مقالات

قطر لا بدّ أن نبني لها تمثالاً في كل أوطاننا العربية .. كي تصير نصباً يدلّ على الخيانة والقذارة والحقارة – بقلم : بلال فوراني

أحياناً علينا أن نشكر أعداؤنا .. لأنهم فضحّوا العملاء في بلادنا .. أحياناً علينا أن نبارك الأيادي التي تلوثت بدماء البشر كي نكتشف أن بعض البشر لم يكنّ فيهم أصلاً دمّ .. أحياناً علينا أن لا نهدمّ  محراب الخيانة فقط كي نعرف الشريف من الخائن .. أحياناً علينا أن نكوي جراحنا بالنار كي تشفى .. وتتحمل الألم كي يتعافى هذا الجرح من غدرّ الزمان والانسان .. أحيانا علينا أن نشرب الدواء المرّ كي نقهر المرض الذي اجتاح جسدنا .. فليس كل عدو لك أو شيء تكرهه هو بالضرورة شيء مؤذي أو مضرّ .. فربما عدو يحاربك في وجهك  هو خير من صديق سيطعنك يوماً وأنت نائم في وطنك .. ربما عدو قذر يفتح عيونك على حقيقة لطالما حاول صديقك أن يسترها بأثواب الشرف والوطنية .. عدوك هو أصدق الناس معك لأنه بكل بساطة لا يضمرّ لك الخير ويقدّح الحقدّ في عينيه أمامك ويتمنى كل شرّ لك ولا يخفي هذا وبالعكس يجاهر فيه أمام الملأ .. ليس مثل صديقك وإبنّ وطنك الذي هو على حافة خيانتك ولكن بعد حين .. هو على حافة أن يطعنك في ظهرك ولكنه ينتظر اللحظة المناسبة .. هو على حافة أن يأكل لحمك ولكن ما زال ينتظرك أن تكفر خلايا عقلك بعظامك التي ارتوتّ من ماء وطنك الطاهر..؟؟

الخيانة كلمة رنانة ومطاطة .. كل واحد فينا يستطيع أن يستخدمها كي يتهم الآخر فيها .. فنحن في نظر أعداؤنا خونة وهم في نظرنا خونة … لأن الخيانة التي ليس لها سرير تنام فيه … تصير مثل سوق دعارة كل واحد يستطيع فيه أن يبيع ويشتري ما شاء له .. الخيانة لها وجوه كثيرة .. وأوسخها كان منذ القدمّ خيانة الوطن … خيانة التراب الذي مشيت عليه وأنت طفل صغير .. خيانة المنهاج الدراسي الذي علمك أن وطنك أغلى من أمك .. خيانة المبادئ التي تربيتّ عليها حين قال لك أبوك أن أرضك هي شرفك .. الخيانة حين تهجرّ خلايا قلبك كي يعيش النبض فيه في حفرة قذرة إسمها حرية الوطن … الخيانة أن تبصقّ في الصحن الذي يوماً أكلت منه وشبعت منه حدّ التخامة … الخيانة حين يصير جارك عدوك وعدوك حبيبك … حين تعطش دمشق وهي أرض لم تعطش يوما .. حين تبكي بغداد وهي بلد يشهد التاريخ لها بأن حبر كتبها سالت في دجلة .. حين تصير ليبيا لعبة قذرة بين الاسلاميين والمتأسلمين .. حين تصير اليمن مستنقع الحقد السعودي اليهودي … فتصبّ فيه كل أحقادها وأمراضها كي ترضى عنها أمها اسرائيل ..حين تصير فلسطين المحتلة التي يحتلها الصهاينة … شأن هامشي وخبرّ بديهيّ في مؤتمرات جامعة عربية حقيرة قذرة …؟؟

علينا اليوم أن نشكر قطر .. هذه الدولة التي لا تساوي في حجمها حجم ذبابة في مستنقع عربي … هذه الدولة التي يحكمها أمير قادم من عصر الحمير وتشرف على أوامره أمه التي ليس لها أصل معروف وأبوه الذي أنقلبّ عليه في ليلة أمريكية حمراء … علينا أن نشكر دولة لا تساوي في عدد سكانها أصغر من مدينة في سورية أو حتى فلسطين .. وكل سكانها لا يتجاوزون عدد المجاري المائية في مدينة دمشق .. علينا أن نشكرها لأنها جعلتنا نعرف أننا كنا نعيش في وطن على فوهة بركان … علينا أن نشكرها لأنها فضحتّ الوجوه التي كانت تضحك علينا باسم الوطن والوطنية والشرفّ .. علينا أن نشكرها لأنها كشفتّ عن الستار الذي كنا نختبئ فيه في جاهلية عقلنا وتخلفّ قلوبنا ومرضّ أنفسنا .. فهذا فيصل القاسم السوري المهرج الذي يرتعش في نشوة حين يتشاجر الضيوف أمامه …  يسبّ ويشتمّ ويلعنّ سورية ..وهذه أصالة المغنية التافهة المعاقة والمريضة التي لولا سورية لكانت كلبة عرجاء تغني .. وهذا الخنزير العلوش الذي كل تعليمه لم يصل الى مرحلة المحوّ الأمّي .. وهذا هيثم المنّاع الذي تاجر بوطنه حتى ما عاد له مقعد يليق به في شيء اسمه المعارضة السورية … نسيت أن أذكر لكم أن المعارضة السورية كلها عاشت في أجمل الفنادق وأكلوا أشهى الأكلات وتاجروا بأصوات الحمير الذي أنفضحوا أمامنا .. وصاروا اليوم مجرد دمى تحركها الارادة الامريكية أو الشهوة الجنسية …؟؟

قطر لا بدّ أن نبني لها تمثالاً في كل أوطاننا العربية .. كي تصير نصباً يدلّ على الخيانة والقذارة والحقارة .. نصباً كلما رأيته في ساحة ما … تدعوك شهوة الوطنية كي تبصقّ عليها وعلى من يعيش فيها … على أميرها وأمه وأبوه وعلى كل الحثالة الذين يركعون أمام أموال نفطهم .. يعجبني الزمان حين يدور وحين تهكمّ حمار قطري على مصر .. فجاء الردّ المصري الذي جعل قطر مسخرة الحياة ومهزلة لكل من عنده وقت كي يتمسخرّ على هذه البلد … يعجبني حين تنتفض الوطنية في أي شعب كي يشتمّ شعب آخر لا يسوى في حقيقة الأمر فردة حذاء .. الفرق بين الشعبين .. شعب له تاريخ سبعة آلاف من السنين بأهراماتها وفراعينها … وشعب كان في الأمس يعيش في خيمة قذرة ويحلب الماعز ويمشي حافياً على الأرض … يعجبني حين أشعر بأن هناك شرفاء في هذا الوطن لا تشتريهم عروض الخيانة .. ولا يغريهمّ رخصّ الشرف في ذممّهم .. يعجبني حين يصير خنزيراً سورياً مثل فيصل القاسم مجرد دمية حقيرة يحرك شرفه  السوري حبال قناة الجزيرة .. وتافهة سورية مثل أصالة نصري .. عاهرة تتاجر برسولها لو سمح لها ربها بالتجارة.. وبتاجر فلسطيني أسمه خالد مشعل يعيش في قطر ويحمل شعلة النضال لأجل فلسطين من قطر …وبمعارضة حقيرة تبيع قناة فيصل القاسم ورب أصالة نصري وشرف خالد مشعل لأجل مائة دولار أو ليلة حمراء مع عاهرة …؟؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى