عاجل

100 قتيل بمجزرة الكيماوي في الغوطة

ستهدفت غارات السبت مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، موقعة قرابة 75 قتيل على الأقل، غداة استئناف الجيش السوري هجومه للضغط على المقاتلين للانسحاب، ليستعيد بالنتيجة كل المنطقة الواقعة قرب دمشق.

وأسفر تجدد الغارات السبت عن مقتل “100 مدني على الأقل”، وفق المرصد.

وقال المتحدث باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار مساء إنّ “المفاوضات لم تتوقف بعد، ونسعى لوقف المجازر التي يرتكبها النظام والروس بحق أهالي دوما”.

بدوره قال مسؤول المركز الروسي للمصالحة في سوريا يوري ايفتوشينكو لوكالات أنباء روسية إنّ “المتطرفين من مقاتلي جيش الإسلام بقيادة زعيمهم الجديد ابو قصي ينتهكون تطبيق الاتفاقات ويمنعون خروج المدنيين والمقاتلين مع أفراد عائلاتهم من مدينة دوما”.

وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى إصابة 11 شخصاً بحالات اختناق إثر قصف جوي لقوات النظام على مدينة دوما، وهو ما سارعت دمشق إلى نفيه.

وإثرَ عملية عسكرية جوية وبرية واتفاقي إجلاء مقاتلين من الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات معقلاً لفصائل المعارضة الابرز قرب دمشق، تمكنت قوات النظام من السيطرة على 95 % من المنطقة.

وبقيت دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي دخل في مفاوضات مع موسكو نأت بالمدينة عن التصعيد العسكري خلال الأيام العشر الماضية.

وعلى الرغم من إعلان موسكو “اتفاقاً مبدئياً” لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام من دون أن يؤكّده الأخير، ثم تطبيق جزء بسيط منه بداية الأسبوع، استمرت المفاوضات في محاولة من كلا الطرفين لفرض مزيد من الشروط.

وسرعان ما تعثّر الاتفاق وتعرقلت المفاوضات، واستأنفت قوات النظام الجمعة هجومها البري والجوي على دوما ودخلت منطقة المزارع المحاذية لها، واستهدفت المدينة بعشرات الغارات موقعة 40 قتيلاً مدنياً، بحسب المرصد.

لكن جيش الإسلام قال في بيان إنّ عناصره لم يستهدفوا أي منطقة من دمشق، متّهماً النظام بـ”انتهاك وقف إطلاق النار المتفق عليه إثر المفاوضات (السابقة)”.

وأضاف “نحن ملتزمون بأرضنا وبالمبادئ الثورية، وقد رفضنا التهجير القسري (…) ومغادرة الغوطة”.

وقال محمد، أحد الأطباء في دوما، إنّ “وتيرة القصف على حالها من دون توقف”، مضيفاً “لم نتمكن حتى الآن من إحصاء عدد الجرحى، البعض منهم استشهد لأنه لم يأته الدور في غرفة العمليات”.

ووصلت تداعيات التصعيد إلى دمشق، حيث أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل ستة مدنيين وإصابة العشرات جراء قذائف أطلقها فصيل جيش الإسلام مستهدفاً أحياء عدة.
وقُتل الجمعة أربعة مدنيين جراء القذائف على دمشق، وفق سانا.

وفي مشاهد بثها التلفزيون الرسمي من إحدى مستشفيات دمشق ظهرت امرأة تبكي فوق جثة رجل ممدة على سرير، فيما قالت أخرى إنها كانت في سيارة الأجرة حين بدأ القصف فصدمت السيارة الحائط أمامها.

من جهته، انتقل عباس (57 عاماً)، الموظف المتقاعد، من منزله في غرب دمشق إلى حي آخر بعدما تعرضت المنطقة التي يقطنها للقذائف.

وقال لفرانس برس “يبدو أن دوما نهاية الحكاية، والنهايات دائماً تكون صعبة”، مضيفاً “أنتظر نهاية المسلحين في دوما لكي يعيش الناس بهدوء ننتظره منذ سنوات، سواء في الغوطة أو في دمشق”.

وإثرَ هجوم بدأ في 18 فبراير (شباط)، أطبقت القوات الحكومية تدريجاً على الفصائل المعارضة، وقسّمت الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب.

وفرّ عشرات آلاف المدنيين خلال الأسابيع الماضية عبر معابر حددتها القوات الحكومية الى مناطق سيطرتها.

وبعدما ازداد الضغط عليهما، وافق فصيلاً حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن على إجلاء مقاتليهما من جيبي حرستا وجنوب الغوطة بموجب اتفاقين منفصلين مع روسيا. وخرج الشهر الماضي 46 ألفاً من مقاتلي الفصيلين ومدنيين إلى شمال غرب سوريا.

وعلى الرغم من فشل الاتفاق المبدئي الذي أدّى إلى إجلاء أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل ومدني، استمرت المفاوضات في ظل انقسامات داخل صفوف جيش الإسلام، وفق مراقبين، بين جهة تؤيد الاتفاق وأخرى مصرّة على البقاء.

وكان النظام السوري وروسيا هددا باستئناف الهجوم ضد جيش الإسلام في حال رفضه الإجلاء.

واتهمت سانا جيش الإسلام بـ”عرقلة الاتفاق القاضي بإخراجهم من مدينة دوما” عبر رفضه إطلاق سراح معتقلين لديه، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى يتم الإفراج عنهم.

ولفت نوار أوليفر، الباحث في مركز عمران للدراسات، إلى أن جيش الإسلام يتعرض لـ”ضغوط قصوى”.

وقال لفرانس برس “المفاوضات فشلت والنظام يريد أن تنفذ شروطه. الغارات لمحة عما يمكن أن يحصل إذا لم تطبق هذه الشروط”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى