تراجع صادرات إيران النفطية إلى الاتحاد الأوروبي بـ40 %
قبل نحو شهرين من إعادة تطبيق العقوبات الأمريكية على صادرات إيران النفطية، عانت طهران بالفعل انخفاضاً حاداً في مبيعاتها من النفط الخام. كما خسرت مستوردين رئيسيين في آسيا وأفريقيا، وذلك قبل الاجتماع العاشر للجنة المتابعة الوزارية المشتركة لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، والمنتجين من خارج المنظمة في وقت لاحق الشهر الجاري.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن تراجع الصادرات الايرانية، وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر خلال الأسابيع المقبلة، يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات داخل أوبك بسبب زيادة بعض الدول الأعضاء حجم إنتاجها، وقد يصل الخلاف إلى ذروته في اجتماع الجزائر المقرر يوم 23 سبتمبر (أيلول).
وكانت صادرات إيران من النفط الخام ومكثفات الغاز تجاوزت 2 مليون برميل يومياً في أغسطس (آب) الماضي، وفق بيانات لوكالة بلومبرغ ، في أقل مستوى لها منذ مارس (آذار) 2016، وكذلك أقل بـ 28 % مقارنةً مع أبريل (نيسان) الماضي، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وإعادة فرض العقوبات على طهران.
وأحجمت دول عدة عن شراء النفط الإيراني بالفعل، ولم تصل شحنات من الخام إلى فرنسا، أو كوريا الجنوبية منذ يونيو (حزيران) الماضي. كما تراجعت الصادرات للاتحاد الأوروبي بنحو 40%.
وتعد خسارة السوق الكورية الجنوبية الأكبر بالنسبة لطهران، حيث كانت كوريا الجنوبية تستقبل حوالي 60% من صادرات مكثفات الغاز من إيران.
وكانت صادرات إيران النفطية معفاة من العقوبات الامريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ولكن خليفته ترامب تضمنها في قراره بإعادة العقوبات الجديدة.
وذكرت بلومبرغ أن إيران قد تضطر إلى خفض معدلات استخراج الغاز فشلت في التخلص مما لديها من كميات مكثفات الغاز، وهو ما يمكن أن ينجم عنه نقص في الامدادات خلال فصل الشتاء.
وحتى الآن، يبدو أن الصين تحافظ على تعهدها ولا تخفض أو توقف وارداتها من النفط الإيراني، في حين تترقب الهند، واليابان تنازلات من الولايات المتحدة مقابل خفض الواردات، بدل وقفها بشكل تام.
ورغم المخاوف من أن يؤدي تراجع صادرات النفط من إيران إلى نقص في المعروض في السوق العالمية، عوضت زيادة الانتاج من دول أوبك الاخرى الخسارة، على الأقل حتى الآن.
وزاد انتاج دول أوبك بنحو 840 ألف برميل يومياً منذ أبريل (نيسان) الماضي، وباستبعاد نصيب الكونغو التي انضمت رسمياً للمنظمة في يونيو (حزيران) الماضي، يصل صافي الزيادة إلى 500 ألف برميل يومياً.
وتسبّب قرار اتخذته اوبك ومنتجون رئيسيون من خارجها، تتصدرهم روسيا، في فيينا في يونيو (حزيران) الماضي في زيادة الإنتاج ليقترب من السقف المتفق عليه في نهاية 2016، خلافات بين الدول الاعضاء.
ودافع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح عن القرار، وقال إنه يسمح لبعض الدول التي تتمتع بقدرات احتياطية بتعويض النقص من إنتاج دول أخرى، للوصول لسقف الإنتاج المتفق عليه.
وترفض إيران هذا التفسير، وتقول إنه يتعين على كل دولة من الدول الأعضاء الحفاظ على مستويات الإنتاج وفقا لاهدافها الخاصة.
كما تحدت إيران تدخل لجنة المتابعة الوزارية المشتركة في إعادة تحديد حصص الانتاج للدول الاعضاء.
ومن المتوقع، وف بلومبرغ أن تشهد الجزائر اجتماعاً عاصفاً، فليس من المرجح أن تنتصر إيران، كما أن روسيا لا ترغب في خفض سقف إنتاجها من النفط، في حين أن السعودية، بضغط من الرئيس الأمريكي ترامب وبدافع من احتياجاتها الخاصة، تواصل بالفعل ضخ مزيد من الخام في الاسواق.