مقالات

قول يا قلم – مصر تمرض ولكنها لا تموت – بقلم – أحمد طلبة

مصر تمرض ولكنها لا تموت

 إن إعتلت ومرضت إعتل العالم العربي .. وإن صحت وإستيقظت صحوا . إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة في نفوس من يقدم إليها . أنظر يا ( علي ) الى البطل صلاح الدين فقد حقق نصره العظيم وانظر ايضاً الىٰ شجرة الدر مملوكةأارمانية تشبعت بروح الإسلام فأبت أن لا تكون رآية الإسلام مرفوعة فقادت الجيوش لصد الحملة الصليبية . مصر الإسلام .. مصر العروبة .. مصر أم العالم . أيها الشباب أعيدوآ تقييم مصر . ثم أعيدوآ بث الإرادة في أنفسكم .. فالحياة أعظم من أن تنقضي بلا إرادة . أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم . عندما كان توفيق نسيم رئيس وزراء مصر كتب له رئيس تحرير جريدة الجهاد بأن هناك مجاعة وأمراض أرهقت الآف من الارواح بأراضي الحجاز ( السعودية ) .
ونشر له في الصحيفة ( من توفيق الى توفيق .. في أرض رسول الله آلاف يموتون من الجوع .. وفي مصر نسيم !! )
وهنا أصدر رئيس الوزراء المصري أوامره فوراً .. وعبرت المراكب تحمل آلاف الاطنان من الدقيق والمواد الغذائية وآلاف من الجنيهات المصرية والتي كانت عملتها اعلىٰ وأقوىٰ من العملة البريطانية .
بخلاف الهدايا السنوية التي كانت تبعث بها مصر . وكانت مصر أيضاً ترسل العمال والمدرسين والاطباء والموظفين لمساعدة الاخوة في الكويت بأجور مدفوعة من مصر . أما ليبيا .. فكانت جزء من وزارة الشئون الإجتماعية المصرية . هذا لم يكن منة من مصر ولكن كان دعماً وواجباً وطنياً لأشقائها العرب .
قامت الجزائر بأرسال رسالة الى مصر قالت فيها . ( مهما قدمنا وقدمت الجزائر لمصر فلم نوفي حق مصر علينا وما قدمته لنا ) . مصر التي سطعت منها شمس الحرية على ربوع الكرة الأرضية . مصر التي وقفت بكل أمكانياتها المتواضعة وشعبها العظيم في وجه القوى الغاشمة فرنسا وبريطانيا العظمىٰ .
مصر التي ساندت قضايا المظلومين بالعالم شرقاً وغرباً . فأحتضنت حركات النضال والتحرير من مشارق الأرض الىٰ مغاربها دون تمييز الىٰ اللون أو الدين أو العرق فكانت قبلة الثوار والمناضلين من ربوع الكرة الأرضية . مصر التي قدمت الدعم والمساندة للثورة الجزائرية والليبية واليمن والعراق وفلسطين واستقبلت علىٰ أرضها عظماء ثوار العالم فأستقبلت الثائر العالمي چيفارا ونهرو وذو الفقار علي ومحمد إقبال وتيتو . مصر التي تعطي بسخاء لا يمكن أن تغدر . مصر التي تجمع تحتضن .. لا يمكن أن تفرق وتقتل . مصر التي تأوى .. لا يمكن أن تخون . هذه هىٰ مصر الصابرةُ الامنةُ المؤمنةُ المحتسبة .
رسالتي الى السفهاء الذين يتطاولون على مصر وشعبها . هذه هىٰ مصر العظيمة .. فمن انتم ؟ هذا ما قدمته مصر للعرب .. فماذا قدمتم انتم ؟.
وكما قال الصحفي السعودي الأستاذ جميل فارس .. مصر هى بلاد الشمس وضحاها .. غيطان النور .. قيامةُ الروح العظيمة .. إنتفاض العشق .. إكتمال الوحي والثورة ( مراسي الحلم ) .. العلم والدين الصحيح .. العامل البسيط .. الفلاح الفصيح .. جنةُ الناس البسيطة .
القاهرة القائدة الواعدة الموعودة.. الساجدة الشاكرة الحامدة المحمودة.. العارفة الكاشفة العالمة الدارسة الشاهدة المشهودة كنانةُ الرحمٰن . أرض الدفأ والحنان .. معشوقة الأنبياء والشعراء والرسامين .. صديقة الثوار . قلب العروبة النابض الناهض الجبار .. عجينة الأرض التي لا تخلط العذب بالمالح ولا الوليف الوفي بالقاسى والجارح . كوني مصر .. دليل الأنسانية ومهدها .
كلمتي هى . صنوها يا مصريين . هل تعلم يا (علي) أن جامعة القاهرة وحدها قد علمت حوالي المليون طالب عربي ومعظمهم بل جميعهم بدون رسوم دراسية ؟
وكانت تصرف لهم مكافأت التفوق مثل الطلاب المصريين؟ مصر كانت ترسل مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية حتىٰ لا تضمحل لغةُ القران لديهم . هل تعلم .. أن أول طريق مسفلت من جدة إلى مكة المكرمة كان هدية من مصر ؟ هل تعلم أن مصر قدمت للعالم العربي فى كل مجال .. فى الأدب والشعر والقصة وفى الصحافة والطباعة وفى الإعلام والمسرح . كما تألقت مصر فى الريادة الإسلامية .. فى الدراسات الإسلامية ودراسات القرأن وعلم القراءات .. وكان للأزهر دور عظيم فى حماية الإسلام في حزام الصحراء الأفريقي . هل تعلم .. أن مصر هزمت الجيش الذي لا يقهر .. أسود تصيح اللهُ أكبر.. وتقتحم أكبر دفاعات عرفها التاريخ . هل تعلمُ يا (علي) أن المصري شديد التحمل والصبر أمام المكاره والشدائد . مصر تمرض ولكنها لا تموت . تحياٰ مصر .. تحيآ مصر .. تحيآ مصر
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى