مصر – مديرة مدرسة منشية الجبل الأصفر زينب عبده : العلم مفتاح النجاح
أعد الحوار : ميادة علي حسين همام
زينب عبده أسم يعرّف عن نفسه بأبتسامة واثقة, أستلمت إدارة مدرسة منشية الجبل الأصفر منذ عامين . أرادْتُ أن تدير المدرسة التي عملت فيها سنين طويلة كمدرسة الى أن وصلت الى مديرة ؛ رغبةً منّها في أن تطوّر المدرسة وإيصالها لآفاق جديدة.
تربطها بهذه المدرسة، بمدرّسيها، عمّالها وطلابها رابط قويّ جدًا. تحب الطلاب وتؤمن بكل طالب وبقدرة المدرسة على زرع القيم والمبادئ والرّغبة في التميّز في نفس كل طالب.
وأنت تتجه لمكتبها تلاحظ بابها المفتوح للجميع, وعلاقتها الايجابية مع من حولها, لتسليط الضوء على المدرسة وماذا يعني النجاح للمربية زينب إبراهيم كان لنا الحوار التالي :
هل يتوافق عملك كمديرة مدرسة وربّة منزل؟
كان من السّهل جدًا في بداية طريقي كمديرة أن أكرّس نفسي وجُلّ اهتمامي للمدرسة وليس لعائلتي وأبنائي، ولكنّي سرعان ما استدركت وتعلّمت كيف يمكن التّوفيق بين الأمرين.
خلال نهار العمل أضحّي بكل ما في وسعي وأبذل قصارى جهدي للمدرسة، وفي حال مغادرتي للمدرسة ابدأ مع العائلة والتي تحتلّ المكان الأوّل في سلّم أولويّاتي نهارًا جديدًا، ونظراً لتسلّمي إدارة المدرسة اختزلتُ من وقتي مع العائلة خلال أيام الأسبوع وكتعويض عن ذلك، أكرّس جُلّ وقتي في نهاية الأسبوع للعائلة.
صفي لنا أوّل يومٍ لكِ في المدرسة كمديرة؟
بفرح وتأثر افتتحْتُ السّنه الدّراسية مع المعلمين والطلاب .. وفي الوقت ذاته أدركت حجم المسؤولية وكأنني أصبحت الرّبان لسفينه في رحلة إبحار استكشافية جديدة،رحلة تحدٍّ عليّ أن أكون فيها يقِظة لكل شيء ” كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟” وأن أرسم خطواتي بحذرٍ شديدٍ لأنجح في إيصال السّفينة إلى بَرّ الأمان.
ما هي الصّعوبات الّتي واجهتْكِ في المهنة؟
بالرغم من أنّني حظيتُ بأنْ أديرَ المدرسة التي عملتُ فيها سنين طويلة كمدرسة، شعرْتُ وكأنّني أنتقل إلى مدرسة جديدة حيث أتعامل مع المعلمين والعاملين والطلاب والأهالي من زوايا جديدة مختلفة .. كنت أرى وأتعامل مع شؤون مدرسيّة في نطاق قدرة صغير نسبيًّا والآن عليّ أن أتعامل مع جميع الأمور وبزاوية رؤية أوسع وفي نطاق أشمل وأعمق .. كذلك عليّ أن أتعامل مع أوضاع آنيّة مركّبة مثل الإدارة الروتينيّة للمدرسة وفي الوقت ذاته حلّ مشكلة سلوكيّة لطالب وإدارة علاقات المدرسة مع الأهالي والمجتمع من حولنا .. عليّ أيضاً أن أكرّس جزءًا لا يُستهانُ به من وقتي لوضع أهداف للمدى البعيد للمدرسة وأن أعمل على تطوير بنيتها التحتيّة وكذلك تحسين ظروف المدرسة التعليميّة وأن أوفّر للطلاب ظروفاً آمنة أحافظ فيها على سلامتهم.
هل ترين بأنّ هنالك مستقبلاً للجيل الجديد؟
لا شكّ في أنّ هنالك نهضة تعليميّة ،ولقد ارتفعت نسبة وعي الطلاب والأهالي لأهميّة التّعليم في بناء مستقبلهم، كذلك ازداد إدراكهم بأنّ نجاحهم في حياتهم المهنيّة مربوط بمدى ثقافتهم وإلمامهم بالمجال الذي اختاروا العمل فيه.
من الجدير ذكره أيضًا أنّ الظروف التعليميّة المُتاحة للجيل الجديد، تفتح أمامه إمكانيّات واسعة للتقدّم علميًّا ومهنيًّا .. هذه الأوضاع جميعًا تدعو إلى التفاؤل.