مقالات

سوريا في عين العاصفة بقلم – أحمد سلهوب

أضحت سوريا ساحة للتنافس الإقليمي بعد مرور سبع سنوات على اندلاع ثورتها ضد نظام  الطاغية بشار الأسد، فالقاصي والداني يعرف أن بشار لا يجد غضاضة في قتل شعبه في سبيل الحفاظ على كرسي الحكم، متكئا على شعار المقاومة والممانعة الزائفة ليتاجر بها.

لجأ للروس لحماية حكمه ونكاية في أمريكا لخلق نوع من توازن القوى، ومخافة أن يكون لها دوراً في إزاحته عن هرم السلطة على غرار ما حصل للراحل معمر القذافي.

كما استطاع الأسد تحويل الثورة المناهضة له  لحرب طائفية عندما استدعى التدخل الإيراني الشيعي وحزب الله أيضا لمساندته في دحر المتظاهرين الذين فاض بهل الكيل من حكم آل الجحش وهو اللقب الحقيقي لبشار وعائلته.

و استفاد النظام السوري أيضا من ظهور داعش وبعض الجماعات الإسلامية المسلحة الأخرى التي كانت ظهورهم بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للثورة السورية، فلعب على وتر الحرب على الإرهاب وإنه يحارب نيابة عن العالم خاصة بعد التحاق مواطنون من مسلمي أوروبا  بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

فتنافس الأيدولوجيات بين الجماعات الإسلامية المسلحة أضاع هيبة المقاومة واستحقاقات الشعب السوري في الحياة الكريمة ونظام سياسي سليم خالي من العفن والروائح الكريهة، كما اندثر الجيش السوري الحر ويكاد يكون في كهوف النسيان لولا الدعم القليل من أمريكا وإحياء تركيا له في معاركها في عفرين ومشاركتهم في عملية درع الفرات عام 2016.

ووجاهة القول إن الأسد هو من ساهم في تعقد المشهد السوري في الإرهاصات الأولى للثورة فقتل الأطفال قبل الكهول والفتيات قبل النساء فضلا عن آلاف المفقودين والمعذبين الذين قضى نحب غالبيتهم تحت وطأة التعذيب، ولعل أشهر عمليات التنكيل ضراوة ما شهده سجن صيدنايا التابع للمخابرات السورية ، حيث كان سلخ الجلد عن جسد الضحية.

سياسية دكتور العيون هي من دفعت السوريون لحمل السلاح للدافع عن أنفسهم ضد آلة عسكرية غاشمة قبل ظهور وباء الأيدولوجيات الذي ظهر بفعل فاعل في غالبيتها، ونشير هنا إلى إيران وكيف إنها استغلت داعش وتدعمته لا فساح المجال له لقتل المعارضين المعتدلين لنظام دمشق.

وحينما تسجل المعارضة انتصار في إحدى معاركها ضد ميلشيات إيران وحزب الله وبشار الأسد، يكون سلاح الكيماوي حاضرا  بقوة لتحقيق نصر مزعوم على جثث وأعصاب الضحايا، ولعل الهجوم المروع الذي شهدته الغوطة عام 2013 وراح ضحيته أكثر من ألف شخص، نجم عنها تنديدات بلا أساليب رادعة بحق بشار، والاكتفاء باللجوء لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية لا جبار الأسد على التخلص من ترسانته الكيماوية عام 2014، التي اتضح  لاحقا إنه لم يتخلص منها وفق تقارير استخباراتية فرنسية وغيرها من المصادر المؤكدة.

في فقه القانون الدولي لا يجوزاللجوء إلى استخدام الأسلحة الكيمائية، وهذا السند القانوني اعتمدت عليه كل من  أمريكا وفرنسا وانجلترا لشن هجومها الذي وقع فجر 14 من أبريل عام 2018، واستهدف مقرات عسكرية تابعة لبشار.

وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة نستغرب هنا من يسوق عبارة  أن سوريا تتعرض لعدوان ثلاثي، وهذا مجافي للحقيقة تماما، نعم التدخل الغربي أحزننا جميعا وترك غصة في قلوبنا، ولكن نظام بشار لا يعرف سوى لغة القوة والبطش.
 
فنظام بشار الذي يدعي البطولة والممانعة لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 1974على الرغم من احتلال جزء غالي من هضبة الجولان السورية، وتل أبيب ترى فيه العين الساهرة على  أمن حدودها الشمالية، والهجمات التي تشنها إسرائيل من حين لأخر بسوريا تستهدف تحركات إيرانية بالأساس مخافة أن تصل صواريخ متطورة لحزب الله اللبناني عبر سوريا، ولم يكن في مقدوره رفع سبابته حتى ضد الطيران الإسرائيلي.
وتجد وسائل إعلام عربية تتشدق  بنظام الأسد، وتزيد الإطراء في حقه وتزين رئاسته وتظهر الطرف الأخر بأنه إرهابي وتشيع وترسخ نظرية المؤامرة لتحقيق مآرب سياسية أخرى في بلدانهم.
والمنددون بالتدخل الفرنسي الأمريكي بماذا تسمون تدخل روسيا وإيران التي جلبت ميلشيات الهزارة من أفغانستان وحزب الله من لبنان والحرس الثوري وقائدها العسكري المشهور قاسم سليماني، هل تسمونهم حلفاء وأيديهم ملطخة بدماء السوريين بداية من حلب وحمص انتهاء بدوما، من المسؤول عن عمليات التهجير الديمغرافي في أغلب بقاع أرض الشام، أليست إيران.

 سيقولون لروسيا دورا في الحاق الهزيمة بداعش ونقول لا، روسيا قاتلت التنظيم على استحياء، وتركيزها كان منصب فقط على المعارضة الحقيقة لبشار والصاق تهمة الإرهاب بهم في مختلف المحافل الدولية، مقابل وجودها وإنشاء قواعد عسكرية في المياة الدافئة لطالما كان يحلم يروادها والاتحاد السوفيتي في عز قوته.

المشهد السوري لا تعرف له بدايات من نهايات أجندات دولية تتسارع في فضائه والضحية الشعب السوري الكريم.، فمن يدافع عن بشار الأسد أقول لهم اتقوا الله يأولى الألباب، فهو من أوصل سوريا لهذا الطريق المسدود، فقط طالعوا الأخبار المتدفقة عن سوريا من مصادر مختلفة، حفظ الله سوريا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى