مقالات

سلوك الأبناء حصاد تربية الآباء – بقلم – شيماء الشاعر

 

     لسلوك الآباء تأثير عميق فى النمو النفسى والسلوكى للطفل ، حيث تزرع القيم والإجتماعية للطفل بفضل تدخل الأبوين فى مراحل العمر المبكرة ، وتتغرس السلوكيات الإجتماعية الأساسية والمهارات الإجتماعية للطفل فى المنزل ، حيث يعتبر المنزل هو المدرسة الأولى وأكبر المؤسسات الإجتماعية للطفل.

كلنا يرغب فى إكتساب أطفالنا العادات والمعتقدات والسلوكيات والقيم والبواعث الجيدة التى تكسبه قيماً بعد احترام المجتمع ، تلعب التجارب والخبرات المنزلية دوراً هاماً فى غرس الاستقلالية والحب والمسئولية الإجتماعية ، ومن جانب آخر هى المسئولة أيضاً عن غرس العدوانية والتبعية وروح التمرد والعصيان .18450047_1737496486541964_1628193361_n

قد تكون ذكرياتنا عن الطفولة سعيدة أو تعيسة ، لا أحد يزعم أنه قضى طفولة كاملة السعادة ، كما أنه من الصعب توفير سعادة مطلقة لأطفالنا ، يختلف الآباء فى طريقتهم لممارسة التربية التى يمكن تصنيفها إلى ثلاث أنواع :

الآباء المتسلطون :

ينفرد هذا النوع من الآباء بإتخاذ جميع القرارات الخاصة بتربية الطفل ، وهم عادة عدائيون مسيطرون على أبنائهم قواعد صارمة لتشكيل سلوكياتهم فى الاتجاه الذى يرونه من وجهة نظرهم الخاصة الأفضل وهم يرفضون أى تغييرات فى العادات أو القيم مهما كانت هؤلاء الآباء يطلبون طاعة عمياء من أطفالهم وهم يعتقدون أن آراءهم هى الأصوب ويحاولون تشكيل أبنائهم فى قالب من الطفل كامل الأوصاف ، والنتيجة الحتمية لهذه التصرفات طفل متمرد انهزامى.

الآباء المتساهلون :

هم آباء بدون قواعد أو حدود ، فى هذه الأسرة يفعل الطفل ما يحلو له ويقدم له كل ما يشتهيه والتى تتحول فيما بعد إلى طلبات ، فى الواقع هذا المنزل تسوده الفوضى ، ذلك لأن العقاب والثواب أمور لا يمكن التغافل عنها لإحكام السيطرة على الطفل فى هذه الأسرة يصبح مسيطراً ومهيمناً ومهملاً .

الآباء الديمقراطيون:

يتمتع الطفل فى هذه العائلة بالتربية الصحيحة ، حيث يعامل كعنصر هام فى الأسرة يتلقى الإهتمام والرعاية ، حيث يكون اللآباء ذو فاعلية بوضع القواعد التى تتحكم فى تربية الطفل ليست صارمة شديدة القسوة وليست متراخية ، بل توجد بها درجة معقولة من التسامح ، ويوجد دائماً شرح وافي عن القواعد ، وتقديم إجابات واضحة لكافة الأسئلة التى تدور فى ذهن الطفل ، حيث يستمع الآباء بإهتمام إلى شكوى الأطفال ويشجعونهم ، ويغرسون فى أبنائهم الاستقلالية والنضج وتحمل المسئولية ، حيث نجد أيضاً الأطفال هنا اجتماعيون لأقصى درجة ويتمتعون بروح المودة والمحبة .

حيث الطفل سيئ التوافق مع المجتمع هو فى الواقع نتاج سوء العلاقة بين الطفل ووالديه ، وهو كثيراً ما يحدث بسبب سوء فهم الآباء لأطفالهم ، التربية المضادة وموقف العائلة المعاند عاملان مهمان فى تحديد علاقة الطفل مع المجتمع ، والتى تنعكس عليه بمشكلات نفسية وسلوكية يعانى منها فى جميع مراحل حياته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى