مقالات

الإشارة حمراء – واهتز عرش صاحبة الجلالة – بقلم – انتصار النمر

في الماضي كان لصاحبة الجلالة سطوة وسلطان حتي انهم منحوها سلطة بلا سلطان فهي السلطة الرابعة لما لها من سلطان يقهر المستحيل.
اما اليوم فقد شاخت ونزع عنها عرشها بعد ان تحولت لبوق من النفاق ،،لذا أنعي واحدة من اهم سلطات العالم ،،أنعي سلطة صاحبة الجلالة التي أصبحت مهنة من لا مهنة له ،،لم يعد مقياس الصحفي الان هو الكفاءة والموهبة والعمل ،،انتهي بالفعل زمن البحث عن المتاعب ،،كنّا نبحثعن الخبر في كل جب حتي نحصل عليه وننفرد به ،،كنّا نواصل الليل بالنهار لنأتي للقاريء بخبر جديد ،،كنّا ننزل لنحقق الاخبار في صور تحقيقاتمن مصادرها ومن قلب الحدث ذاته .

انتصارالنمر
انتصارالنمر

كانت أسرنا تعيش علي أعصابها خوفاً علينا من المجهول الذي قد يخرج علينا ونحن نبحث عنه كنّا نتعرض لكل  انواع المضايقات

لكنا كنّا نصر علي ان ناتي بالخبر الصحيح ،،لم نعبء بالوقت ولا الصحة ولا الاسرة حتي مات منا كثيرون بسبب ما قيل انه أمراض المهنة من ضغط وسكر وذبحات صدرية وقلبية .

نعم ميات من الصحفيين ماتوا بسبب الضغوط النفسية عليهم ،،كان لدينا روؤساء لا يرحمون في تطبيق قواعد ونظم واصول النشر حق قدره ،،كنّا جميعاً نعتز ان لنا بيتاً ثان هو الجريدة التي نعمل فيها ،،فكان محال إقامتنا هو الجريدة اوالبيت وأحيانا كنّا نكتب في مراسلتنا عنوان العمل ليتم مراسلتنا من الجميع عليه وكأنه مقر إقامة اخر ،،كنّا يد واحدة برغم وجود بعض من ذوي الانفس الضعيفة.

الا ان الكل وقت الشدة كان علي قلب رجلاً واحد ،،عانيا جميعاً الكثير بسبب متاعب المهنة لكن كنّا ورؤساؤنا أسرة واحدة ،،اليوم فقدنا كل هذا فضاع اهم ملمح من ملامح صاحبة الجلالة وتبدل وجهها البشوش الي وجه عجوز شاحب يفتقد لكل تعبير عن الحياة اصبح ملمح جامد شاحب اصفر لا يبحث الا عن الفضايح ،،يسجل المساوئ ليضغط بها علي اخرون ليحصل علي مال او منصب ،،انتقي دور الملكة او الإمبراطورة لياتي دور عبيد المال  وكم ستدفع مقابل النشر.

ورؤساء أتوا لينهبوا موسسات بنيت بتعب وعرق وكد صحفيين وعمال جاءوا لا ليعملون بل جاءوا لينهبون مرة باسم حافز واخري باسم بدل وثالثة باسم اشراف ،،طيب اشراف علي ايه ده انت جرنالك واقع وبيطلع خمسة آلاف لا يوزع منهم خمسمائة طيب يبقي ليه كل السرقة والنهب ديه.

ضلت صاحبة الجلالة الطريق وذهبت في طريق مفقود لا نعلم منتهاه ،،لانه طريق المصالح والشللية والتسلق ،،بعيداً عن البحث عن مشاكل الناس وحلها بعيداً عن تصويب الخطا ،،وفي كل مرة يعد قانون تعديل للمهنة لا يتم وضع اهم شروط الإبقاء علي هذه المهنة المقدسة ،،الا وهو حسن السمعة للصحفي وأسرته.

فقد راينا اقلام تتاجر في البشر واخري تتاجر في المخدرات وثالثة في الاسمدة ومع ذلك يقال رئيس تحرير ،،حافظوا علي قدسية الصحافة انتقوا من ينتمي للمهنة المقدسة احذفوا كل من يرتكب عملاً مخلاً يستهدف كيان الدولة او الشعب ،،غيروا القانون لكن فعلوه لصالح المهنة المقدسة حافظوا عليها من اللعان والسباب الذي  يطيلها ليل نهار بسبب النفاق والتلوين ،،احذفوا كل من يسيء استخدام القلم ،،احذفوهم أولاً من النقابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى