السياسة

إيران لا تتوقع انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي

 تعهدت إيران بألا تكون أول من ينتهك الاتفاق النووي وقالت إنها لا تتوقع أن تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق رغم الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس دونالد ترامب.

وقال ترامب، الذي وصف الاتفاق بأنه مربك، إنه اتخذ قراره بشأن إن كانت الولايات المتحدة ستظل طرفا في الاتفاق النووي لعام 2015 لكنه رفض الإفصاح عن القرار.

وفي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رد الرئيس الإيراني حسن روحاني بقوة على خطاب ترامب الناري الثلاثاء بالقول إن إيران لن تسمح لوافد جديد نسبيا على الساحة الدولية بأن يلوي ذراعها.

لكنه قال أيضا إن إيران ترغب في الحفاظ على الاتفاق بينها والقوى العالمية الست والذي وافقت طهران بموجبه على الحد من أنشطة برنامجها النووي لعشر سنوات على الأقل مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي أصابت اقتصادها بالشلل.

وقال روحاني ”أعلن أمامكم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكون أول دولة تنتهك الاتفاق“. وذكر أن إيران سترد ”بحسم وقوة“ على أي انتهاك من أي طرف للاتفاق.

وأضاف في إشارة إلى ترامب ”سيكون من المؤسف أن يُدمر هذا الاتفاق على يد عناصر مارقة حديثة العهد بعالم السياسة. سيخسر العالم فرصة عظيمة“. كان ترامب وصف إيران أمس بأنها دولة ”مارقة“.

وفي حديث مع الصحفيين في وقت لاحق يوم الأربعاء قال روحاني إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق رغم خطاب ترامب وأضاف أن أي دولة تنسحب من الاتفاق ستسبب لنفسها العزلة والحرج.

وقال روحاني ”لا نعتقد أن ترامب سينسحب من الاتفاق النووي رغم التصريحات والدعاية“.

وأضاف ”إذا كان المسؤولون الأمريكيون يعتقدون أن بوسعهم الضغط على إيران بالانسحاب من الاتفاق فإنهم يرتكبون خطأ فادحا… إما أن يبقى الاتفاق النووي كما هو أو سينهار“.

وردا على سؤال من الصحفيين بشأن إن كان حسم قد أمره بعد انتقاده الاتفاق بين إيران والقوى العالمية قال ترامب ”توصلت إلى قرار“ لكنه لم يكشف عنه.

وبدرت عن المسؤولين الأمريكيين مؤشرات متضاربة بشأن الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى الست، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.

وقالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن ترامب ليس سعيدا بالاتفاق لكن خطابه أمام الأمم المتحدة يوم الثلاثاء لا يعني أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق.

لكن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال لشبكة فوكس نيويز ”إذا كنا سنظل في الاتفاق المبرم مع إيران فيجب إجراء تعديلات عليه. البنود التي ينتهي أمدها تلقائيا ليست طريقة معقولة لإحراز تقدم“.

وإذا لم يشهد ترامب بحلول 15 من أكتوبر تشرين الأول بأن إيران تلتزم بالاتفاق فسيكون أمام الكونجرس الأمريكي 60 يوما لتحديد ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات التي رفعت بموجب الاتفاق.

* ”ردود موجعة“

قد تظهر دلائل على الموقف الأمريكي يوم الأربعاء عندما تجتمع الأطراف السبعة الموقعة على الاتفاق في أول لقاء يجمع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إنه ينبغي أن تلقى الولايات المتحدة ”ردودا موجعة“ من جانب إيران بعد الانتقاد الحاد الذي وجهه ترامب لطهران.

وأثار احتمال أن تنسحب واشنطن من الاتفاق قلق بعض شركاء الولايات المتحدة الذين ساعدوا في التفاوض عليه ولاسيما في وقت يواجه فيه العالم أزمة أخرى مع كوريا الشمالية التي تطور قدراتها النووية والصاروخية.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن من الخطأ الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.

وأضاف للصحفيين في الأمم المتحدة ”بالنسبة لي يجب أن نحافظ على اتفاق 2015 لأنه اتفاق جيد“.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لصحفيين روس في الأمم المتحدة في تصريحات نشرتها وزارته اليوم إن بلاده تشعر بالقلق من تشكيك ترامب في الاتفاق.

وبدا أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يلمح إلى أن بلاده، غريمة إيران الأساسية في المنطقة، تسعى لتعزيز الاتفاق لا إلغائه وتريد أن ترى التزام إيران به بشكل صارم.

وقال الجبير للصحفيين ”نعتقد أن الاتفاق لا يطبق بحذافيره وأن إيران لا تفي بالتزاماتها ضمن الاتفاق. نتوقع أن يبذل المجتمع الدولي كل ما في وسعه لضمان التزام إيران“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى