ثقافه وفنون

هل يصل التأثير الإيراني إلى القنوات والدراما السورية؟

بدو أن المسلسل التاريخى “هارون الرشيد” بطولة النجم السوري قصي خولي، على أعتاب إثارة موجة جدل واسعة خلال الفترة المقبلة، ويأتي ذلك بعد منع عرضه فى سوريا وإيران، حيث انتشرت حملات مناهضة لعرض الفيلم، تنادي بمقاطعة العمل فى كلا من البلدين، ليس ذلك فحسب بل تم حجب ترددات القنوات التي ستقوم ببث الفيلم.

في الوقت الذي يتوق فيه الآلاف من المشاهدين لمتابعة العمل، باعتباره عملاً درامياً تاريخياً بامتياز، يسلط الضوء، من خلال منظور مختلف حيث يقدرم قراءة مختلفة للتاريخ تهدف لدراسة الجوانب السيكولوجية لشخصية ظلمها التاريخ، اعتبر العديد أن حملات المقاطعة التي صاحبت المسلسل إشارة إلى تنامي دور التدخلات الإيرانية في الشأن السوري، والذي لم يسلم منه حتى الفن والدراما التلفزيونية.

اتهامات لإيران
ُوجهت أصابع الاتهام الأولى للحكومة الإيرانية، كونها لعبت دوراً أساسياً في منع مسلسل “هارون الرشيد” من العرض عبر القنوات السورية في رمضان المقبل، باعتباره عملاً محرضاً على إثارة الخلافات العقائدية والمذهبية، بخاصة من خلال استعراض فتنية البرامكة” بين العرب والفرس، التي لا طائل منها سوى توجيه الإساءة والتحريض ضد إيران، بحسب ما أوضحت الهيئات الرقابية في إيران.

منع الجهات الرقابية السورية
ومنذ اللحظة الأولى التي فيها الإعلان عن العمل، حتى توالت الحملات المهاجمة للفيلم من قبل عدد من الكتاب السوري الموالي لنظام بشار الأسد، الكاتب قمر الزمان علوش، الذى وصف العمل بكونه جريمة فنية سياسية كبرى، ومخالفاً للقوانين السورية التى تحظر إثارة الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية بكل أشكالها، وذلك عبر منشور على حسابه على فيسبوك، قال فيه: “أن المسلسل يحمل خلفيات مشبوهة في إشارة إلى نكبة البرامكة وهم من الفرس”.

كما رفضت دائرة الرقابة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري عرض العمل، موضحين أن أعمالاً كثيرة تم تمريرها وهي مخالفة للقوانين والسياسات الوطنية، وتحمل محظورات رقابية، وسموماً فكرية أخطرها ”هارون الرشيد”.

دحض الاتهامات
في المقابل، سعت الشركة المنتجة للعمل والقائمين عليه لإثبات عكس ذلك، حيث رد كاتب المسلسل عثمان جحا على قرار الرقابة بأنه “محض افتراء”، واصفاً إياها بالتجارة الرخصية، مضيفاً أن دائرة الرقابة رفضت النص منذ البداية دون أن تطلب أي تعديل، أو تبدي أي ملاحظة.
وأشار إلى أن أحد أعضاء هيئة الرقابة وهو كاتب سوري، عرض عليه تعديل العمل وأن يأخذ له موافقة الرقابة.

فيما أكد كاتب العمل عثمان جحا أنه سعى جاهداً من خلال الفيلم لرفع الظلم عن شخصية الخليفة العباسي هارون الرشيد، مما اضطره للاستدلال بمراجع عديدة، طيلة عام كامل حتى خرج بتصور عن شخصية لم تكن دموية بل كانت محبة للعلم والمعرفة.

يتناول العمل ثلاثية الثقافة من الشعر العباسي، والترفيه من بوابة الغناء آنذاك، وصورة المرأة العربية الفاعلة التي تألقت في زمن هارون الرشيد على نحو غير مسبوق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى