مقالات

كلنا يلعب لعبة الحوت الازرق – الشيماء أبو الخير

 

حالة من الهلع انتابت الاسر فى جميع انحاد العالم العربى وليس فقط فى مصر خاصة بعد انتشار معلومات تفيد بأن ثمة لعبه الكترونية اخترعها مراهق روسى تتسبب فى انتحار عدد كبير من الشباب  والاطفال ، للوهلة الأولى قد يبدوا الامر غريبا لكن بنظره تعمق اكثر سيتضح لنا حقيقه الامر ، لا اود فى هذا المقال الدخول فى تفاصيل كثيره يعلمها الكثيرين عن اسرار تلك اللعبه ،  لكنى اردت فى هذا المقال تسليط الضوء ليس على الحوت الازرق بل على من تسلب اللعبه عقول اطفالهم وابناءهم من اعمار مختلفه  .

فبعد ان انتشرت المفاهيم الكثيره عن اللعبه القاتله بمراحلها المختلفه  الى ان يصل الطفل للانتحار وهى المرحله الاخيره ، دعونى اتساءل أين الاب والام ؟؟ ، هل هناك طفل يمزق يديه ثم يقطع اصبعه ثم يشرح جسده بسكين ويجلس لمدة خمسين يوماً يجلد ذاته ولا يراه احد ؟ ، ودعونى اتساءل طالما ان هناك طفل يقضى خمسين يوماً من حياته لا يعلم ابويه عنه شيئاً ، فلما انجبوه من الاساس؟؟ ،

الامر اخطر مما يتصوره عقل ، فالكل شريك فى القتل وليس فقط الحوت الازرق ، فالاب المنشغل عن دورة الحقيقى بحجة جمع المال شريك فى قتل ابنه ، والام المشغوله عن طفلها بحجه اثارة غضبها بحركاته وصرخاته ، شريكه فى قتله

اريد ان اسأل طالما ان هناك من ينجبن الاطفال داعينهم وشأنهم بالشكل الذى يجعل طفل يمارس القتل بذاته لمدة خمسين يوما ولا يكترث لامره حتى اقرب الناس اليه فلماذا اذن ينجبون الاطفال ، لماذا يتخذ هؤلاء قرار الانجاب وهم فى ادنى مستويات تحمل المسئولية ؟

لفت انتباهى ذات يوم شاب فى الثلاثينيات من العمر يتحدث على احدى صفحات التواصل الاجتماعى الخاصه بعرض مشكلات اجتماعيه، عن مشكله تخصه فهو يطلب من الاعضاء بالصفحه ايجاد حل لمشكله يراها من وجهة نظره عصبيه ، حيث يقول فيها كما ذكر : ” انا النهارده رايح اخطب بنت ممكن تقولولى اقول ايه او اتكلم فى ايه ” ؟

عندما نظرت لكلماته حقا انتابتنى حاله من الضحك الهستيرى ، فهذا فى الثلاثينات من العمر ، وقد تربى وشب واصبح رجلاً من المفترض ان يعتمد عليه فى اتخاذ قرارات فى الحياه ، ولكنه للاسف لا يملك حتى لغة حوار تمكنه من ادارة حوار حتى مع من ستصبح شريكة حياته ، كيف له ان يتحمل مسئولية تربية طفل صغير ؟

المشكله يا رفاقى لا تكمن فى الزواج ولا الكم الكبير من الطاقات السلبيه التى تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى كالنار فى الهشيم تحطم معانى الزواج الجميله التى اتت بها الكتب السماويه وشرعها لنا رب العالمين عزل وجل ، المشكله ان هناك اسر تريد ان تسعد بزفاف ابناءها بمعيارهم ان هذا شاب كبر وتخرج من الجامعه وحصل على عمل وانتهى من تقضية واجبه العسكرى ، فما عليه الا ان يتزوج دون النظر الى هذا الرجل كشخصيه ولهذه الفتاه ككيان ، هل الاثنين قادرين على ان يتحملوا مسئولية بيت وطفل ، هل الشاب الذى لا يجيد اداره حوار مع شريكته قادرا على حماية طفل من كوارث العصر ؟

هل الفتاه التى اقصى طموحها ان تكيد زميلاتها بخطبتها او تتصارع مع زميلاتها فى من ترتبط وتتزوج اولا هى القادره على تحمل مسئولية طفل قد يغرقه طوفان العصر ؟

وعلية فأؤكد ان الامر خطير وسلسله الحوت الازرق تربط رقاب الجميع فانا لن الوم طفل ولكنى الوم الاطفال من ابويه الغير قادرين على تحمل مسئولية تربيته بالشكل الذى يكون قادرا على بناؤه لكى يواجه مخاطر الزمان

فقبل ان تقبلوا على الزواج اسالوا انفسكم هل انتم قادرين على تحمل مسئولية طفل ام لا ، فكفانا ضحايا وكفى عبثاً بارواح لا ذنب لها الا انها كانت مجرد حقول تجارب لذويهم .

الشيماء أبو الخير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى