عاجل

ضربات جوية مكثفة على حلب بعد إعلان الجيش السوري عن هجوم جديد

شنت طائرات حربية ضربات جوية مكثفة على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب بعد أن أعلن الجيش السوري المدعوم من روسيا عن هجوم للسيطرة الكاملة على أكبر مدن سوريا الأمر الذي بدد أي أمل في إنعاش وقف لإطلاق النار.

وأظهرت مقاطع مصورة قام سكان بتصويرها فتاة صغيرة تصرخ بينما يحفر رجال الإنقاذ بهمة وسط الأنقاض لينتشلوها حية. وأظهر مقطع آخر رجال الإنقاذ يستخرجون رضيعا بأيديهم من بين الأنقاض وهم يرددون “الله أكبر”. ولم تظهر علامات للحياة على الطفل بين أيدي رجال الإنقاذ وهم يسارعون بنقله.

وربما يمثل الانهيار الواضح لجهود صنع السلام التي تدعمها الولايات المتحدة نقطة تحول في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام مع تصميم الحكومة وحلفائها الروس والإيرانيين الآن على ما يبدو على سحق المعارضة في أكبر معاقلها الحضرية.

وقال محمد أبو رجب وهو خبير أشعة لرويترز “هل يمكنك سماعها؟ الصواريخ تصيب الحي الآن. يمكننا سماع الطائرات الآن… الطائرات لا تغادر السماء… طائرات هليكوبتر وبراميل متفجرة وطائرات حربية.”

وقال حمزة الخطيب وهو مدير مستشفى في حلب لرويترز إن عدد قتلى القصف الذي تعرضت له المناطق الخاضعة للمعارضة في شرق المدينة يوم الجمعة بلغ 91 .

وقالت هيئة الدفاع المدني التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب إن 40 مبنى دمر.

وذكر عمار السلمو مدير الدفاع المدني أن عمال الإنقاذ أنفسهم استُهدفوا مع تعرض ثلاثة مراكز من أصل أربعة في حلب للقصف. وقال لرويترز إن ما يحدث الآن “إبادة” بكل ما تحمله الكلمة من معنى وإن القصف يوم الجمعة أعنف وشارك فيه عدد أكبر من الطائرات.

جاء القصف بعدما أعلن الجيش السوري ليل الخميس أنه شرع في عملية لاستعادة القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة. ويخشى دبلوماسيون غربيون من حمام دم إذا شنت الحكومة هجوما واسع النطاق لاستعادة المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة حيث لا يزال 250 ألف شخص محاصرين.

وقال دبلوماسي غربي “السبيل الوحيد للسيطرة على شرق حلب هو من خلال مثل هذه الفظائع الوحشية التي سيظل صداها يتردد لأجيال. ستكون شيئا يظل مذكورا في التاريخ.”

ولم يترك القصف المكثف مجالا للشك في أن الحكومة السورية وحليفتها روسيا تجاهلتا مناشدة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لوقف الطلعات الجوية من أجل إحياء وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا قبل أن ينهار يوم الاثنين.

وستمثل استعادة السيطرة الكاملة على حلب أهم انتصار في الحرب حتى الآن للرئيس السوري بشار الأسد الذي سعى إلى تشديد قبضته على المدن الغربية حيث كانت تعيش الغالبية العظمى من السوريين قبل أن يدفع القتال نصف سكان البلاد إلى ترك ديارهم.

هجوم شامل

أعلن الجيش السوري في بيان في وقت متأخر مساء الخميس بدء عملياته في أحياء شرق حلب ودعا الناس إلى الابتعاد عن مقار ومواقع “العصابات الإرهابية المسلحة”.

وقال مصدر عسكري يوم الجمعة إن الهجوم سيكون “شاملا” وسيشمل هجوما بريا وقال إن الهجمات الجوية والمدفعية التحضيرية قد تستمر “لفترة من الزمن”.

وقال العديد من السكان إن الانفجارات التي وقعت كانت أشد كثيرا من أي انفجارات ضربت المنطقة من قبل مما أحدث فجوات أكبر في الأرض وأسقط مباني بأكملها.

وذكر قيادي بالمعارضة في تسجيل صوتي أرسله لرويترز أنه استيقظ على “زلزال” قوي رغم أنه كان بعيدا عن موقع سقوط الصاروخ. وقال إن “شهداء” من جماعته تحت الأنقاض في ثلاثة مواقع.

وتزامن إعلان الجيش السوري عن الهجوم مع اجتماعات دولية بشأن سوريا في نيويورك في أحدث جهود دبلوماسية رامية إلى إحياء الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا في التاسع من سبتمبر أيلول.

وكان انهيار الهدنة هو نفس مصير جميع الجهود السابقة لإنهاء الحرب المستمرة من خمسة أعوام ونصف العام والتي قتل فيها مئات الآلاف من السوريين. وقد يكون انهيار الهدنة آخر محاولة لتحقيق انفراجة في مساعي السلام قبل أن يترك الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه.

وشددت الحكومة السورية المدعومة بالقوة الجوية الروسية والفصائل الشيعية المدعومة من إيران قبضتها حول المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب هذا العام وحققت هذا الصيف هدفا طال انتظاره وهو تطويق المنطقة بالكامل.

وتسيطر الحكومة بالفعل على النصف الغربي للمدينة حيث فر عدد أقل من الناس. وقبل الحرب كان يقطن المدينة نحو ثلاثة ملايين نسمة وكانت المركز الاقتصادي لسوريا.

وقال زكريا ملاحفجي وهو مسؤول بإحدى فصائل المعارضة الرئيسية في حلب ويقيم في تركيا إن الجيش قام بمحاولات للتقدم في العديد من الأحياء لكن قوات المعارضة صدته.

وفي الأمم المتحدة أخفقت الولايات المتحدة وروسيا يوم الخميس في التوصل لاتفاق لإحياء وقف إطلاق النار خلال ما وصفه ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا بأنه اجتماع “مطول وشاق ومخيب للآمال”.

وضغطت دول غربية في الاجتماع لوقف تحليق الطائرات في أنحاء سوريا باستثناء المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية لكن روسيا ترفض الطلب.

ويبقى الأسد على تحديه إذ قال يوم الخميس إنه يتوقع أن يمتد الصراع ما دام جزءا من صراع عالمي تقاتله فيه جماعات مدعومة من السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى