مقالات

من يقف وراء الاقتتال الدموي في محافظة تعز اليمنية؟

احتدام المواجهات في اليمن بين الجيش واللجان الشعبية من جهة، وقوات التحالف العربي من جهة أخرى في مناطق محتلفة من البلاد وظهور نزاعات وخلافات بينية أدت إلى اقتتال عنيف بين الجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب قوات التحالف في مناطق عديدة أشدها في مدينة تعز في وسط اليمن، و”أنصار الله” يقصفون السعودية من جديد بصاروخ باليستي من نوع “بدر 1″، على مطار دولي في قطاع جيزان جنوب غربي السعودية.
ما الذي يجري في تعز، ومن يقف وراء الحرب الدموية الدائرة هناك؟

هل ذهب اليمن في أتون حرب لاهوادة فيها ولا نهاية لها؟

هل احتدت الأوضاع إلى مرحلة تشل فيها أي حل للقضية اليمنية؟

إلى أي حد تزيد هذه التوترات والتطورات في الميدان من أسوة الشعب اليمني الذي يحتاج 20 مليون إنسان فيه إلى مساعدات عاجلة ممنوعة من الوصول إليه بسبب الحصار المطبق؟

هل شلت حركة المبعوث الأممي الخاص الجديد مارتن غريفت إلى اليمن بشكل تام في ظل إنعدام القدرة من جميع الأطراف على إيقاف الحرب على اليمن أو حتى تحقيق أي تهدئة داخلية؟

يقول عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي الشيخ محمد طاهر أنعم:

“بالنسبة لما يجري في مدينة ومحافظة تعز في وسط اليمن هو جزء من خطة العدوان السعودي والإماراتي على بلادنا ، حيث أن أي مدينة استطاعت أن تسيطر عليها القوات السعودية والإماراتية فإنها تتخذ لنفسها جماعات وتدعم مليشيات متنازعة تنتمي لجماعات متناحرة تتبع تيارات عديدة ، وهذه الجماعات تتقاتل فيما بينها ، الوضع للأسف الشديد سيء جدا في تعز وفي عدن بدرجة ثانية والإقتتال شبه يومي ، إغنيالات متبادلة وعبوات ناسفة وقتل بين الجماعات الموالية للسعودية وللإمارات العربية المتحدة ، منها مليشيات حزب الإخوان المسلمين المتمثلة في حزب الإصلاح والتي تتلقى تمويلها من قطر بشكل خاص ،و مجموعات أبوالعباس السلفية المتشددة التي تمولها الإمارات العربية المتحدة ، وكذلك مجموعات عسكرية ومليشيات ناصرية وقبيلية في محافظة تعز وهي تتوزع في تمويلها بين السعودية والإمارات وغيرها من دول العدوان ، وهناك أيضا تنظيم القاعدة في اليمن والذي يسمى تنظيم أنصار الشريعة ، وهناك فلول وبقايا تنظيم “داعش” والذي يسمي نفسه تنظيم الدولة الإسلامية والمرتبط بأصل التنظيم في سورية والعراق والموجود كذلك في تعز ، وكل جهة من هذه الجهات تحاول السيطرة على هذه المناطق ، ونحن كمراقبين نرى أن الإمارات العربية المتحدة والسعودية حريصون على إستمرار هذا التناحر ، لايريدون أن تنتهي الحرب إنما أن تستمر الحرب والإقتتال إلى أطول مدة، هذا هو الحاصل “.

وأردف الشيخ أنعم “الحالة الإنسانية كارثية وصعبة جداً في اليمن ، وهناك أكثر من 20 مليون يمني تحت الحصار يحتاجون إلى الإيواء وإلى الغذاء والدواء المفقود بفعل حصار كل الموانىء اليمنية والمطارات ، ولايوجد إلا ميناء الحديدة الذي تصل اليه البضائع التي تعيقها وتحاصرها السعودية وتوقفها وتفتشها في جيبوتي تمنع مرور الكثير من السفن من العبور دون أي سبب مقنع ، والمطارات كلها مغلقة وتعتبرها السعودية مناطق حرب وعسكرية ، ماعدا السفن التي تأتي عن طريق المنظات الدولية التي تدخل بعض المساعدات والمحملة بالنفط و الغاز والقمح والبر والرز وغيرها من المواد الغذائية والتي لولاها لكانت الأوضاع أسوأ من ذلك بكثير “.

وأشار الشيخ أنعم “ من جانب الحل السياسي يتضح لنا أن السعوية لاتريد حلاً سياسياً في اليمن ، وكان المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفت وصل إلى صنعاء وتحرك وبدأ يبشر بخطى جديدة من التحركات ، وفجأة قاموا بإغتيال الشهيد الرئيس السابق صالح الصماد في مدينة الحديدة قبل شهر من الآن ، وهناك شكوك بأن من نفذ عملية الإغتيال هي طائرات أمريكية دون طيار، ما أدى الى تعثر هذه الجهود وتوقفها وتحاول السعودية أن تستمر حالة الفوضى الخلاّقة والحرب الدائمة التي تدمر اليمن ، ولكن نحن نراهن بعد الله عزّ وجلّ على الإعتماد على صمود وثبات الشعب اليمني ، وما تزال القوات اليمنية والحكومة اليمنية المستقلة غير المحتلة في صنعاء تسيطر على قرابة أكثر من 72 من المناطق السكانية ، أما المناطق المحتلة فهي تحتوي على قرابة 27 الى 28 بالمئة من السكان ولذلك تحن صامدون والمعركة مازالت مستمرة “.

وختم الشيخ أنعم حديثه بالقول “على مدى سنوات الحرب الثلاثة ونحن قد دخلنا في السنة الرابعة لم تتوقف محاولات إيقاف الحرب وإيجاد صيغة توافقية بين القوى اليمنية السياسية ، وهناك لقاءات كثيرة عقدت لأجل إيقاف الحرب فهناك جنيف 1 وجنيف 2 وأيضا محادثات الكويت ، بعضها برعاية أممية وبعضها تم بشكل ثنائي برعاية بعض المنظمات الدولية والخارجية ، وآخرها في بداية الشهر الماضي في تونس حيث جرى لقاء بين القوى السياسية عن أنصار الله وعن المؤتمر الشعبي العام والحراك الجنوبي الإنفصالي وغيرها من القوى اليمنية الأخرى برعاية منظمة معروفة مهتمة بشؤون السياسة وحل النزاعات والتقريب بين المتنازعين ، ولكن هناك محاولات من طرف السعودية لمنع أي تقارب أو حل للنزاعات بين الأطراف اليمنية، كما حاولوا فعل ذلك في سورية وفي العراق وغيرها من الدول الأخرى ، وحاليا في ليبيا ، السعودية وبعض الأنظمة الخليجية ومن ورائهم من الولايات المتحدة وبريطانيا يحاولون بشكل دائم أن تستمر هذه الفوضى الخلاّقة في كثير من الدول العربية لأنهم يظنون أنها الطريق الناجحة لإقامة علاقات عربية مع إسرائيل، بحيث تبقى دول محور المقاومة في حالة فوضى فلاتستطيع أن تقوم قائمة لها ، أو تهدد إسرائيل أو أن تملك إمكانية ترتيب أمورها وأوراقها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى