مقالات

قراءة في الواقع المصري الاجتماعي – كتب أحمد سلهوب

يعيش المجتمع المصري حالة من التصدع في مختلف مناحي حياته، يقبلها على مضض بغية أن  يسير موكب الحياة والأمل يحدوه بغد أفضل، وما زاد الطين بلة هو  الضغط الاقتصادي المرهق للدولة، فحتى الآن جاءت الحلول على حساب  جيوب المواطن المنهك نفسيا فلم يعد راتب غالبية الشعب المصري يكفيه لسد  عواء معدته، ولطالما  تقع المسؤولية على عاتق الدولة في توفير سبل العيش الكريم، علينا كمواطنيين التزامات وجب تنفيذها، وحتى إن كانت سلوكية وهذا هو بيت القصيد.
 وكما هو معلوم فالمصريين على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم يعشقون تراب بلادهم، ولكل فرد منا حرية الرأي والاعتقاد وممارسة الشعائر، دون أن يتسبب في تكدير السلم العام وتعريض مصالح البلاد للخطر.

احمد سلهوب
احمد سلهوب
 فحق الرأي  والنقاش مكفولان للجميع وفق الدستور، ولكن المتابع لتطورات الأوضاع المصريين  مؤخرا يرصد حالة الانقسام والتشظي وصلت لدرجة القطيعة والسب والقذف والتشكيك في الوطنية لمجرد اختلاف وجهات النظر حول قضايا البلاد المصيرية من إرهاب  وسد النهضة وتعليم وصحة.
فالاختلاف محمود والتنافر منبوذ خاصة في ظل ظروف تموج بها البلاد، وبالنظر إلى ماسبق يمكن القول إن حالة التماسك المجتمعي المصري على شفا الإنهيار، نتيجة الاحتقان الكامن في الصدور، ووصل أمر النزاع الفكري المحموم  إلى ساحات مواقع التواصل الاجتماعي ، فالكل يبرز سيفه الفكري في وجه الآخرليعزز نصره وفق اعتقاده، فيما يشهر الأخرون أرائهم عنوة لفرض سطوة الرأي ، ويحتدم الأمر ويصل النقاش لصدام عنيف ينتهي بالشخصنة والتجافي والتباعد.
حتى في القرى المصرية التي تفقد بريقها الأصيل يوما بعد يوم فرقتهم الأراء السياسية، فالأصل في العلاقة السليمة بين أبناء المجتمع الواحد يكون مبني على عدة مقومات تكون كفيلة على وجوب التعاون وتقدير الأخر بعيدا عن سموم السياسية،ومن تلك المقومات الصدق والأمانة وعدم هدر الحقوق وغيرها من ثوابت العلاقة التي تجعل رحيق الخير وعبق المحبة تحلق في قلوبنا.
وما يحز في نفسي نجد أناس في موقع المسؤولية وتقع عليهم مسؤولية الكلمة والدين، يتفهون بأفظع العبارات لمجرد اختلاف رأي، ولانغفل دور الإعلام وتغيبه للعقل بفعل فاعل فيجعل من الفرد البسيط جاهلا وعقيم الفكر يرى يسمع لايتكلم مثلما حال أنصار الإسلام السياسي، فلو تخلى كل منا عن عتهجته الفكرية وركلها جانبا ولم يجعلها أساس العلاقة بالأشخاص، تكون العواقب محمودة في زمن الاستقطاب الهالك، حفظ الله مصر وشعب مصر.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى