مارادونا والعودة لذكريات “أفضل قبلة في الحياة”
في عام 1986 شهدت أراضي المكسيك ما وصفه الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا بأنه “أفضل قُبلة” حظيت بها شفتاه.
لم تكن هذه القبلة لفتاة، بل لكأس العالم بعد الفوز على ألمانيا بثلاثة أهداف لاثنين على ملعب أزتيكا في التاسع والعشرين من يونيو(حزيران) عام 1986 وخُلدت بواحدة من أشهر صورة البطولة على مر التاريخ.
يبدأ مارادونا مغامرة جديدة على الأراضي المكسيكية حينما يجري تقديمه رسميا مدربا لفريق دورادوس دي سينالوا الذي يلعب في درجة الترقي وكل هذه الذكريات في رأسه.
كانت هذه أكثر اللحظات عذوبة في مسيرة “الفتى الذهبي”، فحتى وإن كان صنع التاريخ بأهدافه المرسومة بريشة فنان مع برشلونة الإسباني ونابولي الإيطالي، كانت المكسيك شاهد عيان على أكبر فرحة يمكن أن يحصل عليها لاعب بالتتويج بلقب المونديال.
لم تكن علاقة مارادونا بالمكسيك تكتسي دوما باللون الوردي، بل كانت شأنها شأن صلته بكل النساء التي مررن بحياته، متقلبة بين الوصول لحالات التقديس ومروراً بمواقف شديدة السخافة إلى السقوط بغتة في بئر الكراهية.
مثال على هذا القصة التي تعود إلى 2002، حينما دعا المهاجم المكسيكي، كارلوس إرموسيو، مارادونا إلى مباراة اعتزاله كلاعب. وصل الأسطورة حينها متأخرا وحينما دخل الإستاد طلب بيتزا كشرط لدخوله للملعب.
سخرت عدة جماهير من المستوى البدني لمارادونا حينها وعندما نشرت وسائل الإعلام قصة البيتزا، قالت إنه “في الحادية والأربعين لكن سنه يبدو كما لو أنه في الستين”.
حكاية أخرى مختلفة: في 1990 عاش دييغو واحدة من أسوأ لحظات حياته وكانت مرتبطة بالمكسيك، أو بالأخص أحد أبناء هذا البلد، وهو الحكم إدجاردو كوديسال الذي احتسب ركلة جزاء لصالح الألمان الذين خطفوا لقب مونديال إيطاليا من الأرجنتين.
ولم يغفر مارادونا قط للحكم احتساب ركلة جزاء إذ ظل هذا الجرح يدمي لفترة حتى توقف مؤخرا الحديث عن المسألة التي بلغت قسوتها عنده ربما نفس قسوة نتائج فحوصات المنشطات الإيجابية في مونديال 1994.
وصل مارادونا منذ ساعات لدورادوس نادي الدرجة الثانية المكسيكي، وهي ضربة دعائية لإدارة الفريق ستستمر عدة أيام على الأقل لأن اسم مارادونا يولد بطبيعته أخبارا ربما أفضل في الكثير من الأحوال من أخبار الأندية الكبرى.
وقال النجم الأرجنتيني لوسائل الإعلام بمجرد وصوله إلى كولياكان “مشروعنا هو الصعود لدوري الدرجة الأولى وهذا لن يحدث إلا عبر بذل الجهد”.
لكن إذا كان الزمن قادراً على تعليم شيء بخصوص مارادونا هو أن حديثه كثيرا ما يتعارض مع بعضه، فنفس الرجل كان قد قال قبل انطلاق مونديال روسيا أن استضافة المكسيك لمونديال 2026 (مع الولايات المتحدة وكندا) يعد ظلما لأنه ليس بلدا “ذي ثقل كروي”، لكنه عاد وبكل بساطة بعدها ليصف حارس المنتخب المكسيكي جييرمو أوتشوا بأنه “واحد من أفضل حراس العالم”.