علوم و تكنولوجيا

الكوليرا تعاود الانتشار في اليمن بسبب نقص المساعدات

 قالت منظمة الصحة العالمية إن موجة جديدة من انتشار وباء الكوليرا يمكن أن تجتاح اليمن حيث قطع حصار يفرضه تحالف تقوده السعودية إمدادات الوقود للمستشفيات ومضخات المياه والمساعدات الحيوية للأطفال الذين يتضورون جوعا.

وقال الطبيب نيفيو زاجاريا ممثل المنظمة في اليمن لرويترز إن 16 بالمئة من أطفال اليمن تحت سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد منهم 5.2 بالمئة يعانون من نوع من سوء التغذية يهدد الحياة وإن المشكلة تتفاقم.

ويشهد اليمن، حيث يواجه ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة، حربا بين حركة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران والتحالف العسكري الذي تدعمه الولايات المتحدة وتقول الأمم المتحدة إنها أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن هناك 960 ألف حالة اشتباه في الإصابة بالكوليرا و2219 حالة وفاة بسبب المرض منذ بدء انتشاره في أبريل نيسان.

ويمثل الأطفال نحو ثلث حالات الإصابة بالمرض الذي يسبب الإسهال الحاد والجفاف ويمكن أن يقتل المريض خلال بضع ساعات إذا لم يعالج.

وقال زاجاريا إن عدد حالات الإصابة الجديدة تراجع على مدى 11 أسبوعا لكن 35 منطقة في اليمن ما زالت تبلغ عن ”معدلات إصابة مرتفعة“ بالكوليرا في مجتمعات محلية.

وأضاف أن تدهور الوضع الاقتصادي ونقص مياه الشرب النقية نظرا إلى افتقار نظم الصرف في العديد من المدن للوقود لضخ المياه قد أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وتابع زاجاريا في مقابلة عبر الهاتف من صنعاء وسط اشتباكات مستمرة منذ أربعة أيام في العاصمة ”هذا خليط مثالي لتفجر موجة انتشار جديدة لوباء الكوليرا مع بداية موسم الأمطار في مارس آذار من العام المقبل.“

وتعمل المنظمة مع السلطات المحلية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا وفي صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون على تحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر من انتشار الوباء ولتعزيز الدفاعات.

وقال إن حملة تطعيم ضد الكوليرا، كانت مقررة في بادئ الأمر في شهر يوليو تموز أثناء ذروة انتشار المرض ثم تخلت عنها السلطات، يعاد النظر فيها حاليا لكن كإجراء وقائي للعام المقبل.

وأضاف أن سفينة تابعة للمنظمة تحمل 35 طنا من الإمدادات الطبية تحول مسارها إلى عدن بعد أن انتظرت لأسابيع لتفريغ حمولتها في ميناء الحديدة.

وناشدت الأمم المتحدة التحالف يوم الجمعة بأن يرفع الحصار تماما عن اليمن. وكان قد جرى تخفيف الحصار الأسبوع الماضي بالسماح بدخول مساعدات إلى مينائي الحديدية والصليف ودخول طائرات تابعة للأمم المتحدة إلى صنعاء.

وأغلق التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى اليمن يوم السادس من نوفمبر تشرين الثاني في خطوة قالت إنها تهدف إلى وقف تدفق الأسلحة الإيرانية على الحوثيين الذين يسيطرون على أغلب أرجاء شمال البلاد.

وتغطي شحنات المساعدات نسبة ضئيلة فقط من احتياجات اليمن إذ أن كل إمدادات الغذاء والوقود والدواء تقريبا تستورد تجاريا.

* سيل متواصل من المرضى

انهارت منظومة الصحة فعليا في اليمن حيث لم يتقاض العاملون بالقطاع أجورهم منذ سبعة أشهر.

وقال زاجاريا إن منظمة الصحة العالمية تدعم 130 مستشفى في البلاد وتقدم لها الوقود والمياه والاوكسجين والأدوية والإمدادات الطبية والمعدات الأساسية.

وأضاف ”المتعاقدون على توريد الوقود الذين نتعامل معهم يجدون صعوبة في الحفاظ على المخزونات“. مشيرا إلى أن بعض المستشفيات تحتاج لنحو 60 ألف لتر من الوقود شهريا.

وتابع أن المنظمة تدير 15 مركزا لرعاية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد وتداعياته الصحية وتتوسع بإقامة عشر مراكز أخرى.

وقال ”نشهد تدفقا منتظما للمرضى الجدد على هذه المراكز“.

وتابع ”تدهور الوضع فيما يتعلق بسوء التغذية بين الأطفال يتزايد … من الصعب للغاية تحديد رقم معين“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى