسليم هذه المنظومة قريبا سيدرأ خطر تدمير الأهداف الصديقة.
وحول تفاصيل عمل التشويش الكهرومغناطيسي الذي سيطلقه الجيش الروسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، تحدث اللواء شريقي لـ “سبوتنيك” عن أن الهدف منه هو تعمية الرادارات ووسائل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا، موضحا أن إرسال موجات كهرومغناطيسية سيعطل كافة المنظومات المعادية الأرضية والجوية ويمنعها من التعرف على أي هدف داخل سوريا، وهو ما يستخدم عند وجود تهديد مباشر لأن استخدامه المستمر يكشف تفاصيل وهي معتمدة بشكل كبير في الحروب الحديثة وتقع ضمن نطاق عمل الحرب الإلكترونية.
وسبق أن تلقى ضباط في الدفاعات الجوية السورية في وقت سابق تدريبات على استخدام المنظومة “إس-300” مما يرجح دخولها إلى العمل فور وصولها إلى سوريا.