مقالات

محاولات لجر العراق إلى منطقة التوتر الإيراني-الإسرائيلي

سلطت صحيفة (Fox News) الأمريكية، في تقرير لها الضوء على جبل عراقي يمكن أن يكون “موقعاً صاروخياً” يبعد 500 ميل عن إسرائيل، وفيما أشارت إلى أن إيران تحاول استغلاله لإطلاق صواريخها على إسرائيل، وأكدت أن رئيس النظام السابق صدام حسين لم يتمكن من ملاحظة ذلك الجبل أثناء إطلاقه صواريخ على الأراضي الإسرائيلية. وذكرت الصحيفة في تقريرها، “على هذه القمة، حيث واجهت أقلية ايزيديّة الذبح والإبادة في ظل حصار تنظيم “داعش”، هناك قلق جديد حول قيام إيران بإنشاء موطئ قدم استراتيجي رئيسي قد تصبح معه حدود إسرائيل في مرمى الهجوم”.

هذه المخاوف الإسرائيلية يقول عنها الدكتور عزيز جبر شيال:

بالنسبة للعراق فقد أعلن ومنذ أمد بعيد أنه ينأى بنفسه عن أية صراعات في المنطقة، وعلى وجه الخصوص الصراعات التي تكون إيران طرفا فيها، كون التركيبة السياسية في العراق في جانب كبير منها تميل نحو إيران، لذا تحاول الحكومة العراقية في أن لا تنخرط أجزاء أو مكونات من الشعب العراقي في مثل هكذا صراعات، ونحن نعلم أن نفسية الشعب العراقي لا تقبل التطبيع مع إسرائيل، ولذلك هناك معادلة صعبة جداً وعلى الحكومة العراقية فك رموزها، هذه المعادلة مفادها أن هناك في العراق ميل كبير جداً نحو إيران، يقابله رفض كبير جداً نحو إسرائيل.

مع الأخذ بنظر الاعتبار العامل الأمريكي، الذي يعد من العوامل المرجحة في إقامة علاقة مع هذا الطرف أو ذاك، وهو موضوع أيضاً سيكون ضاغط آخر على الحكومة العراقية، ومن هنا فإن الحكومة العراقية في موقف لا تحسد عليه في كيفية التوفيق بين هذه العوامل. قد تتفهم إيران عدم إمكانية العراق الدخول في صراع، خصوصاً وأنه خرج مؤخرا من معركة كبيرة جداً قدم الآلاف من أبنائه إضافة إلى الأضرار الاقتصادية الكبيرة، ربما تنخرط بعض الفصائل من المتطوعين خارج سيطرة الدولة في هكذا صراع، وهي أيضا سيشكل عامل ضغط آخر على الحكومة العراقية.”

وأضاف شيال، ” إن إقدام الولايات المتحدة على احتلال جديد للعراق سوف يكلفها ثمنا باهظا جدا، مع عدم قدرة العراق على مواجهة الاحتلال من الناحية الفنية والعسكرية، ولكن أثبتت سنوات الاحتلال فداحة الخسائر الأمريكية، فهم سوف لن يغامرون مرة أخرى في إعادة الاحتلال. وقد تكون إسرائيل تريد فعلا أن تجر العراق إلى الصراع، من أجل أن تتخلص من ضاغط أمريكي ربما يردع اسرائيل فيما لو أرادت التحرش بالعراق، كون أن الولايات المتحدة لديها معاهدة إطار استراتيجي تتضمن المحافظة على أمن العراق والمحافظة على النظام الديموقراطي، وهو موضوع لا تريد إسرائيل الدخول فيه، وهي بالمجمل تريد أن تبقى المنطقة ملتهبة بالصراعات وبالتالي لا يمكن أن يقوى أي طرف على حساب آخر بحيث لا تبقى آمال لدى الشعوب في الصراع مع إسرائيل.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى