الصحة

في سابقة من نوعها: علماء يتمكنون من صناعة دماغ مصغر في طبق التجارب

880x495_cmsv2_2f781402-7201-50ce-92d4-d7a13493cbbb-3739958بعد سنوات من التجارب تمكن مجموعة من الباحثين في بريطانيا من صناعة ما وصفوه بأنه أفضل دماغ مصغّر يصنع في طبق التجارب حتى الآن.
الدماغ المصغر يحتوي على نحو مليوني عصبون (خلية عصبية متعددة المشابك) ويشبه إلى حد كبير بنية دماغ جنين يبلغ من العمر 12 أو 13 أسبوعا، حين يكون غير قادر على التفكير أو إظهار إشارات تتعلق بالمشاعر أو الوعي، لكنه ليس خاملا على الإطلاق.

ويطلق العلماء على الأعضاء المصغرة اسم “عُضَيّات – Organoids” ويعتمدون بشكل رئيسي في صناعتها على خلايا جذعية، وتقول مادلين لانكاستر، عالمة طب الأعصاب من مجلس البحوث الطبية في مختبر البيولوجيا الجزيئية، لجريدة الغارديان البريطانية “نفضل إطلاق اسم أدمغة مصغرة متحركة” في إشارة إلى قدرة هذه العضيات على إظهار مبادرة للتحكم بالعضلات بشكل مشابه للعصبونات الحركية في أجسامنا.

وفي واحدة من التجارب وضع الباحثون مجموعة من الخلايا عضلية وأخرى عصبية مأخوذة من النخاع الشوكي لفئران التجارب بشكل متاخم للدماغ المخبري المصغر، والنتيجة كانت مذهلة، فالدماغ الذي يبلغ حجم حبة الفاصولياء استطاع مد مشابكه العصبونية للوصول إلى تلك الخلايا والتسبب بتقلصات مضبوطة وواضحة.

وتعتبر تجربة كهذه واعدة للعلماء من أجل فهم آلية عمل الدماغ وتطور بعض الأمراض المتعلقة بالبنى العصبية الصرع والتوحد والفصام، وخاصة منها ما يتعلق بالتطور الذاتي لهذه البنى أثناء نشوئها، حيث تنظم نفسها بآلية عفوية ومناسبة للقيام بالأنشطة الحيوية على أكمل وجه.

لكن التجربة تواجه أيضا صعوبة كبيرة تتعلق بحجم العضيات المعقدة، فكلما زاد هذا الحجم كلما أصبح التبادل الحيوي اللازم لإبقاءها حية صعبا وربما مستحيلا، وخاصة الخلايا التي تقبع في مركز العضية. ولهذا السبب لا تزال صغيرة جدا، ولا تزال الطريق أمام العلماء طويلة لإنتاج أعضاء تشبه الدماغ البشري، والذي يؤمن البعض بأنه ربما يكون أعقد بنية حيوية في كوننا على الإطلاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى