مقالات

المَزْعُومٌ زَواج المَحارِمُ في الثَّقافات القَدِيمَات، وهَل هُنَّ مَحارِمُ ؟؟؟ بقلم د./ أيمن وزيري

بقلم د./ أيمن وزيري  أستاذ الآثار ونائب رئيس إتحاد الأثريين المصريين
بقلم د./ أيمن وزيري
أستاذ الآثار ونائب رئيس إتحاد الأثريين المصريين

المَزْعُومٌ زَواج المَحارِمُ في الثَّقافات القَدِيمَات، وهَل هُنَّ مَحارِمُ ؟؟؟ والمَحارِمُ لُغةً، الممنوعات والمحظورات نسبةً لقول العرب “حَرَمَهُ الشيءَ أو حرَّمه عليه إذا منعَه إياه وحظَره عليه”، ومن ذلك قوله تعالى في سورة القصص ” وَحَرَّمْنَا عليه المراضع من قبل” أي منعناه منهن، وقوله تعالى في سورة المائدة ” قال فإنها مُحَرَّمَةٌ عليهم أربعين سنة يَتيهون في الأرض”، والآيات في هذا المعنى كثيرة ومتعددة. والمَحارِمُ اصطلاحاً هم الأشخاص الذين لا يحل لهم نكاح المرأة بنسب أو مصاهرة أو رضاعة، كالأب والابن والأخ والعم ومن يجري مجراهم، والمَحارِمُ: اسم جمع لمَحرَمة، ومَحارِمُ اسم جمع مَحرَم، والمَحْرَم هو ذو الحُرْمة، والمَحْرَم من النِّساء والرِّجال، الذي يحْرُم التزوُّج به لرحِمِه وقرابته ، وأيضاً المَحْرَم هو ما حرّم الله تعالى وجمعه مَحارِمُ، وكذلك مَحَارِمُ اللَّيْلِ أي مَخَاوِفُهُ. وتختلف الثقافات والحضارات فيما بينها في تحديد مفهوم المحْرَم، وإذا نظرنا للديانات السماوية فنلاحظ أن الديانة اليهودية قد حددت ماهية المحْرَم في إطار أربعة عشرة عنصراً هم الأم وزوجة الأب والأخت وإبنة الإبن وإبنة الإبنة والأخت من الأب والعمة والخالة وزوجة العم وزوجة الإبن وزوجة الأخ وإبنة الزوجة وأخت الزوجة وأم الزوجة.

فالعقيدة الإسلامية فتحصرها في إطار سبعة عشرة عنصراً تتضمن الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت والأم بالرضاعة والأخوات من الرضاعة وأم الزوجة وبنات الزوجة من زوج سابق وزوجات الأبناء وبنات البنات وأخت الزوجة وعمات وخالات الزوجة وزوجات الأب والجد. أما في الديانات الوضعية مثل الزرادشتيه التي أباحث زواج المحارم ففي عام 490 م دعى مزدق وهو رجل يتبع العقيده الزرادشتية إلى إباحة زنا المحارم في إيران، كما ورد عن أنه في الثقافة الهندية كان هناك الملك آجسى الذي تزوج من أخته، كما ورد أنه من السائد في بعض ثقافات ومناطق الهند كان يتشارك الأخوة في مضاجعة الفتاة المتزوجة من أخيهم إذا ما أصابه المرض وصعب عليه ممارسة الجنس؟؟؟ كما كان يشجع الأهل في مثل هذه الحالة على ذلك!!!.وورد أنه في بعض ثقافات ومناطق اليابان كان يتزوج الآباء من بناتهم إذا صارت الأمهات غير قادرات على تلبية مطالب أزواجهم.
أما في الثقافة المصرية القديمة، فقد زعم بعض كتاب الإغريق القدامى وسار على نهجهم في ذلك بعض المؤرخين المحدثين أن الزواج بين الأخ وأخته في مصر القديمة كان أمراً شائعاً للحفاظ على الترابط العائلي ونقاء الدم الملكي فضلاً عن الرغبة في الإحتفاظ بممتلكات الأسرة للحيلولة دون تبديدها عن طريق الزواج من الأغراب. وفي واقع الأمر، إننا لم نعرف في مصر القديمة سوى حالات قليلة وبصفة خاصة بين الأسر المالكة، حيث كان فيها الزوج والزوجة أخوين؛ وقد يكون السبب في ظهور هذه الفكرة الخاصة بزواج الأخ بأخته أو ما يُعرف باسم زواج المحارم في مصر القديمة أن الزوجة كان يُطلق عليها “سنت” بمعنى (الأخت)، وأن الزوج كان يُطلق عليه “سن” بمعنى (الأخ)، وذلك على سبيل الإعزاز والتكريم فحسب، وليس تعبيراً عن علاقة أخوة من عدمها. وحقيقة القول أنه لم يتواتر عن زواج الأخ بأخته إلا في إطار الأسرة المالكة؛ حيث إن نظرية وراثة العرش في مصر القديمة كانت تجعل العرش وقفاً على من تكون أمه من نسل ملكي أو كما يُقال من يحمل صفات الدم الملكي النقي الذي وصفه البعض باسم الدماء الزرقاء تمييزاً له عن دماء عامة الشعب، وذلك من أجل تقليل عدد المتطلعين إلى العرش وكذلك للحفاظ على نقاء الدم الملكي. وقد ورد أن الملك سنفرو تزوج من ابنته الكبرى، كما ورد عن توت عنخ آمون زواجه من أخته ، كما ورد أن رمسيس الثاني تزوج أكثر من واحدة من بناته، كما ورد عن بطلميوس الثاني أنه تزوج من أخته، كما ورد أن كليوباترا قد تزوجت من أخيها كما تواتر عن أن الإمبراطور هرقل قد ضاجع إبنة أخته. وفي إطار مصاف الآلهة فورد أن الإله رع تزوج من زوجة كاهن مدينة عين شمس وأنجب منها أول ثلاث ملوك حكموا الأسرة الخامسة في مصر القديمة، كما ورد أن الإله آمون تزوج من موت إم ويا وأنجب منها آمنحتب الثالث كما تزوج الإله آمون من آعحمس نفرتاري وأنجب منها حتشبسوت ، كما ورد أن الإله زيوس قد إغتصب أمه، كما

ورد أن الإله أبولو قد مارس الجنس مع أخته آرتيميس. وبالرجوع إلى الثقافات القديمة ، فقد ورد أنه في أيام الجاهلية كان يحقّ للولد أن يتزوّج من أرملة أبيه بغير مهر، أو يزوّجها لمن يشاء ويأخذ مهرها، وورد أن هذه العادة قد ظلت سائدة حتى جاء الاسلام وحرّم ذلك، وقد ورد أن كبشة بنت معن إمرأة أبي قيس بن الأسلت قد ذهبت إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقالت له إنَّ أبا قيس قد هلك، وإنَّ ابنه يريد الزواج بي، فنزلت آيات سورة النساء “بسم الله الرحمن الرحيم وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)(القرآن الكريم – سورة النساء – الآيات 22-23). وختاماً فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ، ونحمد الله أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ولن نقول إلا كما قال ربنا عز وجل في سورة الأعراف “بسم الله الرحمن الرحيم وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43 الأعراف). صدق الله العظيم .
المقال الثاني
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى