مقالات

العلاقات المصريه السعوديه .. اخوه وروابط لاتنتهى – بقلم – محيى عبد السلام

الاخ هو البوابه الاولى لجسر الدفاع عن اخيه ، فهو السلاح الذى يواجه الاخ به صعوبات الحياه ،وهو السند والعون ،انه نور ظلام الايام والمعين على الاعداء، لم اجد افضل من هذه البدايه كى ابدأ بها كلماتى عن العلاقات المصريه السعوديه او العلاقات السعوديه المصريه ،ايهما تبدأ فلا فرق ،مصر كنانه الله فى الارض.

والسعوديه بلد البيت الحرام ومقصد المسلمين وقبلتها ،مصر ذكرها الله فى قرانه وخصها بالذكر فى كل الكتب السماويه وميزها بالامن والامان، وايضا خص الله السعوديه وميزها بالكعبه المشرفه قبله المسلمين والملاذ الامن لهم ،ان مصر قياده وشعبا باى حال من الاحوال لايمكن ان تنسى مواقف السعوديه الواضحه فى الوقوف بجوارها عندما اشتد الليل على مصر فكان النهار جليا فى ثوره حركت ميادين الوطن العربى كله واشعلت لهيب فؤاد الشعوب العربية.

وكان موقف الشقيقه العظيمه دولة السعودبه قياده وشعبا ومعها الدول العربيه موقفا شجاعا نبيلا ،باركت فيه لمصر ثوراتها ووقفت معها فى شدتها.

كان لابد من سرد هذه المقدمة حتى نستطيع ان نستعرض الازمة الاخيره التى طفت على السطح وعمقها تناول الاعلام لها ،ونحن هنا لسنا بصدد شرح موقف مصر والسعوديه من الازمه السوريه وايهما على حق وايهما على خطأ فقد سبقنا لهذا الكثير من الخبراء ،ولكن مانحن بصدده تناول لهذه الازمه من منظور اخر هو منظور الاخوه بين الشعبين، فالازمه كما تناولها الاعلام هى عباره عن عدم رضا السعوديه لموقف مصر فى مجلس الامن بخصوص الازمه السوريه.

واظهر الاعلام العربى والمصرى والسعودى عدم توريد شركه ارامكو لحصه البترول الشهريه لمصر على انه عقاب لرد الضربه لمصر الا انه بالنظر فى هذا الامر سنجد ان قطع التوريد جاء قبل تصويت مصر فى مجلس الامن وان شركة ارامكو قد ابلغت وزراة البترول المصرية نهايه الشهر الماضى بهذا القرار، معنى ذلك بان ربط هذا القرار فى صورة عقوبات على موقف وتصويت مصر فى مجلس الامن غير منطقى، ايضا فان الكل يعلم موقف القياديتن من الازمه السوريه والاختلاف فى الرؤى ليس نتاج اليوم حتى تشتعل ازمه ليس لها مبرر فى هذا التوقيت، الا ذا اذا كانت هناك مصالح لبعض المنتفعين من اصحاب رؤوس الاموال تسببوا فى تصعيد الأزمة أكثر من اللازم.

ان محاولة انشاء مؤمرات لضرب علاقات البلدين في مقتل ،والتراشق الاعلامى المتبادل بين الاعلام المصرى والسعودى لا يليق بالبلدين وهذا من شأنه ان يسيء للكل ويعكس مناخاً غير صحيا على الإطلاق، بين بلدين وشعبين شقيقين، وذلك لمجرد اختلافات وجهات التظر بين القيادات فى معالجه القضايا الخارجيه ،ان مصر التى شرفها الله بكسوة الكعبه اعواما كثيره وعديده ،والسعوديه التى قدمت فى عام 1956 مبلغ هو الاكبر فى حينه حوالى 100 مليون دولار تدعيما لبناء السد العالى ،وكانت وقتها ضربه قوية لدول الغرب، مرورا بوقوف السعوديه مع مصر فى حرب اكتوبر وقطع البترول عن دول الغرب الضربة الاقوى ،الى ان جاءت اعوام الثورة ووقوف السعوديه شعبا وقيادة وتقديمها الدعم والمساعدات لتحسين الاقتصاد المصرى فى صور واشكال متعدده منها ( ودائع بلا فائده فى البنك المركزى – شراء سندات – انشاء شركات – الخ ) .

ذلك كله بغرض دعم الاوضاع المتدهورة فى مصر ،وايضا تعهدات السعوديه ممثله فى القياده العليا لها من خلال الملك سليمان فى ديسمبر 2015 بدعم احتياجات مصر النفطية مدة 5 سنوات، إلى جانب رفع حجم الاستثمارات السعودية في مصر إلى 90 مليار جنيه وايضا عماله مقدره ب 2 مليون مصرى ترتفع الى 3 مليون مصرى وفق تقديرات غير رسميه ايضا استثمارات سعودية تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية المستثمرة في مصر، والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية، كل هذا ألا يشفع فى ان يكون هناك صوت للعقل ينادى بتوقف هذه المهزله الاعلاميه بين اعلام البلدين.

اختلاف وجهات النظر بين البلدين فى راى هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، ويجب على القيادتين فى الدولتين الان قبل غد ان يجلسوا معا واحتواء هذه الازمه نظرا للمصالح المشتركه بين البلدين ،وعليهم ان يظهرو للعالم كله ان الاختلاف بين الاشقاء ابدا لن يقطع وحدة الصف ،كما يجب ان يكون هذا الامر فرصه فى مناقشه كيفيه العمل على حل المشاكل الحقيقيه بين البلدين ،ومن اهمها مشكله العماله ونظام الكفيل والاهتمام بالعمالة المصرية فى السعودية ،وإقامة مشروعات كبرى لخلق فرص عمل للشباب المصريين لتقليل نسبة البطالة فى مصر.

ايضا يجب تفعيل اليه سريعه لانشاء الجسر بين البلدين لتعميق روابط الاخوه بين شعوب المنطقه العربيه والافريقيه ،لمن لا يعلم الجسر طوله 23 كيلو متر فقط ،ولكن اهميته تكمن فى انتعاش وربط التجارة بين كل الدول العربيه ودول الخليج والدول الافريقيه ،حيث يعد هذا الجسر رابط ومعبر امن ،كما انه وسيلة نقل امنه تنتقل من خلالها حركه التجاره بين الدول بامان وسهوله مما يحقق ميزه تنافسيه غير مسبوقه فى سوق التجاره العالميه لايملكها غيرنا ، علينا ان نستفيد من ازماتنا وخلق مزايا منها كى نعلم اعدائنا دروسا فى كيفيه اداره ازماتنا بين بعضنا البعض واننا نخلق من ازماتنا جسر نعبر به الى افاق اقتصاديه جديده . كلمات مأثوره يقول الامام الشافعى … لست ممن اذا جفاه اخوه .. اظهر الذم او تناول عرضا بل اذا صاحبى بدا لى جفاه .. عدت بالود والوصال ليرضى

محيى عبد السلام

خبير اقتصادى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى