مقالات

مرض الأنا وحب الذات ” النرجسية ” – بقلم – منال صادق

من منطلق تعاملي الدائم خلال عملي مع الكثير من أنواع البشر منهم السوي المتصالح مع الحياة ومع نفسه ومنهم المغرور النرجسي متعدد الوجوه . توصلت الي اننا لابد من وقفه مع النفس لكي ننظر مع من نتعامل. مهما كان مركزة او مكانته او وضعه إنه يا أصدقائي موضوع من وجهة نظري هام للغاية قررت أن اطرحه عليكم موضوعي عن ‘ النرجسية والغرور ‘ سأشرح لكم أولا بطريقة علمية من هو اﻹنسان المغرور المحب لذاته وماهي النرجسية وكيف يصاب بها الشخص الشخصية النرجسية هي الشخصية المصابة ((بمرض الانا وحب الذات)) والمصاب به ستلاحظ دائماً انه شخص.

متلون كل يوم بوجه مختلف و متمركز حول ذاته وكأنه محور الكون كله والعالم يدور من حوله يفكر بعقل متاكبر مغرور، ﻻيهمه الآخرين، او العالم المحيط به، يركز على عالمه الذاتى وانانيته وهو شخص غامض ليس واضح ويصنع حوله اطار حديدى وهمى حتى ﻻ يستطيع احد النفاذ منه اليه.

ودائما يصف نفسه انه يستطيع فعل كذا وكذا ويردد الأنا كثيراً في أغلب كلماته وهو يستغل كل من يتعامل معه لتحقيق غاياته الخاصة، واشباع رغباته.ويوهمك دائماً انه الاذكي والاقوي والمستهدف من الجميع و ﻻ يقبل النقد أبداً .

او حتي اى إشارة بانه مغرور ولا يقبل ان يصنفه الاخرين انه شخص عادي من ضمن البشر وهذا مرض خطير وﻻبد من عﻻجة من تلك الآفة لانه خطر علي نفسه وعلي كل من حوله لأن الإنسان الطبيعي مهما علا علمة وشأنه يدرك جيداً الكلمة الشهيرة للمفكر والباحث.الرائع د. ” إسلام بحيري ” عندما يقول ” اي عمل بشري مهما علا شأنه منقوص .

الإنسانية تفتقد الكمال ” والشخص النرجسي لا يعترف بهذا الكلام اطلاقاً بل هو علي يقين انه دائماً المكتمل في كل شئ فهو لا يعترف بالآخر نهائياً ودائم الصراع دائم الجدال ولا يقبل الإختلاف في الرآي مطلقاً . و دائم الاحراج لمن حوله وفي لحظه إن أختلفوا معه يحولهم من أحباب الي أعداء ويحكم عليهم من موقف من كلمة من إعتراض انهم ضد نجاحه وتألقة. ولا يلتمس لهم أعذار إن أخطأوا ولو بدون قصد. ﻷنه لا يعترف إلا بنفسه وبما يرضيه ويرضي غروره. وكبريائه المتمكن منه، وعندما تتهمه بالغرور وحب الذات والجمود لا يسمع. ولا يدرك. حيث يثور دائما ويتهم من اشار اليه بذلك بأبشع الاتهامات، وهو يقنع نفسه تمام اﻷقناع.

بان ضيق الآخرين منه ماهو اﻻ حقد عليه وغيرة منه والخطأ فيهم ومنهم ليس فى اسلوبه معهم. ولا في جمود قلبه ولا غروره. فهو لا يخطأ من وجهة نظر نفسه، وهو متقلب المزاج وعصبى جدا، دائم الكذب والخداع ويرتدي الكثير من اﻷقنعه.

ليقنع الاخرين ويبرر سلوكه امامهم. وكم يحب من يمدحه ويتقرب له. وكلما نال من المديح والثناء اكثر؛ كلما تغذت نرجسيته ونمت بداخله أكثر وشعر بذاته.. ويكون هذا بصورة بشعة جداً ان كان هذا الشخص من المشهورين او انصاف المشهورين وخاصة من رجال السياسة والدين، إن اصابهم هذا المرض يكون إسمه العلمي جنون العظمة ويصل عادتاً معهم الي الهوس بأنفسهم ويجبر المصاب به منهم علي إرتكاب افعال واقوال وفتاوي شاذة وغريبة وأحياناً إرتكاب الجرائم لكي يلتف الناس حوله ويسألوه ويهتموا بما يقول ويفعل فيشبعوا غرورة وكبريائه وجنون عظمته وتقديسة لذاته فنجد البعض من التابعين والمريدين.

والمغيبين فكرياً يتملقون لمثل هؤﻻء ويلتفون حوله..لانهم ايضاً يشبعون شعورهم بالنقص امامه فهناك طبقة بسيطة فكرياً تقترب منه دائماً لتشعر انها قريبة من المشاهير ورجال الدين وغالباً ان كان مريض النرجسية رجل دين فهو يتاجر به ويبحث دائماً عن السيطرة علي هذة الطبقة البسيطة فكرياً لانها هي وحدها من ستشعره بنفسه فهو يخاف الطبقة المثقفة الباحثة عن الحقائق ويحاول بكل الطرق ابعادها وازاحتها من امامه لكي يحافظ علي مكانه في عقول من يهللون حوله. وكلما زاد عدد المهللون كلما انتفخت نسبة الانا عند الشخص المريض بالنرجسية.

وزاد غروره وثقته في نفسه أنه اﻷصح واﻷقوي ودهس كل من حوله وتشبعت اﻷنا منه وتملكت. ليطالب الجميع بهذا التملك وكأنه حق مكتسب له وواجب على الاخر له.

فنجده يصبح اكثر قسوة وتجبر على كل من يخالفه الرأى ولو بكلمة… فهو لن يعترف اساساً برآي سوي رآيه وغاليا، يصل الي مرحلة يعادي حتي أقرب الناس اليه. وقتها يمرض بالشك والغل والحقد علي الاخرين جميعاً ويتكون بداخله فكره ان كل من يخطأ ولو خطأ حسن النيه وان كل من يقترب منه يريد منه شيئ أو يريد به سوء.

وان هو لا يخطأ ابداً . ونجده يمشى مزهواً بذاته ﻷبعد الحدود. مرفوع الرأس منتفخ الصدر ليلفت الانتباه له ولفخامة هيئته ومظهره، وذلك على عكس ما تحتوى نفسه تماما من ضعف وخنوع.وتوتر وقلق ويركز دائماً في كلامة مع الناس على اظهار افعاله العظيمة ويضخمها ويقلل ويحقر من افعال الآخرين. وﻻ يهتم بمشاعرهم .

فأهتمامه يقتصر على ذاته فقط. وقد يكون في بعض الاحيان مبدع بالفعل وشديد الذكاء وموهوب علميا وبارعا في مجاله. ومتميزا بعﻻقاته مع الآخرين، من من يشبعون رغباته ويتحملون غضبه وثورته، ولكن من يسبب غضبه ويثيره ولو بكلمه سريعا ما يحكم عليه ويبتعد عنه؛ ويذمه ويصفه بأبشع الصفات.

وﻻ ينام اﻻ وقد انتقم منه مرات ومرات. بأبشع صور القسوه حتي إن أودت بحياته لا يبالي ابدا. بحياة الاخرين::: فالمدح الذي تعود عليه والغرور المبالغ فيه باستمرار هو بداية الطريق للنرجسية وعواقبها وتبعاتها. التي اوصلته الي هوس،وجنون العظمة .. هذه شخصيه تكون دائماً تحتاج الي تأهيل جديد وعلاج وبناء نفسي وذاتي لكي تكون سويه واﻷفضل لنا جميعا ان نتعامل معاها بحظر شديد ونرشدها لعلاج ولا نقترب منها كثيرا. ولا نكثر المدح فيها وتطهر دائماً للناس عيوبها لذلك وجب علينا جميعا الوقوف لحظه لنتأمل مع كل شخص يصادفنا في الحياه ونسأل مع من نتعامل.ونحذر من من يمدح في نفسه فليس هناك شخص سوي يمدح في نفسه كثيراً. منال صادق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى